
خاص / كل الاخبار
كشف مصدر مطلع، عن تلقي بغداد رسالتين من أميركا وبريطانيا ينضمنان تراجعهما عن قرارهما بشأن إغلاق سفارتيهما.
وقال المصدر ل (كل الاخبار) ان "بغداد تلقت رسالتين من أميركا وبريطانيا ينضمنان تراجعهما عن قرارهما بشأن إغلاق سفارتيهما"، مشيرا إلى أن "ذلك جاء بعد تقديم الحكومة العراقية الضمانات كافة لحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية في العراق".
ولفت إلى أن "الرسائل تمثل اختباراً لمدى إمكانية نجاح الحكومة العراقية بتأمين السفارة والبعثات الدبلوماسية"، موضحاً أن "الرسائل تتحدّث أيضا عن ضمانات قدمتها الحكومة العراقية الى أميركا وبريطانيا".
وأضاف أنها "تضمنت أيضا بأن ذلك التراجع لا يعدّ قراراً نهائياً إذا عاودت تلك الجهات إلى القصف مجددا، فيما أشارت إلى تحذير شديد اللهجة إذا تكرر ملف القصف من جديد".
جولة الأوروبية
أكد المحلل السياسي باسم الكعبي أن جولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى أوروبا، أيضا عامل مساعد حول طمئنة أميركا وبريطانيا بإغلاق سفارتيهما.
وأضاف أن "العراق كان بحاجة إلى تصريح رسمي من هذين الدولتين بشأن قرارهما، بالحديث أخذ حيزا كبيرا، وأثر بشكل واسعٍ على الشارع العراقي والحديث عن العقوبات الاقتصادية".
السعي من أجل "وضع طبيعي"
قال المختص بالشؤون الدولي علي علاوي إن "خلال زيارته للولايات المتحدة، حث الكاظمي الأمريكيين على عدم النظر إلى العراق كساحة معركة في الصراع الأمريكي-الإيراني، بل كمركز إقليمي لعلاقات ذات منفعة متبادلة في جميع أنحاء الدول المجاورة لها.
وقد أعد الفريقان الأمريكي والعراقي إطار عمل لعلاقة بالحجم الصحيح، يُرسِّخ فيه التعاون المدني - وليس العسكري - شراكة استراتيجية مع إقامة روابط في مجالات التجارة والأعمال والثقافة.
وأشار إلى أن "الرسم الصحيح لتلك العلاقة خلال زيارةالكاظمي الى أميركا جعلت واشنطن بالتريث في قرارها، ولا أقول هنا تراجع بشكل قطعي".
القلق من الانهيار
يتفق المراقبون بأن العراق قبل غلق السفارة الامريكية ليس كما بعده، وان العملية السياسية ستدخل في ازمة خانقة، ولكن يكفي هنا ان نقول بأن الحكومة ستكون تحت ضغط هائل داخليا وخارجيا من اجل حماية البعثات الدبلوماسية والسيطرة على السلاح المنفلت والموجه صوب المنطقة الخضراء على وجه التحديد.
ويعتقد المراقبون بان تفاعل السلاح مع الانهيار الاقتصادي سوف يخلق الفوضى وتصاعد حمى الاستحواذ على مصادر الموارد المتاحة لغرض بسط السيطرة وتوسيع مناطق النفوذ، والذي سيؤدي بدوره الى الاقتتال بين المجاميع المسلحة
الإجراءات الحكومية
وزير الخارجية فؤاد حسين من جانبه أعلن في مؤتمر صحفي في 30 ايلول بأن الحكومة "اتخذت الاجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية" بدون إعطاء التفاصيل حول نوعية الإجراءات،
ويرى مراقبون بان تغيير قائد الفرقة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء خطوة في الطريق الصحيح.
فيما صرح الناطق الرسمي باسم رئيس مجلس الوزراء احمد ملا طلال بأن "القوات الأمنية ألقت القبض على عدد من مطلقي الصواريخ... وتم توقيف 19 ضابطاً ومسؤولاً أمنياً أطلقت الصواريخ من قواطع مسؤوليتهم سابقاً".
وفيما وسعت الحكومة دائرة اتصالاتها مع الدول المجاورة والصديقة للتوسط لدى أمريكا كي تتراجع عن قرارها بالمغادرة، وسوف تزداد وتيرة الوساطات في المستقبل القريب ويبدو ان هذه المحاولات قد تأتي بنوع من الثمار حيث ان حدة لغة التهديدات الامريكية حيال الاغلاق بدأت شيئاً فشيئاً، بالرغم من ان الامريكان مصرين على المعالجة الحاسمة.