
خاص كل الاخبار
تتسارع الخطوات العربية الرسمية للتطبيع مع "إسرائيل"، واقتربت دولة الاحتلال من الحصول على ضمانة من كثير من العرب بتخليهم عن منطق المواجهة العسكرية واستعداد جلّهم للتعايش معها، خصوصاً تأييد البعض لـ"صفقة القرن" التي أعلنتها واشنطن مؤخراً.
وتعكس اللقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين عرب، رغبة من الطرفين برؤية علاقات تُنهي حالة "العداء" بينهما، دون أن يكون الفلسطينيون جزءاً منها، بعد ترسيخ واقع عزل المسار الفلسطيني عن المسار العربي، والقبول بدمج "إسرائيل" في منطقة الشرق الأوسط كقوة فاعلة.
العراق والتطبيع
رأى محللون سياسيون، إن الوقت مبكراً للعراق للدخول في نفق التطبيع، لأسباب تتمثل بقوة الرأي للمكوّن الشيعي أولاً، مشيرون إلى أنّ غياب أبو مهدي المهندس على مستوى المحلي أثر كثيراً على البيت الشيعي، وسليماني على المستوى العربي المفاوض الأول للبيت.
ليست سهلة مهمة تطبيع العراق مع دولة الاحتلال، وربما ستكون من بين الملفات المؤجّلة عراقياً وأميركياً، ولكنها لن تكون مستحيلة، خصوصا وأن أنباءً كثيرة تردّدت سابقاً عن زياراتٍ قام بها نواب في البرلمان العراقي السابق لدولة الاحتلال، على الرغم من نفيهم ذلك وفقا للمتخصين.
وإن العراق اليوم ساحة مفتوحة لصراع أميركي إيراني، تتداخل فيه الخطوط وتتقاطع وتتشابك فيه المصالح. ونتيجة هذا الصراع ستحدّد، الى حد كبير؛ بوصلة العراق في علاقاته ليس مع دولة الاحتلال الإسرائيلي من عدمه؛ وإنما حتى علاقاته بدول الجوار العربي الذي يبدو وكأنه يشجّع أن تنضم بغداد إلى قطار التطبيع، خصوصا وأن السعودية التي ستكون وجهة الكاظمي المقبلة بعد أيام، قد تدفع هي الأخرى بهذا الاتجاه، وإن لم تُقدم هي نفسُها على هذه الخطوة حالياً".
من جانبه، أكد مصدر نيابي ل(كل الاخبار) أن "العراق مقبل على التقسيم الإقليمي، والذي من شأنه أن يجعل خيارات هذا الملف تابعٌ الى مكوّن الإقليم ذاته".
وأشار إلى أن "الخلافات الشيعية واستمرارها تحدد معالم الواجهة العراقية، مشيراً إلى أن "غياب المفاوض سيفاقم الوضع الشيعي".
ورأى المحلل السياسي (سـ، صــ) لــــ "كل الاخبار" نرى جهات سياسية ومعروفة جيداً للرأي العام أنها ترحب بخطوة التطبيع مع إسرائيل".
وتابع أن "الشعب العراقي الدرع الصلب والرافض الأول لخطوة التطبيع، إلاّ أنّ إدخال الشعب بنفق القتل والخراب والفساد، وتصوير لهم بأن السلام لن ولم يكن دون السلام مع إسرائيل بواسطة أميركا".
وأشار إلى أن "اليوم العراقي يُريد نسبة من الأمان بعد أن مرّ "بويلات" لا يحتملها أي شعب آخر، مؤكداً أن "ذلك من سياسة أميركا للقبول بأي خيار تفرضه واشنطن".
5 دول قادمة
أعلن البيت الأبيض، أن 5 دول أخرى على وشك تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ثلاث منها من الشرق الأوسط واثنتان من خارج المنطقة.
وأكد مارك ميدوز السكرتير الخاص للرئيس الأمريكي في تصريح صحفي على أهمية تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، مشيراً إلى وجود 5 دول أخرى تفكر بجدية في تطبيع علاقاتها مع تل أبيب.
وأضاف أن الدول الخمس هي ثلاث من الشرق الأوسط واثنتان من خارج المنطقة، رافضاً الكشف عن أسماء تلك الدول.
ووقعت البحرين والإمارات اتفاقي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، رغم الرفض والإدانة الواسعة من الجانب الفلسطيني.
ماذا تبّقى للفلسطينيين؟
من البديهي ألّا تعترض أيّ دولة غربية على الاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي، لأن السلام العربي الشامل مع إسرائيل كان مطلبا للمجتمع الدولي، لكن في الناحية الأخرى، تدعم قوى غربية كثيرة حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة. وهذه القوى، بما فيها الاتحاد الأوروبي، لا تعترف بالمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة منذ 1967. كما أن ألمانيا، التي "تتحمل مسؤولية خاصة تجاه أمن دولة إسرائيل، تعترف بحق الفلسطينيين بدولة خاصة بهم" حسب الخارجية الألمانية".
ومن المتوقع أن تتغيّر الكثير من المعادلات في حال خسارة ترامب الانتخابات الرئاسية، فالمرّشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، وإن رّحب بالاتفاق الإماراتي-الإسرائيلي، فإنه حذر من أنه لن يدعم قيام إسرائيل بضم المستوطنات اليهودية إذا فاز بالرئاسة، لأن ذلك "سيكون ضربة قاضية للسلام".