
العرب حسموا قضيتهم المركزية مع إسرائيل والفتنة العراقية ما زالت عالقة
إرتمى العرب في أحضان إسرائيل خدمة لمصالحهم، والعراقيون ما زالوا يتقاتلون لأجل مسح الاقدام او غسلها عند الوضوء
خاص / كل الاخبار
منذ طفولتي أحلم بكف الله، تمر على بيتنا.. تطهره؛ فننبذ الحروب مترفهين في حدائق السلام، نزهة تطول كلما قصر الزمان.
إذ تربينا على أن إسرائيل "وهي في أدبيات حزب البعث المنحل: الكيان الصهيوني" عدو.. هذا العدو التاريخي على مر السنين وتعاقب حقب الدهر، حسم العرب مشكلتهم معه، بالصلح تبادلا وإسرائيل، لكن العراقيين ما زالوا يعيشون فتنة تشظ وآفة تشرذم وداهية إفتراق، من دون قضية.
تعد الامارات.. رابع دولة بعد المغرب والاردن ومصر.. تباعا.. تعلن الصلح مع إسرائيل، كدولة عضو في الامم المتحدة، لها حضور دبلوماسي وإقتصادي فاعل ومؤثر، لم تستطع متفجرات الفلسطينيين الحد من نفاذه متغلغلا بين تلافيف الشعوب، حتى صارت إسرائيل دولة العالم وسلطة كل مكان، لها رساميل في كل بنك.. داخل الدول التي تناصبها العداء مثلما هي متمكنة من جوهر الدول الصديقة لها.
إذن لا جدوى من معاداة العرب لإسرائيل، وبقيت الجدوى في عداء العراقيين لأنفسهم، كل فرد يطيح بأخيه تسقيطا، وكل فئة تظن نفسها الناجية وسواها هالكة في سقر الدنيا والآخرة.
تساءلنا: ما زلنا مختلفين داخليا في العراق، لمصلحة من؟ وقد حل العرب مشاكلهم العالقة مع إسرائيل.. العدو التاريخي لهم بوعي تأملي.. واقعي.. يحرص على تبادل المنافع لأنه أجدى من تبادل الغيظ والبغض والضغينة؟ فأجاب النائب شاكر كتاب: "عدم الاتفاق بين الكتل السياسية العراقية يأتي لمصلحة هذه الكتل ذاتها؛ لانهم يعتاشون على الفتنة المجتمعية بمختلف انواعها، والمصالحة بينهم ستنعكس على المجتمع مما سيفوّت عليهم فرص اللعب على اوتار الخلافات والصراعات المفتعلة مثل الطائفية والمذهبية والحزبية وما الى ذلك".
وحذر أ. د. علي عبد العباس، من: "خطورة الأوضاع في العراق وضرورة وجود حالة تفاهم كاملة بين الكيانات السياسية والفئات الاجتماعية، المنشغلة بقضايا عظمتها ونسبتها الى الاسلام وهو براء منها" مؤكدا: "المواقف في دول المحيط العربي، تتسارع نحو الارتماء في أحضان إسرائيل، ونحن ما زلنا نتقاتل مستميتين، هل نمسح أقدامنا عند الوضوء ام نغسلها".
التربوية د. ليلى عبد السادة، تأمل ان: "نصلح أنفسنا.. متخلصين من خلافاتنا الداخلية، قبل أن نعطي موقفا بالتطبيع بين الامارات واسرائيل؛ لأننا منهكون جراء قلقنا الداخلي المريع"