
بقلم د عدنان السراج
حينها كنت مفجوعا بالشهيدين رحمهما الله تعالى ولا اجد اي تعويض لخسارتهما الا بالدعاء ان يحفظ الله تعالى امتنا من شرور الصهاينة والامريكان ومن ولاهم من الداخل والخارج
لكن العديد من الفضائيات العربية والاجنبية والعراقية قد سفه الضربة الايرانية جملة وتفصيلا واعتبرتها رسالة للداخل الايراني
في العراق تصدى عدد من الاعلاميين لتأكيد المعلومة الامريكية وذهب احد الاعلاميين الامنيين بأكثر من فضائية ليقول مجرد جملون وتم ضربه وان هناك اتفاق امريكي ايراني لتفريغ القاعدة وان الامريكان ابلغوا بالضربة قبل حدوثها
وابتعد اغلب زملائنا عن جريمة امريكا بنقل صراعها مع ايران الى داخل الاراضي العراقية بأستهداف الشهيدين داخل العراق وقصف العديد من مراكز الحشد الشعبي
الذي اود قوله ان كشف الحقيقة وعدم خداع الرأي العام يعتبر من الواجبات المقدسة للاعلامي والتي يجب ان لا يحيد عنها مهما كانت ميوله واتجاهاته و عليه ان يكون شفافا وصادقا مع اهله وشعبه وان يأخذ المعلومة من مصادرها الرئيسية ومن شهود عيان وان يستعين بخبرته العسكرية والعلم الاستقصائي ليصل الى الحقيقة والا فهو مضلل للعقول والحقائق
امس الامريكان افصحوا عن جسامة خسائرهم في عين الاسد ونقلوا اقوال العشرات من شهود العيان الامريكان عن ليلة القصف والذي وصفوه بالجحيم والتقرير المصور يمكن مراجعته على اليوتوب صور بأسلوب الدراما الحزينة لاشخاص تنبئوا بالموت قبل ان يقتلوا بالقاعدة مثلا ضابط يتصل بأبنته قبل دقائق من مقتله وهو يبكي لفراقه ابنته ويعدها بعودته قريبا واخرون يرتجفون خوفا ويقولون سوف لا نجدد عقود عودتنا للعراق وان الله تعالى حماهم باللحظات الاخيرة من موت محقق وان ما حصل هو الجحيم بعينه
دروس عديدة يمكن ان نتعلمها من هذه المحاولة لطمس الحقائق الا انني اضع امام انظار زملائي الاحبة الدرس الاكبر ان لا يصدقوا كل ما يقوله الامريكان اعلاميا لانهم يعرفون ادارة الحرب النفسية ولديهم الاساليب لاقناع شعوبهم تدريجيا من خلال سياسة التدرج في اعطاء المعلومة بعنوانها الامني ولا يخفون شيئا عنهم ويحرفون الحقيقة على شعوبنا لاغراض سياسية
المشكلة هنا اصحاب الولاءات والقناعات بالقدرة الغربية والامريكية يصدقون كل ما تقوله امريكا لانها الاقوى وعلينا طاعاتها خدمة لمصالحنا هؤلاء هم البؤساء ولكن لا يشعرون
قد نحترم الرأي الاخر وقد نخطأ ولكن المشكلة هي في الاصرار على الخطأ لدوافع يعلمها الله تعالى والراسخون بالعلم