
تتحرك كتل سياسية عدّة في إطار السعي لإقالة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.
وإن جملة إشكالات حفزت هذا الحراك، ومنها الخلافات داخل "البيت السني" التي كانت محفزاً آخر لهذا الحراك، إذ إن الحملة تنطلق من جانبين. الأول بقيادة تحالف "سائرون" الذي يرجح مراقبون أن الخلافات بينه وبين رئيس البرلمان تعود للإشكالات التي رافقت إفشال تمرير المكلف السابق لمنصب رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي.
أما الجزء الثاني للحراك فيتعلق بموقف بعض القوى السنية من الحلبوسي فضلاً عن الخلافات العميقة داخلها، لكن تسريبات تتحدث عن تفاهمات وتسويات سياسية تجرى داخل "البيت السني"، قد تحول دون دخول أطراف سنية مؤثرة على خط المطالبة بإقالة الحلبوسي.
بين التصعيد والتهدئة
رأى المحلل السياسي، محمد الكعبي، لـ (كل الاخبار) أن سائرون تتذبذب بين التصعيد والتهدئة في مسألة إقالة الحلبوسي، ولا وجود لجدية في هذا الحراك على الرغم من اندفاع بعض النواب في التصريحات". وأضاف لـ"اندبندنت عربية"، "الخلاف بين تحالف سائرون والحلبوسي كان بسبب موقف الأخير من إمرار حكومة علاوي التي سعى سائرون لإمرارها".
جبهة من خمس تكتلات والهدف واحد
في 25 /تشرين الأول الماضي أصدرت “الجبهة العراقية” بياناً قالت فيه إن قيادتها -المكونة من (جبهة الإنقاذ والتنمية) برئاسة أسامة النجيفي و(كتلة المشروع العربي) بزعامة خميس الخنجر و(كتلة الجماهير الوطنية) بزعامة أحمد عبد الله الجبوري (أبو مازن)، و(الحزب الإسلامي) و(الكتلة العراقية المستقلة)- تعلن تشكيل جبهة برلمانية جديدة تضم 35 نائباً من قوى سياسية سنّية، في خطوة تهدف (وفقاً للإعلان) إلى توحيد المواقف السنية.
حيث تشغل القوى السنية في البرلمان العراقي الحالي 73 مقعداً من أصل 329، موزعين على كتل سياسية عدة، قبل تشكيل تحالف المحور الوطني في أغسطس/آب 2018، وهو التجمع الأكبر للسنة بعدد 50 مقعداً نيابياً، وذلك قبل أن ينقسم فيما بعد إثر خلافات داخلية إلى تحالفين، هما (القوى العراقية) بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي و(المحور الوطني) بزعامة خميس الخنجر.
الحلبوسي ارتكب ’جرائم فساد كبيرة’
وكان عضو الجبهة النائب علي الصجري، أن الجبهة الجديدة ستطالب بإقالة الحلبوسي كونه “ارتكب جرائم فساد كبيرة”، على حد قوله.
وبين الصجري أن “الجبهة العراقية” ستطلب من الشركاء العمل على ذلك، موضحا أن الجبهة تضم سياسيين وبرلمانيين حريصين على سمعة البرلمان، وعلى سمعة العراق.
’سنغلبهم في كل ميدان’
بالمقابل، قال عبدالله الخربيط، وهو نائب عن “تحالف القوى العراقية” (تحالف الحلبوسي) من إمكانية نجاح “الجبهة العراقية” في سحب الثقة من رئيس البرلمان، مضيفا في تصريح صحافي “نحن كتلة وهم كتلة، وإن التنافس السياسي مشروع، وسنغلبهم في كل ميدان".