توجه لبدء حملة عسكرية ضخمة قريباً ... أحداث المقدادية تفتح ملف ضبط الحدود العراقية- السورية
2-نوفمبر-2021

سقط أكثر من 50 شهيدا وجريحاً في العراق، خلال أقلّ من أسبوع واحد، جرّاء اعتداءات نفّذها مسلحو تنظيم "داعش"، وسقط نصف الضحايا في محافظة ديالى، الخاصرة الشرقية للعراق الحدودية مع إيران، والنصف الآخر في كركوك وصلاح الدين، وفي ضواحي بغداد الشمالية، وأبرزها الراشدية ومقتربات الطارمية، التي عاشت أيضاً مآتم جديدة لضحايا الإرهاب. وتفاوتت هجمات "داعش"، ما بين كمائن مسلحة وتفجير عبوات ناسفة وألغام، وهجمات على ثكنات وربايا (مراصد) للقوات الأمنية العراقية، في مؤشر على تنامي قدرات جيوب وخلايا التنظيم مجدداً، بحسب مختصين في الشأن الأمني.
وتتزامن هجمات داعش المتصاعدة مع الأزمة السياسية المستجدة والخانقة في العراق، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي رفضتها عدد من القوى السياسية، بعدما حقّقت نتائج متواضعة في الاستحقاق، وخسرت أكثر من ثلثي مقاعدها التي كانت لديها في البرلمان السابق، ما يرفع من سقف المخاوف من إمكانية استغلال تلك الأطراف.
وأدّت العمليات الإرهابية الأخيرة لـ"داعش"، في المقدادية إلى ردود فعل واسعة انتهت بنزوح ثلاث قرى متجاورة من أهلها بشكل فعلي، حيث نزحت مئات العائلات منها عقب هجمات دامية خلفت شهداء وجرحى وعمليات حرق وتدمير واسعة.
وتولت الحكومة توزيع مساعدات مالية لكل عائلة نزحت من تلك المناطق، وسط انتقادات سياسية وحقوقية واسعة وجهت إلى الحكومة، والاكتفاء بمساعدتهم على النزوح.
وفيما كشف مسؤول أمني رفيع المستوى عن قرب عقد مسؤولين في وزارة الدفاع لقاءات مع نظرائهم في النظام السوري، لمناقشة ضبط الحدود سورياً، حيث تعتقد بغداد أن الفساد المستشري وعمليات التهريب على الحدود تشكل سبباً لإبقاء منافذ عبور لمسلحي "داعش" بين البلدين، رأى في الوقت ذاته أن الهجمات الأخيرة لـ"داعش".
وأضاف المسؤول عن أن الجيش العراقي دفع بتعزيزات عسكرية جديدة في المناطق التي شهدت هجمات إرهابية أخيراً، بحجم لواءين من الجيش ووحدتين من جهاز مكافحة الإرهاب، وعن توجه لبدء حملة عسكرية ضخمة بدعم التحالف الدولي قريباً، محذراً من أن الهجمات الأخيرة كان هدفها خلق أزمة جديدة".
وأوضح أنها تنحصر ضمن مثلث سلسلة جبال حمرين، مروراً بجنوب غرب كركوك، وصولاً إلى جبال قره جوغ ومناطق زمار ومكحول.
بدوره، كشف محافظ ديالى مثنى التميمي، عن سبب نزوح بعض العائلات من قضاء المقدادية، فيما كشف عن أماكن تواجد الإرهابيين وحدّد عددهم.
وقال التميمي في تصريح إن "نزوح بعض العائلات من قضاء المقدادية جاء لخشيتهم من أن تكون ردة فعل قوية داخل القضاء بعد هجوم عصابات داعش الإرهابية على ناحية الرشاد، بالإضافة الى الفوضى التي شهدتها المحافظة والانشغال بها نتيجة عدم استلام جثث الشهداء من قبل ذويهم والإصرار على حضور وفد من مكتب رئيس الوزراء للتفاوض معه حول الوضع الأمني".
وحول خطر العصابات الإرهابية ما بين محافظتي كركوك وديالى، أكد التميمي، أن "أكثر من ألف عنصر من داعش يتواجدون في محور كركوك ديالى صلاح الدين"، مبيناً أن "عدد عناصر داعش شهد تزايداً في هذا المحور خلال الفترة الأخيرة".
وأضاف أن "عملية ملاحقة الإرهابيين تعتمد على قرارات العمليات المشتركة حيث لديها عملية نوعية في المنطقة لملاحقة الإرهاب".
وتابع: "أتمنى أن تُرصد أموال لدعم الجهد الاستخباراتي وتوفير الغطاء الجوي لملاحقة الإرهابيين وتحديد أهدافهم وتنفيذ ضربات جوية ضد مواقعهم يكون أفضل من اطلاق عمليات أمنية واسعة".