
كشف مصدر مطلع، عن تنفيذ آلية الحكم العسكري في المحافظات الجنوبية، على إثر أحداث الناصرية.
وقال المصدر ل(كل الاخبار) إن فريق أزمة الطوارئ الطوارئ الذي شكل برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي سينفذ مهاما جديدا، وهو آلية الحكم العسكري في المحافظات الجنوبية".
وأضاف أن ”هذه الخطة ستبدأ من الناصرية، وستشمل المحافظات الجنوبية في وقتٍ آخر تحدده الجهات العليا".
فيما عبر مراقبون للشأن العراقي أنه ”إذا أردت موت قضية فشكّل لها "لجنة"، جملة قد تترجم شعور العديد من المواطنين وانعكاسا لعدم ثقتهم بلجان التحقيق الحكومية بمختلف الأزمات والحوادث.
وانتهجت الحكومات العراقية، التي تشكلت بعد العام 2003، نهج تشكيل اللجان التحقيقية في أي جريمة تكشف للعيان، من جرائم القتل أو الخطف أو القصف العشوائي، وملفات الفساد وغيرها من الجرائم، بينما لم تكشف تلك اللجان أي نتائج عن تحقيقاتها، بل كانت تمثل تسويفا للجرائم، وتغطية على المجرمين.
وإن الإعلان عن لجان التحقيق هو فساد من نوع آخر وعملية إسكات للشارع، خصوصاً أنّ ملفات سابقة مثل سقوط الموصل، ومجزرة سارية ومصعب في ديالى، وصفقة السلاح الأوكراني الفاسد، ومجزرة معسكر مجاهدي خلق في بغداد، وصفقة الخوذ والسترات الواقية، والبسكويت الأردني، وكذلك أجهزة كشف المتفجرات، فضلا عن الأخيرة أحداث تشرين، وغيرها من الملفات أغلقت وجمّد القضاء العراقي والادعاء العام جميع المطالبات بالتحقيق فيها، بدون معرفة السبب الرئيس وراء ذلك.
(فريق أزمة الطوارئ)
أعلن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي تشكيل لجنة عليا بعنوان / فريق ازمة الطوارئ/ لحماية المتظاهرين السلميين، ومؤسسات الدولة، والممتلكات الخاصة.
وقال الكاظمي في بيان : " انطلاقاً من حرصنا على فرض القانون، وترسيخ قيم الدولة، وتقويض كلّ ما من شأنه تصعيد التوترات بين أبناء البلد الواحد ، وتهديد الدولة ومؤسساتها، ولأننا نجد من الضروريّ فرض القانون بطريقة تؤمّن وتحمي المتظاهرين السلميين، وفرزهم عن المخرّبين، فان الأحداث المؤسفة التي جرت في ذي قار أخيراً تستدعي موقفاً مسؤولاً على كل المستويات.
واضاف :" قررنا تشكيل لجنة عالية المستوى من الحكومة المركزية بعنوان (فريق أزمة الطوارئ) يمنح صلاحيات إدارية ومالية وأمنية لحماية المتظاهرين السلميين، ومؤسسات الدولة، والممتلكات الخاصة، وقطع الطريق أمام كل ما من شأنه زرع الفتنة، وجعل المتظاهرين السلميين في مواجهة مع الدولة التي حرصت منذ أن تولّت الحكومة مسؤوليتها، على نصرة الاحتجاج السلمي، ودعم التوجّهات العادلة التي طالب بها شباب العراق.
أحداث الناصرية تذهب للمجهول
وصف مراقبون ل(كل الاخبار) إن "أحداث الناصرية في ساحة الحبوبي ذهبت إلى المجهول ما دام شكلت لجنة للتحقيق بها، أنها مقابر الحقائق على حد تعبيرهم.
فيما أشاروا إلى أن "حكومة الكاظمي تسير على نفس نهج الحكومات السابقة، وسيغض الطرف عن عمليات المليشيات من اغتيالات وقتل وإرهاب وفوضى".
وفي سياق ذلك قال، المحلل السياسي احمد جاسب ان المواطن العراقي بدأ يفهم معنى تشكيل لجنة تحقيقية عندما يسمع بحصول حالة ما تحتاج الى تبيان الحقائق ويسمع ذلك المواطن القابع في ظلماته فأنه يضحك ويبتسم ويلتفت إلى من كان جالس بقربه ويسمع الخبر معه فيقول له (بح) أي ضاعت ويضحكان ويبدآن الحديث في حديث آخر لأنه لا طائل من الاستمرار".
وتابع فأن "القناعة بعدم جدوى لجان التحقيق في العراق قد ساد أوساط المجتمع العراقي على المستوى الرسمي والشعبي، بشكل أصبحت فيه الثقة معدومة بفاعلية هذه اللجان، بل إن مجرد الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيقية في قضية ما، سينظر إليه الشعب العراقي كوسيلة لصرف أنظارهم عن هذه القضية ومن ثم كسب الوقت لطي صفحتها ونسيانها وتضليل الرأي العام عن مجرياتها.