التأكيد على التعاون الثلاثي والشراكة الاستراتيجية ... قادة العراق ومصر والأردن يرسمون خريطة جيوسياسية جديدة
27-يونيو-2021

تنقل القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية بمشاركة قادة البلدان الثلاثة، المنطقة إلى مشروع "المشرق الجديد"، القائم على اتفاقات استراتيجية أمنية واقتصادية وثقافية وتعليمية واستثمارية، والذي من المتوقع ان يشكل عامل توازن جديد، يحافظ على استقرار المنطقة، ويقلل من فرص الصدام.
وقال مصدر حكومي (لـكل الأخبار) أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بحثا في مشاريع العلاقات الاستراتيجية التي تخص البلدان الثلاثة لاسيما في مجالات الأمن والاقتصاد،
و"المشرق الجديد" هو مشروع يسعى من وراءه، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الى نقل العراق من دائرة التأخر والفشل في التنمية، والانحسار الإقليمي الى آفاق أبعد في التنمية والانفتاح".
وشكل البلدان الثلاثة في عمان، الصيف الماضي مجلسا وزاريا تنسيقيا مشتركا لتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
وواصلت لجان في النقل والاستثمار والإعمار والطاقة والصناعة والمالية إضافة إلى اللجان السياسية والأمنية والثقافية والإعلامية والزراعية عملها لغرض التأسيس للمدينة الاقتصادية العراقية الأردنية وتفعيل الشراكة في النقل البحري والتعاون الزراعي والأمن الغذائي والصناعات الكيمياوية.
وترجح تحليلات أن يؤدي مشروع الشرق الجديد، إلى بروز العراق من جديد كقوة إقليمية تستطيع توجيه الأحداث الإقليمية والدولية بما يعزز السيادة ويحفظ السلام.
وفي حين يركز مشروع المشرق الجديد على الجانب الاقتصادي، إلا أن تأثيراته السياسية ستكون واضحة في رسم معادلة التوازن الإقليمي.
ويرى الكاظمي ان العراق يعمل على مشروع المشرق الجديد لإنشاء منطقة اقتصادية مزدهرة.
وفي العام الماضي، قال الكاظمي خلال قمة الزعماء الثلاثة أن بلاده ملتزمة برؤية استراتيجية تدعم استقرار المنطقة وخلق فرصة التهدئة.
وتصف تحليلات المشرق الجديد بأنه مشروع اقتصادي اجتماعي يركز على تحسين أوضاع الشعوب قبل أن تكون له اهداف سياسية معينة.
ويرتكز نجاح المشروع على الطاقة البشرية لمصر، والثروة النفطة الضخمة في العراق، والموقع الجغرافي للأردن الذي يربط العراق بمصر.
ومن المتوقع ان يرسم مشروع الشرق الجديد خريطة جيوسياسية جديدة، تستطيع ان تلعب دورا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط على صعيد الامن والاقتصاد والسياسية.
كما تشكل الدول الثلاثة، نهجا سياسيا في الاعتدال تجاه الأزمات والمشاكل التي تعصف بالمنطقة.
من جهته، اكد رئيس الجمهورية برهم صالح، ان تعافي العراق يُمهد لمنظومة متكاملة للمنطقة
ومن جانبه، قال الكاظمي "أرحب بضيفي العراق، جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في بغداد مدينة السلام، سعداء بكم في بغداد"، مبينا أن "هذه الزيارة هي رسالة مهمة الى شعوبنا بأننا متعاضدون ومتكاملون من أجل العمل لخدمة شعوبنا وشعوب المنطقة".
وأضاف، أن "هذه الزيارة تنعقد في وقت وفي انعطافة تاريخية خطيرة تمر بها المنطقة وكل دول العالم بالخصوص مع تحديات وباء كورونا"، موضحا أنه "لا يخفى على أحد أن اهم التحديات التي نواجهها هي جائحة كورونا والظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب".
في ذات السياق، قال وزير الخارجيّة فؤاد حسين، إن "انعقاد القمة الثلاثية ببغداد يعكس التعاون المستمر بين الدول الثلاث"، لافتا الى أن "الجميع يبحث عن التعاون واستثمار الفرص بمختلف المجالات"
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيري خارجية الاردن والعراق، إن "قمة بغداد ركزت على موضوع حماية الأمن القومي العربي وتطرقنا لوحدة المصير التي تجتمع عليها شعوبنا وضرورة معالجة القضايا التي يعاني منها العراق ومصر والأردن".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن"قمة بغداد ناقشت ملفات مختلفة وعكست توافق القادة في مواقفهم إزاء قضايا المنطقة وضرورة التنسيق المشترك "، لافتا الى أننا "نقف معاً لمواجهة التحديات المشتركة".
وأكد البيان الختامي للقمة الثلاثية، على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين البلدان الثلاثة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز العمل العربي المشترك ويحفظ الأمن والإستقرار في المنطقة.
كما إتفق القادة على ضرورة تعزيز مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث وربط شبكات نقل الغاز بين العراق ومصر عبر الأردن. وتشجيع الإستثمار في قطاع الإسكان والطرق والجسور ومشاريع البنى التحتية في الدول الثلاث، فضلا عن ضرورة السير بالإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية العراقية- الأردنية المشتركة.
فيما وجه القادة، وفي إطار سعيهم لتعزيز ورفع مستويات التعاون الإقتصادي بين البلدان الثلاثة إلى عقد ملتقى أعمال على هامش أول إجتماع قادم لوزراء الصناعة والتجارة في الدول الثلاث.