العراق بمرحلة (مجهولة العواقب) استهداف القواعد الجويّة ومقار الأحزاب.. موجة عنف جديدة ورسائل سياسية عبر "السلاح"
16-يناير-2022

بعد هدوء نسبي شهدته الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي تمثل بوقف الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على أماكن وجود القوات الأميركية في مطار بغداد الدولي وقاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، عاودت الهجمات بكثافة على هذه الأماكن خلال مطلع الشهر الأول من العام الجديد.
ومنذ إعلان قيادة العمليات المشتركة نهاية العام الماضي انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وتحول عملها إلى استشاري، شككت أغلب الهجمات في الأمر، وتوعدت بشن هجمات على القواعد الأميركية في حال عدم انسحابها من العراق بشكل كامل.
وبشأن الرسائل السياسية بعد خلافات جاءت نتيجة الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي وتمرير رئاسة البرلمان ونائبيه بدأت حملة جديدة لم تشهدها العاصمة بغداد من قبل وهي استهداف مقار الأحزاب السياسية، والتي لطالما كانت الرسائل تحدث عبر تفجيرات متفرقة في العاصمة بغداد تستهدف أرواح المواطنين.
وتعرض مقر حزب "تقدم"، الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب ، محمد الحلبوسي، إلى استهداف بعبوة ناسفة مما أدى إلى إصابة حارسين، ووقوع أضرار بأبواب المبنى ونوافذه.
ورأى مراقبون أن "هذه الهجمات "طريقة للضغط على زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وتذكيره بأن هناك خطر اندلاع أعمال عنف، حال الإصرار نحو حكومة الأغلبية الوطنية".
وإن الهجمات الأخيرة تحمل "رسائل سياسية ومحاولة لإرباك الوضع الأمني كأحد الأهداف التي تندفع بها بعض الواجهات السياسية لغرض إعاقة تشكيل الحكومة أو احراجها بعد تشكيلها".
وكشفت مصادر خاصة عن قرب عودة الإعلاقات بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري بعد مفاوضات يجريانها الآن ضمن وفديهما في طهران.
وأضافت أن "وفدي من الأطار والتيار في إيران لبحث مفاوضات تشكيل الحكومة وتقريب وجهات النظر في ما يخص المسائل العالقة بين الطرفين".
وأشار إلى أنه "ليس هناك قطيعة تامة بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري، ولهذا قنوات الحوار موجودة ومفتوحة بين الطرفين، ونتوقع عودة التفاوض والحوار مع التيار الصدري في يخص ملف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة".
وتابعت أن "طبيعة الصراع السياسي بين القوى والأطراف الشيعية باتت تنعكس بشكل كبير جدا على الشارع"، مشيرة إلى أن "هناك دعوات من جميع الأطراف والكتل لإنهاء الخلافات".
وعن الملف الأمني الذي يخص استهداف القواعد الجوية أكدت المصادر أنها "لم تستبعد عملاً عسكرياً أميركياً ضد تلك الجماعات إذا استمرت في عملياتها ولم تجد أي ردع من قبل الجهات الحكومية العراقية، مشيرة إلى أن تلك الفصائل متقاربة في ما بينها بشأن موقفها في ضرب القواعد الأميركية".