العملية ضائعة بين مؤيد وراغب فك شيفرة الانسداد السياسي تتعقد أمام انقسامات تضرب الإطار التنسيقي
24-Sep-2022

حالة ضياع وغموض تشهدها العملية السياسية في العراق في ظل استمرار الخلافات بين القوى السياسية دون أي حل مرتقب في الأفق، فما زالت جلسات مجلس النواب معلقة بعد الفشل في الالتزام بالتوقيتات الدستورية ومن ضمنها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل للحكومة الجديدة، وما زال كل طرف متمسك بمطالبه دون توصل إلى أي حلول وسط.
المشهد الضبابي الذي يسود العملية السياسية في العراق وخلافات القوى لاسيما الشيعية على شكل المرحلة القادمة، بين مؤيد لتشكيل الحكومة وراغب بحل البرلمان، يقلل من احتمالية فك شيفرة الانسداد السياسي القائم منذ حوالي عام كامل في العراق، وهو ما يتيح التدخل الخارجي في سياسة البلد الداخلية، باعتبار ان القوى الداخلية فشلت في انتشال العملية السياسية من المأزق الذي تمر به.
انقسامات الإطار
حلفاء التيار الصدري سابقاً والمتمثلون بتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني اتخذوا موقفاً جديداً وهو المضي في تشكيل الحكومة، لكن الحزبين لم يتخلوا عن حليفهم (التيار الصدري) بشكل رسمي، وحملوا على اكتافهم مبادرة ثلاثية بالاتفاق مع الإطار التنسيقي للذهاب الى الحنانة وارضاء الصدر بمشروعهم الجديد.
وهو ما بعثر أوراق الإطار بين مؤيد ومعارض، حسب القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، والذي كشف تفاصيل جديدة تخص وفد الحنانة المرتقب.
يقول سلام ان “رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني طرح مبادرة الذهاب الى الحنانة وفؤاد حسين رئيس اللجنة الخاصة بتشكيل الحكومة والتي ستذهب الى الحنانة برفقة قيادات سياسية من تحالف سيادة والإطار التنسيقي”.
ويضيف، أن “الإطار التنسيقي انقسموا الى قسمين بشأن الذهاب الى الحنانة، القسم الأول يقول انه يجب تشكيل حكومة ثم الانخراط بالحوارات مع الجهات الأخرى وأما النصف الاخر فهم مؤمنون بالطاولات المستديرة فيقولون يجب اخذ موافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة”.
أما ما يثبت الانقاسمات، حديث، لأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي الذي أوضح أن "موضوع إرسال وفد ثلاثي برئاسة زعيم تحالف الفتح هادي العامري إلى الحنانة للقاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر (اشاعة)".
ويكشف القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان “مبادرة الذهاب الى الحنانة حصلت على موافقة مبدئية من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وسيتم مناقشة قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات خلال اجتماع الحنانة”.
ويتابع انه “لا يمكن تصور تشكيل حكومة دون موافقة الصدر وفي حال تشكيل حكومة دون موفقة الصدر ستولد (ميتة)”.
ويذكر سلام، ان “الحزب الديمقراطي يقف على مسافة واحدة مع جميع الكتل السياسية ونرغب بخطاب شيعي موحد”.
موضحا، “نحن مع تشكيل الحكومة المؤقتة بكامل صلاحيتها لكن بمباركة الصدر ونحن مع حل البرلمان بالطرق القانونية والدستورية وتفعيل جلسات مجلس البرلمان”.
رفض صدري لمرشح الإطار
التيار الصدري ومن بدء العملية السياسية حاول بصورة او بأخرى عدم المضي مع نظيره الإطار التنسيقي في تشكيل الحكومة الجديدة.
وهو ما دفعه لتشكيل التحالف الثلاثي المسبق مع الكرد والسنة، وبعد عدم تحقيق مشروع الأغلبية، ترك الصدر “الجمل بما حمل” على قوى الإطار واتاح ساحة السياسة لهم، لكن بقت انظاره مفتوحة على خطوات الاطار والشخصية المرشحة لرئاسة الوزراء والذي ابدى رفضا قاطعا لها.
المحلل السياسي داود الحلفي يبين، ان التيار الصدري يرفض ترشيح محمد السوداني لرئاسة الوزراء بسبب انه رشح من قبل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
ويقول الحلفي ان “أي حوار هو مرحب به وموافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على استقبال الوفد المرتقب الذي سيذهب الى الحنانة لا يعني الوصول الى النتائج الإيجابية”.
ويشير الى ان “الذهاب الى الحنانة بنفس الأفكار القديمة مضيعة للوقت ومرفوضة من قبل التيار الصدري فلا بد من حلول وسطية”.
مخاوف من التدخل الخارجي
ويختتم الحلفي بالقول، “لا ننسى ان هناك احاطة لمجلس الامن بعد مدة ليست بالطويلة ومن الممكن ان تقوم ممثلة الامم المتحدة في العراق جنين بلاسخارت بنقل صورة ضبابية وسوداوية عن العراق وتقول انه غير قادر على تجاوز الازمة وبالتالي فتح المجال للتدخل الخارجي وارجاع العراق تحت سيطرة اجنبية”.
جميع انظار اقطاب العملية السياسية تتجه بصورة او بأخرى نحو لقاء الحنانة الذي سيجمع الخصماء والحلفاء، ومع استباق الاحداث فان اللقاء إن لم يفضي إلى حل فسيقرب وجهات القوى السياسية.