الأسوأ منذ 2003 العراق... بدء حركة النزوح بسبب ظهور مؤشرات الجفاف
31-مايو-2021

يعيش العراق منذ سنوات عديدة أزمة مياه آخذة بالتصاعد عامًا بعد آخر. أزمة باتت ملامحها واضحة في المحافظات العراقية بعد أن تسبب شح المياه في خروج آلاف المتظاهرين في مختلف محافظات الوسط والجنوب إلى الشوارع، مطالبين بتوفير مياه صالحة للشرب.
ومنذ عام الفين وثمانية عشر فإن الواقع يشير الى ان العراق مقبل على أزمة مياه طاحنة قد تغيّر كثيرًا من الملامح الى ما وصلت اليه الان، وهو ما بدا مفزعًا للبلاد الأكثر عرضة لكارثة نقص المياه في السنوات القريبة، حيث صنّف العراق وفق تقرير دولي بالمرتبة الثانية والاربعين ضمن فئة الخطر المرتفع من موارده المائية مع وجود تقصير حكومي، فضلا عن تعدّي دول الجوار على الحصص المائية.
كما يتطرق التقرير إلى أبرز وأهم الحلول والاستراتيجيات التي يمكن للعراق اتباعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث اشار إلى أن العراق يمتلك أكثر من ورقة للتفاوض مع تركيا وإيران بغية الوصول إلى اتفاق إستراتيجي بشأن حجم إطلاقات المياه من خلال تفعيل سياسة عامة وشاملة ترتكز على تفعيل الجانب الاقتصادي والتعاون الأمني في ظل زيادة حجم التبادل الاقتصادي وتفعيل الاستثمار طويل الأمد، ولعب دور سياسي أكبر في العلاقات الدولية والإقليمية.
ومع ارتفاع درجات الصيف اللاهب في العراق يؤكد مراقبون ان البلاد مقبلة على ازمة خانقة في المياه تحتاج الى تحرك دولي عاجل لاطلاق الحصص المائية المتعلقة بالعراق، مشددين على ضرورة ان يأخذ العراق موقفه الثابت من الدول المتشاطئة وفق اتفاقيات ملزمة وبمراقبة دولية.
أكد مسؤولون في ديالى أن مؤشرات الجفاف بدأت تظهر في المحافظة، ما انعكس سلباً على السكان بشكل كبير، مشيرين إلى أن بعض الأهالي بدأوا بالنزوح بسبب شحة المياه.
وقال قائممقام قضاء بعقوبة، مركز محافظة ديالى، عبدالله الحيالي إن "المشاكل تتراكم بسبب الجفاف مع ترقب احتمال حدوث معضلة كبيرة بسبب النزوح من المحافظة، لذا ينبغي على الأطراف المعنية إيجاد حل جذري".
بدوره، أشار مدير المياه في ديالى، مهند المعموري، إلى أن نسبة انخفاض المياه في ديالى بلغت 90% مقارنة بالأعوام السابقة، مشيراً إلى أن ديالى تعتمد على سد حمرين في توفير المياه بنسبة تتراوح بين 80% إلى 90% "لكن قلة المياه المطلقة أدت إلى انخفاض منسوب المياه في بحيرة حمرين".
وحول تأثر الأراضي الزراعية، أوضح المعموري أن "مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في ديالى تبلغ نحو 150 ألف دونم، لكن الجفاف بات يشكل تهديداً عليها".
من جانبه، ذكر رئيس اتحاد الفلاحين في ديالى رعد التميمي، أن الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 2003، محذراً من أن "المحافظة أصبحت على وشك مواجهة أسوأ كارثة جفاف".
وتابع أن الكثيرين بدأوا بحفر الآبار فيما تواجه بعض المناطق مشكلة فعلية وخاصة في قرى شمال وشرق المحافظة، مشيراً إلى ارتفاع سعر حفر البئر إلى 23 ألف دينار لكل متر "وهذا يشكل عبئاً على الأهالي".
وفي السياق، لفت مدير إعلام زراعة ديالى، محمد المندلاوي، إن دائرة مياه ديالى "أبلغتنا رسمياً بعدم قدرتها على توفير المياه الكافية لتطبيق الخطة الزراعية الصيفية".
مدير بيئة ديالى، عبدالله الشمري، بيّن أن لجنة عليا شكلت بقصد تحديد الأماكن الأكثر حاجة لحفر الآبار، مبيناً أن منسوب مياه بحيرة حمرين انخفض بشكل غير مسبوق منذ 18 عاماً الماضية، "في حين أننا لا زلنا في بداية موسم الحرارة".
من جانبه، قال وزير الزراعة، محمد كريم الخفاجي، إن "هذه السنة ليست مطرية وتعد أسوأ سنة، لكن وزير الموارد المائية وفر لنا خزيناً احتياطياً للخطة الصيفية المتكاملة، ولدينا مشكلة في سد حمرين فقط وستتم معالجتها".
إلى ذلك، أوضح وزير الموارد المائية ، مهدي رشيد الحمداني أنه "في كل سنة تنخفض المياه، لأن هناك انتقالة مابين الزراعة الشتوية والصيفية، في هذه الفترة نعمل على تخزين أكبر كمية في خزاناتنا لغرض إطلاقها في موسم الزراعة الصيفية في بداية شهر حزيران"، مبيناً أنه "لا توجد لدينا مشكلة سوى في ديالى بسبب قلة الإيرادات والانقطاع من إيران وتغيير المناخ وقلة الامطار وهذه الحالة استشعرتها الوزارة منذ أكثر 6 أشهر وعملنا على اتخاذ عدة إجراءات، ونفذنا مشاريع ستراتيجية مهمة في وقت قياسي لاسعاف المواطنين، منها تأمين الاسالات لاكثر من 450 الف نسمة، أما بقية محافظات العراق لاتوجد فيها مشكلة، بسبب السياسة التي اعتمدتها الحكومة من تأمين خزين في الخزانات والسدود. لم نجعل المواطن أن يشعر أن هناك مشكلة في هذا الصيف أو الشتاء القادم".