
كل الاخبار / خاص
منصب أمين عاصمة عريقة مثل بغداد التي قارب تعداد سكانها ثمانية ملايين نسمة، يعد مهمة شاقة، على من لا تدعمه قوى سياسية مؤثرة.. من نوع الإرادات النافذة التي لم تنفك تتصارع على الصفقات ذات المنافع التي أفضت ببغداد الى الخراب.
ساحة التحرير هي إحدى الساحات الرئيسية في وسط مركز مدينة بغداد 1980
"ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺳﻌﺪ ﻭﺳﻌﺪ ﻣﺸﺘﻤﻞ.. ﻣﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺎ ﺳﻌﺪ ﺗﻮﺭﺩ ﺍﻹﺑﻞ"
كل الذين تبوؤا منصب أمين او محافظ على بغداد، لم يكونوا أمناء ولا محافظين عليها، إنما ظلوا يشكون تداخل الصلاحيات وعدم تعاون وزارات وجهات حكومية، وتعرضهم لضغوط سياسية.
إلا أن أوساط المراقبة تُشدد على عدم التغاضي عن «ضعف الكفاءة» لدى غالبية من تسنم هذا المنصب الحيوي خلال العقد الماضي، وظلت بغداد يتيمة على مائدة اللئام؛ حتى تحولت بناها إلى ركام وعاش ناسها في فوضى، كأن على رؤوسهم الطير او قامت القيامة "تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها.. وترى الناس سكارى وما هم بسكارى" لكن الاهمال شديد.
ويُلخص المراقبون سبب فشل «الأمناء» في تأدية واجباتهم؛ لينتهي بهم المطاف الى الاقالة او الاستقالة، وكلاهما ناتج عن فشل مريع وفساد ابهظ كاهل المدينة، بإختلاس الميزانية من خلال مشاريع وهمية تستوفى المبالغ المرصودة لها وتنتسى.. فاين مشروع ماء الرصافة ومجاري الخنساء و10 × 10 و... القائمة تطول بينما رائحة الفساد تزكم الاضمائر.
إنشغلوا عن الواجب الخدمي بإستغلال الإمكانات المادية للوظيفة الحكومية في تحقيق مصالح شخصية أو مصالح من جاؤوا بهم، فضلا عن قضايا الفساد المالي والإداري التي اتهم بعضهم بها، ناهيك عن خضوع بعضهم للإبتزاز من قبل أطراف سياسية.
وأنت تسير في شوراع العاصمة بغداد لا تجد ما يُشير إلى أنك في عام 2020، سوى موديل السيارات، بسبب الخراب الذي حل عليها.. لم تعد تلك بغداد العروسة التي كانت تزهو في عقود سابقة.. متألقة.
ويقول المواطن س- ص: "اعتقدنا أن بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكي لبلادنا، سيكون هناك شيء ما سيتحسن، وستزداد العاصمة بغداد رونقًا، لكننا تفاجأنا بأن الصبات الكونكريتية نُصبت في كل مكان، والحفريات في الشوارع لم تُطمر بل ازدادت، والتجاوزات عليها استفحلت".
ويقول المواطن ش- ب.. صاحب محل لبيع الملابس الرجالية في شارع فلسطين وسط بغداد، إن: "المحال تتضرر بسبب الحفريات وتخسفات الشوارع، كما أن أمانة بغداد تغير كل ستة أشهر غطاء الرصيف وحافته، مما يتسبب بإرباك عملنا".
ويُشير ساخرًا: "تعودنا أن لا نرى الأرصفة بشكل جميل، فأمانة بغداد تعيد بناءها كل عام تقريبًا، وهو باب يشرعن فيه المسؤول الخدمي فساده، لأن المقاولين الذين ينفذون المشاريع الخدمية يحاولون البحث عن أقل التكاليف، وبالتالي نحن من يتضرر". فلا محافظو بغداد حفظوها ولا أمناؤها إلتزموا الأمانة، إنما عملوا على تزيين بيوت فارهة تفوق الخيال وأهملوا المهمة، متعمدين نسيان حديث الرسول:" المسؤول مؤتمن" حتى إنتهت بغداد الى أسوأ مدينة في العالم. صلاحيات تصب جحيماً على المواطن
بغداد عام 1975
بغداد عام 2020 ...بغداد أسوأ مدينة في العالم تأمل في استعادة شيء من ماضيها
الفديو ادناه يوضح بغداد اسوء مدية بالعالم