خلافات بصفوف المستقلين ... المبادرات السياسية في العراق تلاقي ردود أفعال متباينة
9-مايو-2022

لاقت المبادرات السياسية في العراق لمعالجة الانسداد السياسي، ومن ضمنها مبادرة الإطار التنسيقي، ردود أفعال متباينة بين مرحب بها، ومترقب على أمل حلحلة حالة الجمود في المشهد السياسي بالبلاد، والوصول إلى تفاهمات تؤدي الى استكمال الاستحقاقات الدستورية.
القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، رأى ان نجاح اي مبادرة لانهاء الانسداد السياسي لن تكون ذات قيمة دون توفر شرطين اساسيين فيها.
وقال سلام إن “طرح المبادرات لحل الازمة السياسية هو أمر مطلوب في ظل حالة الانسداد الذي تعيشه العملية السياسية”.
مبينا ان “تكرار طرح المبادرات دون تضمينها شروط أساسية هو استهلاك للوقت لا أكثر ولا يمكن من خلالها تحقيق أي نتائج ايجابية طالما لم تعالج أساس المشكلة بعيدا عن المزايدات الاعلامية”.
واضاف سلام، ان “نجاح اي مبادرة ينبغي تضمينها شرطين اساسيين اولها ان تكون مبادرة عراقية لا شرقية ولا غربية ولا تخضع لأي املاءات او مصالح خارجية اقليمية او دولية والشرط الثاني هي تضمينها الاستحقاقات الانتخابية وحجوم الكتل السياسية داخل قبة البرلمان على اعتبار أن نتائج الانتخابات هي حق دستوري للشعب العراقي والكتل السياسية التي شاركت في الانتخابات”.
وتابع ان “مبادرة الاطار التنسيقي ما زالت قيد الدراسة داخل اروقة القوى السياسية، رغم انها للاسف الشديد لم تتضمن ما اشرنا اليه من امور حيث نعتقد انها تكرار للمبادرات السابقة بصياغة مختلفة ولم تتصدى لأصل المشكلة وهي الاعتراف بتحالف انقاذ وطن ككتلة أكبر يتجاوز عدد اعضاؤها داخل قبة البرلمان الـ 190 نائبا”.
وشدد على ان “الكتل والنواب المستقلين اليوم أمام موقف وطني وشعبي للانتصار لأصوات الناخبين وتحقيق الإصلاح والتغيير بعيدا عن التخندقات المكوناتية والتجارب السابقة التي أثبتت فشلها وارهقت العراق و اوصلتنا الى ما نحن عليه من تهالك البنى التحتية وانعدام الخدمات”.
القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني رابحة حمد، أكدت ان الوضع السياسي صعب جدا وغير مستقر، واستمرار حالة الانسداد السياسي لفترة أطول سيضعف ثقة الناخب بالعملية السياسية.
مشيرة الى ان القوى السياسية بحاجة الى التقدم بخطوة وتقديم مبادرات لجمع الاطراف على طاولة واحدة وفتح باب الحوار وإنهاء حالة الانسداد.
وقالت حمد ان “الاتحاد الوطني اعلن موقفه بشكل واضح في بيان مشترك مع تحالف العزم والذي تضمن الدعم الكامل لمبادرة الاطار التنسيقي لإنهاء حالة الانسداد السياسي”.
وبينت ان “المبادرة مهمة وضرورية لكنها لن تكون ذات جدوى ولن يتم تحقيق أهدافها في حال تمسكت الجهات الاخرى بمواقفها واصرارها على اقصاء الشريك السياسي لأسباب معروفة”.
واضافت حمد، ان “الوضع السياسي صعب جدا وغير مستقر وتشكيل الحكومة تأخر قرابة سبعة أشهر واستمرار التأخير الى فترة اطول سيضعف ثقة الناخب العراقي بالانتخابات والعملية السياسية”.
وشددت على ان “الجميع عليهم التفكير بالمصالح العليا للشعب العراقي بعيدا عن المصالح الضيقة وان لا يتم وضع خطوط حمراء على اشخاص او احزاب سياسية شاركت في الانتخابات وقدمت تضحيات كثيرة في مرحلة الصراع ضد النظام البائد وتحقيق الديمقراطية”.
وتابعت ان “الخطوات المقبلة ما زالت غير واضحة الملامح نتيجة للضبابية في المواقف لدى الاطراف الاخرى، بالتالي فإننا بحاجة الى التقدم بخطوة وتقديم مبادرات لجمع الأطراف على طاولة واحدة وفتح باب الحوار وإنهاء حالة الانسداد ومغادرة سياسة رفض جميع المبادرات وانهاء حالة التمسك بالمواقف والتشدد في التعامل مع اي مبادرات يتم طرحها لحل المشاكل العالقة”.