آملا بالحصول على موعد للانسحاب الأمريكي...الكاظمي في واشنطن لتجنب السيناريو الأفغاني
25-يوليو-2021

خاص/ كل الاخبار
في الوقت الذي يعاني فيه العراق من ضغوط داخلية ووضع أمني هش قبيل انتخابات نيابية مبكرة، توجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، آملاً في الحصول على موعد رسمي لجدول زمني للانسحاب الأمريكي من البلاد.
وتوجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني للانسحاب الأمريكي من البلاد، وهو المطلب الأساسي لبعض الأطراف السياسية في العراق، وهو ما سيعطيه دفعا سياسياً قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة.
مخاوف من عودة داعش
وقبل يومين من الزيارة، أعلن الكاظمي القبض على جميع أعضاء الشبكة "الإرهابية" المسؤولة عن الهجوم الانتحاري الذي وقع بمدينة الصدر في بغداد مؤخرا وأسفر عن مقتل 30 شهيدا، فيما تؤكد واشنطن باستمرار أن مهمة جنودها "الأساسية في العراق تبقى ضمان استمرارية هزيمة تنظيم الدولة"، بحسب ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس.
رسمياً، تمت هزيمة داعش في العراق عام 2017 على أيدي القوات العراقية المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، لكن تبقى مخاوف عودته حاضرة بحسب مصدر دبلوماسي، لأن "العديد من الأسباب التي سمحت بصعود التنظيم في العام 2014 لا تزال قائمة".
من جانبه، يقول الباحث في مركز "ذي سانتشوري فاونديشن" للأبحاث سجاد جياد، إن عدم التوصل إلى إعلان ملموس لانسحاب كامل قد يؤدي إلى "رفع الفصائل لمستوى التوتر وتكثيف هجماتها على القوات الأمريكية".
الكاظمي في موقف صعب
ولم تتوان الفصائل عن تكثيف ضغوطها مؤخراً على الكاظمي الذي ضعف موقفه في مواجهة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لا سيما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزود بما يكفيه منها، خصوصاً في فصل الصيف الحار.
وتوعد قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، في كلمة له قبيل زيارة الكاظمي، بأن "عمليات المقاومة مستمرة وستستمر حتى خروج كل القوات الأمريكية من كل الأراضي العراقية".
جدول زمني للانسحاب أم إعادة تحديد مهام؟
بدوره، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل واشنطن قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة، أن المحادثات ستفضي بالفعل إلى تحديد جدول زمني. لكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق البالغ عددها 2500 عسكري يتمركزون في قواعد عراقية، وهم رسمياً ليسوا بقوات قتالية بل "مستشارون" و"مدربون"، بحلول نهاية العام.
حملة انتخابية مبكرة
وفيما تقوّض الضغوط الداخلية وتردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية موقعه، فإن "زيارة رئيس الوزراء تبقى مرتبطة بشكل وثيق بحملته للانتخابات" المقررة في 10 تشرين الأول/أكتوبر، فهو يحاول خصوصاً "حشد دعم دولي وإقليمي"، كما يوضح مارديني.
ويعود ذلك لافتقاده إلى "حزب سياسي وقاعدة شعبية"، لذا يبقى "الطريق الوحيد له نحو كسب التأييد من أجل تشكيل حكومة هو عبر التوفيق بين الأحزاب السياسية التي تهيمن عليها قوى إقليمية ودولية"، ما يعني أن الكاظمي "يسعى للاستفادة من الدعم الخارجي للتعويض عن موقعه السياسي الضعيف في الداخل".
وبحسب باحثون فإن الكاظمي يحتاج في ذلك إلى "مساعدة الولايات المتحدة لضمان عدم التصعيد من جهتها وللنظر بما إذا كانت واشنطن سوف تسمح للعراق بالقيام بمبادلات مع إيران بشكل أسهل"، بدون أن تكون بغداد عرضة لعقوبات ثانوية تطاول الدول التي تقوم بمبادلات تجارية مع طهران.