حكومة توافقية مرة أخرى ... سيناريوهات التحالفات.. اندماج سني وتقارب كردي وسط استمرار الخلافات الشيعية
27-أكتوبر-2021

لا يبدو أن مسلسل التوافق، وهو اسم على غير مسمى، سينتهي من عراق ما بعد 2003، وهو التوافق الذي غالبا ما يرافق كل انتخابات تشريعية تشهدها البلاد، ويراد منه توافق القوى السياسية على توزيع مغنم السلطة في ما بينها، من دون أن يكون لنتائج الانتخابات قول فصل في تحديد الجهة التي ستشكل الحكومة والجهة الأخرى التي ستشكل المعارضة البرلمانية طوال أربع سنوات من عمر هذه الحكومة.
الكتلة الصدرية صاحبة الـ73 مقعدا برلمانيا، ويفترض أنها التي تمتلك حق تشكيل الحكومة، بترشيح رئيس وزراء لأربع سنوات مقبلة، وجدت نفسها محاصرة، ومعها تحالف "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، بطعون، ورفض وتهديدات علنية من القوى الخاسرة.
وفي إطار التفاهمات من أجل الوصول إلى تشكيل الحكومة العراقية أوضح مصدر سياسي مطلع عن انفراجة في المكونين السني والكردي، وسط استمرار الخلافات في البيت الشيعي.
وأضاف أن " "(تقدم، عزم) وقعّا رسميا على الاندماج ضمن كتلة برلمانية واحدة، وسيعلن ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، وبعدها يصبح التفاوض مع القوى السياسية الأخرى تحت عنوان تحالف سني واحد، وعلى مطالب وشروط موحدة".
وتابع أن " القوى الكردية في إقليم كردستان تسعى إلى ترتيب بيتها الداخلي، في ظل التوتر السياسي الحاصل بين الكتل الشيعية خلال الأيام الأخيرة، عقب نتائج انتخابات العاشر من تشرين الأول (أكتوبر).
وكانت الانقسامات السياسية تسود القوى الكردية، ولا سيما عقب أحداث الاستفتاء على الانفصال في 25 أيلول (سبتمبر) 2017، وسحب قوات البشمركة من كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، ما أدى إلى شرخ سياسي كبير بين أربيل العاصمة والسليمانية.
وأشار إلأى أن "الأجواء السياسية بين الأحزاب الكردستانية تمضي بشكل جيد، إذ أن هناك تفاهمات كبيرة بين الأحزاب الرئيسية وباقي الكتل السياسية الكردية".
وأكد أن الأمور تتجه إلى "ظهور تحالف كردي جديد وقوي ورصين على الساحة الكردية خلال الأيام القريبة المقبلة، بين الحزبين الرئيسيين"، لافتاً الى احتمال "انخراط بعض الكتل الكردية في هذا التحالف المرتقب".
و خلاف على منصب رئاسة الجمهورية، أفاد بأن المحادثات التي جرت يوم في السليمانية شملت ملف منصب رئاسة الجمهورية العراقية، ففيما يصر "الاتحاد" على بقائه من حصته، يحاول "الديمقراطي" حيازته متذرعاً بتفوقه الواضح في نتائج الانتخابات.
وبشأن البيت الشيعي، استمرت الخلافات، حتى بعد تدخل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم لترطيب الأجواء بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي.