ترجحيات بتقديم استقالة وزير الكهرباء... أزمة الكهرباء تنذر باندلاع شرارة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية مجددا
29-يونيو-2021

مع تصاعد درجات الحرارة تدريجيا، وقلة تجهيز ساعات الكهرباء للمحافظات الوسطى والجنوبية مخاوف من اندلاع شرارة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية مجددا وسط تهديد العديد من المواطنين بتنظيم احتجاجات ليلية مالم يتم تدارك الامر سريعا، في وقت عزت الحكومات المحلية قلة التجهيز الى غياب التوزيع العادل للطاقة الكهربائية بين المحافظات.
وتسبب هذا الانقطاع في عودة موجة التدوينات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي الداعية إلى عودة الاحتجاجات من جديد. واستذكر العشرات من المتفاعلين تصريحات ووعود وزراء الحكومات المتعاقبة حول تحسين الكهرباء التي باتت مشكلة مستعصية، على الرغم من الحلول التي وصلت إليها دول العالم.
وقال ناشطون إن «عدم توفير التيار الكهربائي في بغداد ومدن الوسط والجنوب يُنذر بعودة الاحتجاجات»
من جهتها، أعلنت دائرة كهرباء ميسان، اليوم الثلاثاء، عن إطفاء تام للمنظومة الكهربائية بأربع محافظات جنوبية.
وذكر إعلام الدائرة في بيان ، أن "إطفاء تاماً حصل في المنظومة الكهربائية في المحافظات الجنوبية السماوة وميسان وذي قار والبصرة".
وأضاف البيان أن "ذلك تم دون معرفة الأسباب"
وفي سياق ذلك، ذكر مصدر محلي أن ”العشرات من المحتجين تجمعوا في مداخل قضاء سوق الشيوخ؛ للتنديد بانقطاع الكهرباء وسوء التوزيع، خاصة بعد توقف عدد من الأعمال مثل المحال الصناعية الصغيرة، الخاصة بصيانة السيارات، والحدادة وغيرها“
وأضاف أن ”أزمة الطاقة تفاقمت منذ أيام، وتسببت بأزمة أخرى في قطاع المياه، إذ لا تحصل محطات التحلية على الساعات الكافية لأداء أعمالها؛ وهو ما تسبب بعدم إيصال المياه إلى الأحياء البعيدة“.
وتزداد معاناة العراقيين في الصيف؛ بسبب ضعف البنية التحتية للمنشآت الكهربائية والانقطاعات المتكررة، التي تقود لاحتجاجات في فصل الصيف سنويا، يتسع مداها إلى سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وقال متظاهر، يدعى كريم المياحي، إن ”قطاع الطاقة أسوأ القطاعات الخدمية في العراق، مع زيادة عدد ساعات فصل التيار، في ظل درجات الحرارة المرتفعة“.
وتظلّ أزمة الكهرباء في العراق حاملة لمفارقة صادمة وعنوانا للفساد والهدر وسوء إدارة الموارد، إذ ليس من المعقول بإجماع المراقبين أن يعاني بلد بمثل هذا الثراء بالنفط من أزمة الطاقة.
ولم تشهد شبكة إنتاج ونقل الكهرباء في العراق منذ سنة 2003 أي تطوّر يذكر، ما اضطرّ حكومات بغداد للاستيراد من الخارج وتحديدا من إيران، سواء للكهرباء أو للغاز المستعمل في توليدها رغم أن العراق يهدر كميّات ضخمة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط وذلك بحرقه بدل معالجته واستخدامه.
ولا يستثني عراقيون ربط أزمة الكهرباء المستفحلة بأسباب سياسية، تتمثّل في حرص الأحزاب الشيعية الحاكمة والشخصيات النافذة المرتبطة بإيران على إبقاء العراق في حالة تبعية لطهران في هذا المجال الحيوي والحسّاس وهو الوضع الذي لم تجرؤ الحكومات المتعاقبة على تغييره، وقد واجهت بغداد الإشكالية بحدّة غير مسبوقة عندما فرضت الولايات المتحدّة عقوبات شديدة على إيران طالت قطاع النفط وتطالب واشنطن مختلف الدول بما فيها العراق بتطبيقها والالتزام بها، الأمر الذي تسبّب بورطة للسلطات العراقية غير القادرة على إيجاد مصادر بديلة بشكل سريع للغاز والكهرباء الإيرانيين في حال قرّرت الإدارة الأميركية بشكل قاطع أن تنهي الاستثناء الظرفي الممنوح للعراق لمواصلة استيراد مواد الطاقة من إيران.
وبحسب مصادر غير رسمية، قدم وزير الكهرباء ماجد حنتوش، استقالته، إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، على خلفية تصاعد الاحتجاجات بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء في العديد من المدن.
وجاءت الاستقالة بعد دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإقالة وزير الكهرباء، والاستعانة بالشركات العالمية لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في البلاد.