القنبلة السياسية على الطاولة... فصائل غاضبة من نتائج الانتخابات والخاسرون يناورون لإلغائها
17-أكتوبر-2021

فجرّت نتائج أولية للانتخابات البرلمانية المبكرة، توترا شديدا ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية بين فصائل ترفض التخلي بسهولة عن النفوذ الكبير الذي اكتسبته خلال السنوات الماضية.
حملت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية مفاجآت عدة، أبرزها تقدم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر بأكثر من 70 مقعدا.
وتمثلت المفاجأة الثانية في الخسارة الكبيرة لتحالف "الفتح"، الذي يضم "الحشد" والعديد من المجموعات الولائية المرتبطة بإيران.
المفاجأة الثالثة كانت في احتلال حزب "تقدم"، بزعامة محمد الحلبوسي المرتبة الثالثة، فيما المفاجأة الأهم كانت تقدم القوى الجديدة، التي انبثقت من رحم الاحتجاجات الشعبية، كحزب "امتداد" وحزب "إشراقة كانون" وحزب "الجيل الجديد"، إذ حصلت هذه الأحزاب مجتمعة على نحو 24 مقعدا، فضلا عن مستقلين حصلوا على 10 مقاعد.
وفي إقليم كردستان العراق فاز الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، بـ33 مقعدا، مقابل تراجع كبير لكل من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير، "كوران"، وأحزاب الإسلام السياسي.
ورأى مراقبون لكل الأخبار أن النتائج جاءت عكس التوقعات، ومعظم الأطراف الخاسرة لديها أجنحة مسلحة، وتفاجأت بخسارة فادحة، بعد أن كانت متصدرة في انتخابات 2018 وقبلها.
واشار إلى أن تكون هناك مشاورات وتوافقات في الدهاليز المظلمة، من أجل عدم تعقيد الموقف واللجوء لمنطق الحكمة والعقل، وقد تكون هناك تنازلات من بعض الجهات للحفاظ على أمن البلاد”.
أصدرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، اليوم الاحد، تحذيراً شديد اللهجة بشأن التلاعب بنتائج الانتخابات.
وذكرت الهيئة في بيان أن "إن تلاعب الأيادي الأجنبيّة في نتائج الانتخابات وطرق تزويرها الفاضح بإشراف حكوميّ أدّى بالنتيجة إلى فشل أداء عمل المفوضيّة وعجزها عن الوقوف بوجه الإرادات الخارجيّة، وهو ما قد يتسبب بإيصال البلد إلى حافة الهاوية".
وأضافت: "لقد كنا نتوقع من المفوضيّة تصحيحاً لهذا المسار الخاطئ لتفادي وقوع الأزمة، إلا أننا رأينا إصراراً مُريباً لتأزيم الوضع عن طريق الاستمرار بالسير في الاتجاه الخطأ".
وتابعت ان "المقاومة العراقية كانت وستبقى سدّاً منيعاً بوجه كل المشاريع الخبيثة"، مؤكدة على انه "من حق العراقيين الخروج احتجاجاً على كل من ظلمهم، ورفض الإذعان الى مطالبهم، وصادر حقهم".
وحذرت من "أيّ محاولة اعتداء أو مساس بكرامة الشعب في الدفاع عن حقوقه، وحفظ حشده؛ فضلا عن إخراج القوات الأجنبية من بلدهم، فإنها سَتُواجَه برجال قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، وقد خَبِرَتْهُم سوحُ القتال، ولاتَ حين مندم".
كما إن إعلان نتائج التصويت أثار الكثير من الجدل، بسبب عدم اكتماله حتى الآن من جهة، وأيضا بسبب النتائج غير المتوقعة بالنسبة لبعض الكتل والمرشحين، التي طعنت بوجود تزوير.
لكن نزاهة العملية الانتخابية قوبلت بإشادات دولية من منظمات مثل الاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، وإقليمية مثل الجامعة العربية