المشاكل قائمة وتتفاقم...الدوام الحضوري يعمّق مشاكل التربية في نقص المناهج وشحّة الرحلات المدرسية
28-نوفمبر-2021

رغم مرور أشهر على بدء العام الدراسي في العراق، إلا أن غالبية مدارس البلاد لم تتسلم الكتب الدراسية، بالتزامن مع نقص كبير في مقاعد المدارس التي يعود إليها الطلاب بعد نحو عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، ما يضطر الأهالي إلى شراء مقاعد بلاستيكية ليجلس عليها أطفالهم في المدرسة.
في المقابل، بادر مواطنون إلى تجهيز مدارس أبنائهم بالمستلزمات، ومن بينها إنارة الصفوف الدراسية، وتوفير مقاعد دراسية، إضافة إلى رفع النفايات، وتنظيف ساحات المدارس، كما أطلق ناشطون حملات شعبية في عدة مدن لنسخ الكتب وتوزيعها على الطلاب بالمجان حتى يتمكنوا من مواكبة الدراسة.
وتشير مصادر خاصة إلى إن أحد السياسيين المتنفذين يحتكر طباعة الكتب الدراسية من خلال سلسلة مطابع يمتلكها، وإنه السبب في تأخر وصول الكتب، مؤكدة أنه تم إعلان أن العام الدراسي الحالي سيكون حضوريا من قبل وزارة الصحة وخلية الأزمة الصحية مبكرا، وكانت تنبغي متابعة طباعة الكتب قبل بدء الدراسة.
وأضاف أن "العراق يعاني من نقص عدد الأبنية المدرسية، والنقص يبلغ نحو عشرة آلاف بناية، وهذه جريمة بحق الطلاب، كما أن هناك تعمدا في عملية تكرار تغيير المناهج حتى تعاد طباعة الكتب كل عام، وتذهب ملايين الدولارات إلى جيوب أصحاب المطابع، وكل هذا سببه الفساد المستشري".
من جهته، أكّد مدير تربية الكرخ فلاح القيسي أنّ "هناك أكثر من مليون و800 ألف طالب، موزّعين على 16 ألف مدرسة، لذلك بالتأكيد هنالك زخم وتراكم في أعداد الطلاب داخل القاعة الدراسية الواحدة"،
وأضاف أنّ "50 بالمائة من المدارس الحالية تحتاج إلى إعادة بناء وتأهيل".
وتابع أنّه "تمّ سحب العمل من الجهات المسؤولة المتلكئة في المدارس التي لم تصل إلى نسبة إنجاز محدّدة، وتمّت إحالتها إلى شركات أخرى لاستئناف العمل وإنجاز المشاريع المتوقّفة منذ أكثر من عشر سنوات".
ويقول حسين كاظم، وهو والد إحدى الطالبات في بغداد، إن ابنته تسلمت نصف الكتب، وكانت قديمة، والنصف الآخر لم يتم تسليمه حتى الآن، وإنه اضطر لشراء بقية الكتب من السوق السوداء، متسائلا "إن كانت مدارس العاصمة هكذا، فما حال مدارس المحافظات النائية؟".
وعانى القطاع التعليمي في العراق إهمالاً كبيراً من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث لا يتم إنشاء مدارس جديدة، ولا ترميم القديمة، وعلى الرغم من وعود الحكومات بالحد من الفساد المتفشي في وزارة التربية، إلا أن المشاكل قائمة وتتفاقم.