
#لا تجعلوا العراق ورقة بيد الآخرين ...سارعوا قبل فوات الأوان !.
بقلم :- سمير عبيد
#ملاحظة :-
ارجو المعذرة من ورود " التسميات " الطائفية في سياق التحليل . ووجودها فقط لتوضيح المشهد .مع رفضنا القاطع لجميع المخططات والافكار والثقافة الطائفية. وسيبقى شعارنا ( لا خير بطائفة تذبح الوطن ) ومهما كان أسمها !!.
——————
#مخطط مركب يستهدف العراق ..ولابد من أيقافه !!.
نشرتُ عدة تحليلات ومقالات سابقة وحذرت من خلالها من مخططات عدة تُحاك للعراق ويجب الانتباه لها ووراء ذلك اسرائيل والسعودية والامارات وبرعاية من جهات أميركية. واليوم أكرر التحذير بل أُبلغ أصحاب القرار في العراق بأن هناك مخطط خطير في العراق جاري الاعداد له ، ووضع حجر الاساس له ليتفجر وفِي نفس الديموغرافية العراقية التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي وهذا سر التوغل التركي في العراق ( والغريب والمستغرب هو تعامل حكومة بغداد مع ماتقوم به تركيا والذي يثير علامات الاستفهام ) .وللعلم فهذه المرة سوف يُهدد المخطط العاصمة بغداد بشكل حقيقي ... واليكم بعض ملامح وتضاريس هذا المخطط :-
••أولا :-
محاولات ربط العراق بصفقة القرن الخاصة بتمييع بل ببيع القضية الفلسطينية، وفرض سيادة اسرائيل على الضفة وغور الاردن، وتهجير الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين من داخل اسرائيل التي سوف تُغلق كدولة دينية يهودية.فبدأ الخرق للمنظومة السياسية الحاكمة في العراق من خلال لقاءات ومؤتمرات في عُمان وابو ظبي ودبي وقبرص، وزيارات سرية لاسرائيل وكُشفت مدياتها وأسرارها اخيرا ليصبح العراق جزء من صفقة القرن .وطبعا هذا مستحيل بسبب الديموغرافية العراقية المعقدة، وبسبب ان العراق ليست لديه علاقة باسرائيل . فضغطوا وخططوا ليكون العراق ضمن صفقة القرن ولكن من خلال الترويج والدعم والتخطيط لفرض " الاقليم السني" بشكل عام، وان لم يتحقق فمن خلال " اقليم الانبار ".واستهوت الفكرة كثير من الشخصيات والقادة السنة العراقيين بشكل عام والقادة الأنباريين بشكل خاص مقابل امتيازات مالية ضخمة وبمليارات الدولارات لتلك الشخصيات وللأقليم ،والتعهد بحماية أميركية للاقليم ، ودعم سعودي اماراتي بالاستثمار والبناء والتنقيب في اقليم الانبار ،وتعهد مستقبلي بدعم الكونفدرالية بين اقليم الانبار والاردن. مقابل هذا كله توطين الفلسطينيين المسلمين في اقليم الأنبار بدلا من الأردن، وتوطين المسيحيين الفلسطينيين في سهل نينوى الذي يُراد ان يكون اقليما للأقليات الدينية وفروعها ويكون حدود جنوبية لاقليم كردستان مع العرب !!.
••ثانيا :-
التخطيط السعودي الاماراتي الأسرائيلي لتهيئة ديموغرافية مغلقة ل(السنة) داخل العراق وسيُعجّر لها حتى " السنة " في البصرة والناصرية في المرحلة الثانية من المخطط وعلى طريقة تهجير المسيحيين العراقيين من المحافظات الجنوبية وبغداد.والمخطط خطير ويراد من ورائه تحقيق فضاء ديموغرافي وجغرافي واستراتيجي مفتوح بشعار طائفي " سني" من السعودية مرورا بالعراق ليلتحق مع الديموغرافية " السنية" العربية والكردية في سوريا وكل هذا برعاية أميركية .. لتحقيق مايلي :-
١-محاولة من تلك الدول لقبر الاتفاقية الصينية العراقية ، وانهاء أحلام الصين من الولوج عبر منطقة الهلال الخصيب الى تركيا واوربا وانهاء مشروع (خط الحرير الجديد) الذي يوجد في الاتفاقية الصينية العراقية وفِي الاتفاقية الصينية الايرانية والمخطط له المرور بالعراق ليصل الى تركيا وصولا لأوربا ومدعوم من دول اوربية تريد التخلص من الهيمنة الاميركية في البحار والمحيطات واولها فرنسا .وهنا سيضربون المحور الشرقي بقيادة الصين وروسيا والذي يضم أيران ، وينهون الحلم العراقي ليكون دولة ترانزيت توفر للعراق عشرات المليارات سنويا، وفِي نفس الوقت منع تركيا من هذا الخط الذي سيوفر لها فرص اقتصادية ولوجستية مهمة !.
٢- العمل على تهيئة ديموغرافية بفضاء استراتيجي خطير يمتد من السعودية مرورا بالعراق حتى سوريا حيث (دير الزور صعودا الى الحسكة والرقة وحلب ) وصولا لتركيا .والذي تريدها السعودية والامارات جبهة ساخنة ضد تركيا في حرب استنزاف وحرب كر وفر على حساب العراق اولا وسوريا ثانيا والذي سيدخل العراق في الفوضى !!. ..ولو عدنا للتاريخ القديم والاساطير الدينية والروايات فهذه المنطقة هي نواة الحرب المقدسة ( هرمجدون) الذي يعتبرها الغرب والولايات المتحدة حربا مقدسة وصليبية جديدة !!.
••ثالثا :-
معظم المحللين والمختصين وكثير من المتابعين يعرفون أن هناك صراعاً مريراً على زعامة الاسلام " السني" في المنطقة والعالم بين محور السعودية والذي يضم الامارات والبحرين ومصر من جهة .وبين محور تركيا والذي يضم دولة قطر وحكومة السراج في طرابلس ليبيا وتنظيمات الاخوان في الدول العربية والاسلامية التي تدور في الفلك التركي من جهة اخرى !. ومن هذا المنطلق انطلقت ( السعودية والامارات حصريا) وبدعم من اسرائيل ورعاية أميركية لنصب (الفخاخ) لأصطياد تركيا في سوريا ، وليبيا ، واخيرا في العراق.وبدأت تسخن فعلا مسارح عمليات الفخاخ في ليبيا وسوريا وحتى في ارمينيا واذربيجان وفِي العراق .وباتت تشتت وتستنزف تركيا لتدخل في الضعف والفوضى لكي تعود زعامة الاسلام السياسي للسعودية ولكن هناك الامارات الكامنة لادخال السعودية في الفوضى فيما بعد لتكون هي زعيمة العالم الاسلامي السني وتدشين مشروع الانجيليين وهو مشروع الاسلام الديموقراطي المدني .وهو مشروع تمييع الاصولية السنية والشيعية ليكون هناك اسلاما عربيا على ضوء اسلام البوسنة والهرسك !!.
—————
# ماهي الخطوات التركية التي أرعبت الخليج والاخرين؟
#ومالذي تخطط له تركيا على حساب العراق ايضا !؟
تركيا من جانبها تعرف أن هناك مخطط يتقدم ضدها تموله السعودية والامارات وتدعمه اسرائيل وترعاه الولايات المتحدة لكي تطوق تركيا لتُجير على الانكفاء للداخل التركي. وهذا بالضد من مشروع تركيا الجديدة. وبالضد من أحلام الرئيس التركي أردوغان الذي يمهد للعثمانية الجديدة في تركيا، ويمهد لنفسه سلطانا جديدا في تركيا !!!. فسارعت تركيا لصنع ( مخالب القط) في :-
١-مخلب القط التركي في دولة قطر حيث التواجد العسكري التركي والعلاقة الاستراتيجية بين الدوحة وأنقرة !.
٢- مخلب القط التركي في مدينة " ادلب "السورية وفرض شريط حدودي آمن لتركيا داخل الأراضي السورية !.
٣- مخلب القط التركي في شرق الفرات في سوريا وقرب الحدود العراقية من خلال أحياء اتفاقية ( أظنة) بين دمشق وانقرة والموقعة في بداية التسعينات وباتت تركيا داخل سوربا بحدود ٢٥ كلم واكثر بحيث أجهضت المخطط الكردي لأعلان دويلة كردية في تلك المنطقة والتي كانت تدعمها بقوة واشنطن واسرائيل والسعودية والامارات !!.
٤-مخلب القط التركي في ليييا وعندما نجحت تركيا بعقد اتفاقية استراتيجية بينها وبين حكومة السراج الليبية في طرابلس ونتج عنها اتفاقية بحرية واسعة للتنقيب مما دفع تركيا لدعم حكومة السراج بالمستشارين العسكريين الاتراك وبعدها بالخبراء ثم طلائع من الجيش التركي لتقويتها أمام خصمها اللواء خليفة حفتر المدعوم من السعودية والامارات ومصر وفرنسا وروسيا والذي كاد ان يُسقط حكومة السراج والسيطرة على طرابلس لولا الدعم التركي ولازال الملف ساخنا للغاية وربما ستولد منه حربا اقليمية !!.
٥- مخلب القط التركي في العراق .فلقد بدأت تركيا دون سابق انذار ومنذ اكثر من ثلاث اسابيع للشروع في تأسيس المخلب التركي في شمال العراق من خلال القصف الجوي الذي تطور الى أنزالات عسكرية على قمم بعض الجبال الأستراتيجية فتوغل عسكري في الكثير من المناطق العراقية والتوسع جغرافيا والوصول لتخوم محافظة دهوك وسط صمت غريب من اقليم كردستان وصمت تثار حوله علامات الاستفهام من حكومة المركز في بغداد ولَم يصدر عنها الا بيانات ركيكة ويتيمة والغريب أن رئيس الحكومة العراقية وبلسانه يقول من طهران الذي يتواجد فيها زائرا ( نحن نحرص على عدم القبول بالتدخل في شؤوننا الداخلية ) ومن هناك تركيا تخوض تقدما على الأرض في شمال العراق بحيث حتى الجانب الايراني والاوساط العراقية وغيرها تفاجأت من هذا التصريح وباتت تسأل( هل رئيس الحكومة لا يعلم أن هناك تقدم عسكري تركي داخل الأراضي العراقية !؟) أم أن هناك ضوء أخضر عراقي لتركيا بهذا وأعطي أثناء زيارة رئيس الاستخبارات التركية السيد هاكان لبغداد سراً قبل يومين من أنطلاق العمليات التركية في شمال العراق !؟ أم هو صمت عراقي متفق عليه مع عواصم خليجية لأستدراج تركيا وعلى حساب الامن القومي العراقي !؟ !!!!.
—-
#ماهي الأهداف التي تحاول تحقيقها تركيا من التوغل في الاراضي العراقية !؟
١-تحاول خلق منطقة آمنة داخل الاراضي العراقية على غرار المناطق الآمنة التي فرضتها في سوريا .وتحاول اللعب على اتفاقية امنية كانت موجودة بزمن الثمانينات بين نظام صدام وتركيا!.
٢- تريد تركيا فرض مخلب قط تركي استباقي لِما تُخطط له السعودية والأمارات بدعم اسرائيلي ورعاية اميركية في المنطقة السنية العراقية والذي شرحناه أعلاه في سياق التحليل !.
٣- لدى تركيا بنود متعلقة بأتفاقية عام ١٩٢٦ وتعرفها بريطانيا بأن لتركيا الحق بالتدخل في حالة
١-في حالة تعرض تركمان العراق للخطر أو للأضطهاد
٢- في حالة تعرضت جغرافية العراق الى التغيير .
فهنا يحق لها بالتدخل وتحريك ملفي ( الموصل وكركوك ) وانها باتت متقدمة وَلَن نتراجع . وحال صعود المحور التركي الاماراتي المدعوم من اسرائيل بالضد من تركيا من داخل العراق سوف تُمارس اندفاعا نحو الموصل وكركوك !.
٤- تحاول تركيا من وراء هذا التوغل داخل العراق لتحقيق اهداف اخرى واهمها :-
١- توغلها داخل العراق لكي تتساوى مع أيران التي نجحت بتأسيس ( قاعدة عسكرية ) داخل سوريا وقرب الحدود العراقية السورية واستباقيا لِما تُخطط له السعودية والأمارات !.
٢- لكي تعطي انذار مبكر الى اقليم كردستان وتبقيه منصوباً من خلال تواجدها لكي لا يندفع اقليم كردستان نحو التوسع في شمال العراق نحو نينوى وكركوك ، ولكي لا يكون حليفا للسعودية والأمارات بالضد من تركيا .ولكي لا بدعم حزب العمال التركي الكردي بالضد من تركيا !.
٣- لكي تبقي لديها وسائل ضغط على الحكومة العراقية لكي لا تمنع العلاقات التجارية التركية المتنامية مع العراق والتي تقدر بمليارات الدولارات بعد أن أصبح السوق العراقي ورقة استراتيجية بالنسبة لتركيا التي تعاني مشاكل اقتصادية!.
————-
#لماذا تكره الرياض والامارات ومصر تركيا !؟
هناك أسباب سياسية جعلت السعودية والامارات ومصر يكرهون تركيا ويخططون لأضعاف الدور التركي في المنطقة. والسبب لأن تركيا تدعم تنظيمات الاخوان المسلمين في تلك الدول وبقوة .ولأن تركيا حليف قوي وأستراتيجي لدولة قطر التي تناكفها وتحاصرها كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر .ولكن هناك أسباب اخرى واهمها عندما نجحت تركيا بالنصب عليهم وعلى الولايات المتحدة !.
١- نجحت تركيا بالنصب على السعودية ودوّل الخليج وحتى على امريكا " ادارة اوباما" عندما اغرتهم بانها حليفاً قويا ً لهم في مشروع تأسيس دولة الخلافة الاسلامية وعندما سارعت لفتح مطارتها وحدودها لشحن عشرات الآلاف من المتطرفين والإرهابيين ومن مختلف الجنسيات العالمية وبمقدمتهم السعوديين والخليجيين والقوقازيين والايغور ومن دول المغرب العربي وشمال افريقيا واوربا وبتمويل سعودي واماراتي وخليجي وكسبت تركيا نظير ذلك مئات الملايين من الدولارات ونجحت بالحصول على مئات الاستثمارات الخليجية في تركيا وخصوصا في سوق العقار والبنوك والبورصة !!.
٢- نجحت تركيا من خلال النصب على السعودية ودوّل الخليج فأسست تركيا " جيش انگشاري" جديد من المتطرفين والارهابيين ودون أن تخسر ليرة تركية واحدة ..بحيث نجحت بأستثمارهم بعد فشل مشروع اوباما كلينتون ودوّل الخليج بتأسيس دولة الخلافة الاسلامية فنجحت باستثمار مقاتلي تلك الدولة المزعومة عندما سمحت ادارة اوباما بنشرهم في العراق وسوريا واحتلال المدن العراقية السنية وبعدها احتلال المدن السورية ..فباشرت تركيا بالتعاقد معهم بتهريب النفط العراقي والسوري اضافة للثروات المسروقة الاخرى من البلدين نحو تركيا لتبيعه في السوق السوداء وتودع امواله في الخزينة التركية.بحيث خططت تركيا لتخرج الاغلبية المطلقة من هؤلاء المتطرفين والارهابيين من الولاء للسعودية والامارات وامريكا ليكون ولائهم لتركيا والسلطان الجديد اردوغان !!.
٣- وبعد نجاح العراقيين والسوريين بالقضاء على تنظيم داعش الارهابي والتنظيمات الارهابية والمتطرفة الاخرى في سوريا سارعت تركيا لأستثمارهم وتجميعهم في مدينة ادلب وداخل المدن التركية قرب الحدود .ومن ثم أستثمرتهم تركيا في تأسيس ( جيش انگشاري) جديد ونجحت بنشره في الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا وداخل مناطق شرق الفرات ، وتسفير المئات منهم الى ليبيا اخيرا حيث طرابلس الليبية للدفاع عّن حكومة السراج الاخوانية هناك .وتستعد لنشر الباقي في شمال العراق وضمن المنطقة الامنية التي ستفرضها بمزاجها داخل الاراضي العراقية !!. وحتى سيتم تسفير قسما منهم الى اذربيجان ونشرهم على الحدود الارمنية الاذربيجانية !!.
———-
#نقطتي نظام :-
١- بات المشهد واضحا وخطيرا .بحيث نجحت تركيا بفتح جبهتين للتخفيف عّن جبهة طرابلس الليبية والتي تعتبرها الورقة الاستراتيجية المقدسة
•الجبهة الاولى :-
نجحت بفتح جبهة في شمال العراق لتساوم بها امريكا ودوّل الخليج !. والغريب سكوت حكومة العراق تماما بحيث باتت تركيا تساوم بالعراق !. ومثلما ساومت ولازالت تساوم السعودية والامارات وحتى ايران!.
•الجبهة الثانية :-
نجحت تركيا بفتح جبهة في أرمينيا لتساوم بها روسيا واليونان وحتى الايرانيين !.
٢- المناطق الآمنة التي فرضتها تركيا في سوريا وحتى في ليبيا ملأتها بالدواعش والتنظيمات المتطرفة والارهابية الاخرى ... وسوف تملأ المنطقة الآمنة في شمال العراق بالارهابيين والمتطرفين ايضا ...فبات من يخطط ويضغط لأجتثاث الحشد الشعبي من تلك المناطق فهو كمن يُقدم خدمة جديدة للدواعش الجُدد ، اي للجيش الأنگشاري الجديد !!.
فكروا بالوطن قبل الطائفة وقبل المصالح الضيقة !!.
والسؤال :-
مَنْ لَكَ يا عراق ليُدافع عنك ويحميك !!؟
حمى الله العراق وأهله !!.