العراق عند مفترق طرق...انتخابات 2021 تُطيح بوجوه مخضرمة وتمدد الولاية للكاظمي
11-أكتوبر-2021

أطاحت نتائج الانتخابات النيابية العام 2021، بوجوه مخضرمة، فيما مددت الولاية الثانية الرئيس مجلس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.
من بين أكثر الإشكاليات تعقيدا في مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية، المقررة الأحد، التنافس الحاد والخلافات بين الكتل السياسية في مجلس النواب الجديد على تسمية المرشح لتولي منصب رئاسة الوزراء.
وشارك في الانتخابات بحسب المفوضية نحو 10 ملايين عراقي من أصل نحو 25 مليونا يحق لهم المشاركة.
وبلغت نسبة المشاركة "الأولية" في الانتخابات 41 في المئة، وفق ما أعلنت المفوضية، ما يعني أن نسبة المقاطعة تجاوزت تلك التي سجلت عام 2018
وتصدرت الكتلة الصدرية، المدعومة من زعيم التيار السيد الصدري مقتدى الصدر، القوائم الفائزة في البرلمان.
ولم تأت النتائج بفارق كبير عن المتوقع في مزاج الشارع العراقي، والتي تكهنت بوصول تلك القوى مع اختلاف تراتبية الاثقال.
من المرجح أن يعيد العراق المشهد السابق على الانتخابات ما يعني أن التغيير مؤجل إلى حين.
ويقول مصدر سياسي إن الكاظمي يبقى أحد أقوى المرشحين التوافقيين حظوظا، لتشكيل الحكومة الجديدة ما بعد الانتخابات، وأن الأمر قد يطول لأشهر حتى يتم التوافق بين مختلف الأفرقاء كما هو جاري العادة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي قد يكون مرشح تسوية مع بروز تحالفات معتدلة قد تكون لها كلمة الفصل.
وأضاف أن حظوظه ليست قوية بذاتها، لكن من الممكن طرحه كمرشح تسوية، كما تم اختياره أول مرة عام 2020، على رغم وجود تحديات أمام هذا المسار، وأبرزها علاقته غير المتصالحة مع المجموعات المسلحة والميليشيات، غير أن مقبوليته من الكتل السنية والكردية، وبعض الأقليات الأخرى، فضلاً عن التيارات المدنية والنخب المثقفة التي تؤكد على ضرورة وصول شخصيات مدنية تعزز الحياة العامة وتبتعد بالبلاد عن الرؤى المذهبية".
وأكد أن التقارب الإيراني السعودي عبر وساطة الكاظمي اعطته رصيد ائتمان و ميزة جيدة كقيادي، مشيرا إلى أنه الكاظمي قد يواجه معركة طويلة للاحتفاظ بمنصبه".
ورجح أن صفقة توزير الكاظمي للمدة الثانية ستتضمن التفاهم على مصير (الحشد)، وإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية، والإصلاح الاقتصادي".
بدورهم، ورأى مراقبون أن مخرجات الانتخابات الحالية، لم تكون منسجمة تمام مع مطالب المحتجين، أو تأتي بدماء جديدة".
وأن خارطة التحالفات قد تكون هشة وعبارة عن تفاهمات أولية لا تعطي انطباعا أنه يمكن البناء عليها، أو ممكن أن تشكل تغييرا في المشهد السياسي أو إدارة التوافقات السياسية التي تنبثق منها الحكومة المقبلة".
وأن الكاظمي يراهن على احتمالية عدم التوافق على مرشح يرأس الحكومة، وبالتالي قد تضطر القوى الفائزة لإعادة ترشيحه.. صحيح أنه احتمال صعب لكنه ليس مستحيلا، بحسب مراقبين.
وتظهر النتائج الأولية للانتخابات، التي تأتي بعد حوالي عامين من اندلاع مظاهرات شعبية في البلاد، إعادة إنتاج الطبقة السياسية التي تحكم العراق حالياً إلى حد بعيد.