
خاص / كل الاخبار
تشهد البادية السورية منذ أسابيع تصاعداً لافتاً للهجمات التي يشنها تنظيم «داعش»، ضد قوات النظام وحلفائه، ما يوحي بأنه تمكّن إلى حد كبير من إعادة تنظيم صفوفه في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة.
وتشكّل البادية السورية، في واقع الأمر، مكاناً مثالياً لـ«داعش» للاختباء والتقاط الأنفاس، ومن ثم شن هجمات خاطفة ضد القرى المعزولة أو القوافل التي تعبر الطرقات الصحراوية المكشوفة غالباً والتي يصعب تأمينها كلياً.
وقالت مصادر أمنية لـ (كل الأخبار) إن "تنظيم داعش يحاول العودة في العراق، والسيطرة على بعض المناطق"، مشيرة إلى أن "داعش سيستغل ذات الفرص التي حظى بها في سوريا منها الصراعات الداخلية إضافة إلى غياب الضربات الذكية للتحالف الدولي".
وأشارت إلى أن "عصابات داعش كثف عملياته في المناطق الريفية، مع التركيز على محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، وتشير البيانات إلى أنه ينقل مقاتليه أصحاب المهارات إلى المنطقة من سوريا".
مخاوف دولية
أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الأحد عن قلقها من "عودة ظهور" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فيما تتواصل تعبئة العسكريين الفرنسيين ضمن تحالف دولي لمكافحته بقيادة الولايات المتحدة.
وأكدت الوزيرة أن "فرنسا تعتبر أن تنظيم داعش لا يزال موجودا. حتى أنه يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهور داعش في سوريا والعراق".
وتأتي تصريحات بارلي في توقيت أعلنت فيه إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنها تعتزم سحب 500 جندي من العراق في منتصف فبراير/شباط وإبقاء 2500 جندي فقط هناك.
وقالت الوزيرة الفرنسية "منذ سقوط بلدة الباغوز في وادي الفرات حيث كان المعقل الأخير لداعش يمكن أن نلاحظ أنه تستعيد قوتها في سوريا"، حيث تبنى التنظيم هجوما قتل فيه 39 عنصرا من قوات النظام في 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأكدت بارلي أن التنظيم الذي تبنى كذلك عددا من الاعتداءات في أوروبا في السنوات الأخيرة "يعيد بناء صفوفه في العراق أيضا".
استراتيجيات بديلة
وأكد محللون أمنيون لـ كل الأخبار) خسارة التنظيم مواقع سيطرته أجبرت تبني استراتيجيات بديلة عن تلك التي اعتمدها خلال فترة "التمكين" بالانتقال إلى مناطق صحراوية والانطلاق منها لشن حرب عصابات بهدف استنزاف "العدو" واضعافه لاعادة السيطرة على المدن ثانية وإقامة "الشريعة الإسلامية".
من المؤكد ان استراتيجيات التنظيم الجديدة بعد خسارته مناطق السيطرة اتجهت نحو توسيع النفوذ في المناطق الهشة امنيا، في صحراء الجزيرة غرب وشمال غرب العراق على الضفة الشمالية لنهر الفرات من معبر القائم إلى مناطق جنوب غرب الموصل بموازاة الحدود السورية العراقية.
وأيضا على الضفة الجنوبية للنهر بموازاة الحدود العراقية السورية وصولا إلى مناطق الرطبة أو ما يعرف بالبادية الشامية.
هجمات ليلية
ويمتلك تنظيم داعش قدرات على التحرك ليلا بمجموعات صغيرة في مناطق تواجده لشن هجمات على اهداف تابعة للحشد الشعبي أو القوات الأمنية، وأخرى مدنية منها حافلات على الطرق الرئيسة بين بغداد ومحافظات نينوى وكركوك.
ويعتمد التنظيم في شن الهجمات على مجموعات باقل من عشرة مقاتلين يصعب رصدها من قبل طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف الدولي.