تردد سني- كردي لعدم اتفاق الشيعة ...التيار الصدري يحاول كسر العرف السياسي المتبع في العراق
17-نوفمبر-2021

يحاول التيار الصدري كسر العرف السياسي المتبع في العراق منذ نحو عقدين، وهو التوافق بين الكتل السياسية في البرلمان لاختيار رؤساء الوزراء والجمهورية والبرلمان، وتوزيع الوزارات والمناصب الرفيعة الأخرى فيما بينها بموجب النظام المسمى "المحاصصة".
وأوصل هذا النظام أشخاصا غير كفوئين إلى مناصب رفيعة، كما أن تلك الشخصيات عملت لصالح أحزابها على حساب المصالح العامة، وهو ما أدى إلى تفشي الفساد على نطاق واسع وتسبب بتردي الخدمات العامة الأساسية المقدمة للسكان من قبيل الكهرباء ومياه الشرب والصحة والتعليم.
ورأى مراقبون أنه من الصعب جداً تشكيل الحكومة بشكل منفرد من قبل السيد مقتدى الصدر، في ظل الظروف الراهنة والصراعات السياسية".
وقال مصدر مطلع لكل الاخبار أن "بوصلة الصدر تتجه إلى تشكيل تحالف "القوى الفائزة" أي بالتحالف مع تحالف "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي، الذي حل أولا في المناطق ذات الأغلبية السنية بفوزه بـ38 مقعدا مبتعدا كثيرا عن أقرب منافسيه وهو تحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر الذي حصد 15 مقعدا، عابرا ائتلاف دولة القانون لخلافات مسبقة".
وأضاف أن " الصدر يعمل لضم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني إلى تحالفه، وذلك بعد أن جاء أولا بين الأحزاب الكردية بـ32 مقعدا مقابل 18 لأقرب منافسيه وهو "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني".
وأكد أن "مقاعد الكتل مجتمعة تقترب من عتبة 165 المطلوبة للفوز بالتصويت على الثقة، وانضمام أحزاب صغيرة يمكن أن يسمح بالوصول إلى مثل هذا الهدف بالطبع، لافتا إلى أن "الكتل الشيعية الأخرى ووسطاء السلطة، ولا سيما المالكي والعامري، ستوافق على خطة الصدر".
وأشار إلى أنه "من غير المرجح أن تغير إعادة الفرز الجارية النتيجة بشكل كبير، وعليهم أن يتقبلوا رسالة واحدة واضحة من الناخبين، وهي أن التصويت كان بمثابة رفض أو توبيخ لهم، وأن ببساطة لا توجد طريقة أخرى لتدوير الأرقام أو المقاعد النيابية".
وتابع أن "الصدر ساعٍ إلى تشكيل حكومة وطنية، وهذا ما بحثه مع الكتل السنية والكردية خلال الأيام الماضية"، مبيناً أن "بعض الكتل في بغداد أبدت رفضها لتشكيل هكذا نوع من الحكومات، مما سبب أزمة سياسية لم تحل حتى الآن".
وأوضح أن "التأخر في إعلان التحالف جاء لتردد السنة والكرد في مواقفهما لأسبباب تتعلق بشأن عدم اتفاق الشيعة لغاية الآن".
وأطلق زعيم "تيار الحكمة"، عمار الحكيم، مبادرة وطنية تهدف إلى جمع القوى الفائزة والمعترضة على طاولة النقاش، وتشمل المتقبل للنتائج والمعترض عليها، على أن تشارك فيها جميع القوى سواء كانت الكبيرة أو الناشئة أو المستقلة". ولفت إلى أن هذه المبادرة "ينبغي أن تؤدي إلى إعادة التوازن للعملية السياسية، من خلال اتفاق وطني جامع يقوم على أساس نقاط وتوقيتات واضحة وعملية"، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية.