التيار نحو مشروعه بعد نهاية المدة ... مهلة الـ 40 يوماً.. مناورة تكتيكية لتعطيل "الثلث المعطل"
2-ابريل-2022

لاقت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى الإطار التنسيقي لتشكيل الكتلة الاكبر والتحاور مع جميع القوى السياسية لتشكيل الحكومة دون مشاركة التيار الصدري في فترة زمنية تنتهي في التاسع من شوال، ردود أفعال متباينة.
فقد اشار المراقب للشأن السياسي يوسف سلمان، الى ان تغريدة مقتدى الصدر قد تكون مناورة تكتيكية لاحراج الاطار التنسيقي وفريق المقاطعين الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، مرجحا انضمام الصدر بكل ودية بعد انتهاء المدة التي حددها الى المبادرة التي يضعها الإطار لتشكيل الكتلة الاكبر.
وقال سلمان، إن “تغريدة الصدر قد تكون مناورة تكتيكية لاحراج الإطار التنسيقي وفريق المقاطعين لسيناريو التحالف الثلاثي وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية خصوصا ان الصدر اصبح على قناعة بعدم امكانية تمرير الرئيس بعد ان اخذ التحالف الثلاثي الوقت الكافي لتحقيق ما يريد دون جدوى وأثر بشكل كبير على وضع التحالف”، مبينا أن “التأخير كان في مصلحة فريق المقاطعين وساهم في لملمة صفوفه وأصبح يفاوض بوضع اكثر اطمئنان”.
واضاف، ان “تغريدة الصدر قد تحمل ضمن مضمونها رسالة لإحراج الإطار في قضية تشكيل الكتلة الاكبر وفق مبدأ حكومة الاغلبية التوافقية وقد يستفيد الاطار من هذه الدعوى وقد ينجح في تشكيل الكتلة الاكبر لكن في نفس الوقت فان قيادات الاطار ونوابه يدركون تماما انه لا يمكن المضي بمتطلبات المرحلة المقبلة وعودة الاستقرار بغياب الكتلة الصدرية”،.
ورجح سلمان بأن “الاطار سيبادر الى دعوة الصدر بتشكيل الكتلة الاكبر التي تتبنى ترشيح رئيس الوزراء خصوصا ان الصدر يعلم جيدا انه لن يستطيع الاعتكاف طويلا ولن يستطيع ان يستمر في الطريق الذي خطه اليوم وبالتالي نعتقد أن الصدر بعد انتهاء المدة التي منحها للإطار قد يغير موقفه وينضم بكل ودية الى المبادرة التي يضعها الإطار مع تأكيد المحافظة على استحقاق باقي المكونات من المناصب السيادية".
الصدر ينتظر فشل “الإطار التنسيقي” للمضي بمشروع حكومة الأغلبية
وقال عضو “التيار الصدري” صفاء الأسدي، إنه “في حال فشل الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة خلال المهلة التي حددها الصدر، فإن التيار سيمضي بمشروعه تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية”، مؤكداً أن “زعيم التيار الصدري، حينما التقى بقيادات “الإطار التنسيقي” بمنزل زعيم “تحالف الفتح” هادي العامري، طرح لهم مشروعه لتشكيل حكومة الأغلبية الوطنية، دونما استهداف أو إقصاء، وأن الهدف هو تصحيح مسار العملية السياسية، وأن من يأتي لهذه الحكومة يكون وفق شروط وضوابط، ومن يرفض يذهب للمعارضة، كما طرح الصدر إمكانية ذهابه للمعارضة في حال رفضوا تشكيل حكومة أغلبية، وعندها رفضت جميع قوى الإطار هذا الأمر”.
وشدد على أن “التحالف الثلاثي (إنقاذ وطن) تحالف رصين وثابت، ومع ذلك، فإن الصدر منح الشركاء الضوء الأخضر، ورفع القيود، وهم أحرار في ما يتبنون للذهاب لتشكيل الحكومة مع الإطار وفق برنامجه”، مؤكداً أنه “في حال نجح الإطار التنسيقي في تحقيق أغلبية، فستكون الكتلة الصدرية أول الحاضرين لجلسة البرلمان لإكمال نصاب تسمية رئيس الجمهورية، ولن نكون ثلثاً معطلاً”. واستدرك: “أما في حال فشِل الإطار وحلفاؤه، فإن الكتلة الصدرية ستمضي في تشكيل الحكومة، على اعتبار أنها الكتلة الكبرى برلمانياً”.
“الثلث المعطّل” يعطّل نفسه
إلى ذلك، أكد النائب عن “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، المتحالف مع الصدر، بشار الكيكي، أن الموقف محرج للإطار التنسيقي، وأن مشاريعه ستتعطل. وقال في تغريدة له عبر “تويتر”: “الصدر تمكّن في مبادرته الأخيرة من إحراج قوى “الإطار التنسيقي”، ووضعهم في مواجهة عمق الأزمة التي خلقوها في ما يُسمّى بالثلث المعطل”، مؤكداً أن “الثلث المعطل عطّل نفسه بنفسه”.
الصدر تمكن في مبادرته الاخيرة من احراج الاطاريين ووضعهم في مواجهة عمق الازمة التي خلقوها في ما يسمى بالثلث الضامن، الثلث المعطل عطل نفسه بنفسه .
“الإطار التنسيقي” يبحث عن مخرج للأزمة
وعلى الرغم من إنهاء الصدر أي فرصة للتحاور بينه وبين “الإطار التنسيقي”، إلا أن الأخير أكد أنه سيسعى لذلك. وقال النائب عن “الإطار التنسيقي” ثائر مخيف، أن تحالفه “سيبدأ اتصالاته مع القوى السياسية الأخرى، لبحث إمكانية البدء في حوار تفاوضي يمهد لتشكيل الحكومة المقبلة، أو الذهاب كثلث معطل”، مؤكداً أنه “حتى الآن لم نعرف توجهات تلك القوى، وقد يكشف ذلك قريباً”.
ورجح أن “تتغير الخريطة السياسية بشكل واسع، وأن الكرد قد يتفقون على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية”، قائلاً: “لا نسعى لإقصاء أحد في الحكومة المقبلة، ونأمل أن تكون للصدر مشاركة في الحكومة، وسنسعى للتواصل معه إزاء ذلك”.