ضغوط على الحلبوسي لعقد جلسة للبرلمان إعادة الانتخابات في العراق.. اتفاق على العنوان وخلاف عميق على آلية الإجراء
27-أغسطس-2022

رغم الاتفاق المعلن على قبول إعادة الانتخابات في العراق من قبل الخصمين المتنافسين (التيار الصدري والإطار التنسيقي)، إلا أن هناك خلافا جوهريا في وجهة نظر الجانبين حول آلية إجراء الانتخابات الجديدة وطبيعة الحكومة التي تجرب في ظلها.
وبعد نحو عشرة شهور على إجراء الانتخابات التشريعية، ما زالت البلاد في جمود سياسي هو الاطول منذ عام 2003، دون مؤشرات تدل على نقاط التقاء أو حلول وسط بين الفريقين المتنافسين في ظل تمسك كل منهما بتنفيذ مطالبهما، وتحول الأزمة السياسية إلى مرحلة جديدة اعتمدت على ورقة الشارع والاعتصامات والمظاهرات.
وجددت الرئاسات الثلاث دعوتها إلى الركون للحوار لحل الأزمة السياسية في البلاد وتغليب مصلحة الوطن لحفظ دم العراقيين وأمنهم وسلمهم، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تؤرق كاهل المواطنين، مشيرين إلى أهمية الدور الذي تؤديه المرأة العراقية في تقديم التضحيات لتحصين الأسرة والوطن.
من جهته أكد سياسي عراقي مطلع لكل الأخبار أن “الضغوط التي تمارس على رئيس البرلمان محمد الحلبوسي من قبل قيادات الإطار متواصلة وتضاعفت بالأيام الماضية، إذ يحاولون عقد جلسة برلمانية، لكنه (الحلبوسي) رفض تلك الضغوط تحت غطاء التحذير من استفزاز الصدريين أكثر”.
وأضاف المصدر، أن “الحلبوسي يرى أن عقد الجلسة سيفاقم الأزمة السياسية”.
وأصبح مطلب إعادة الانتخابات في العراق عُقدة الخلاف بين التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، والإطار التنسيقي، فيما يخص آليات إجراء الانتخابات المقبلة وطبيعة الحكومة التي تجري في ظلها.
فرغم اتفاق الجانبين حول إجراء انتخابات مبكرة فإن الخلاف مستحكم فيما يخص إجراؤها قبل أن يتم تشكيل حكومة جديدة، والقانون الذي ستجري على أساسه، وتوقيت حل البرلمان بعد أو قبل تشكيل الحكومة التي تجهز للانتخابات.
ورغم اتفاق التيار الصدري وقوى الإطار بشأن إجراء انتخابات مبكرة، بعد حل البرلمان، لكن الخلاف امتد أيضًا إلى آلية حل البرلمان، إذ يطالب الصدر بأن يصدر القضاء قرارًا بحل المجلس، فيما تطالب قوى الإطار بعقد جلسة للبرلمان والتصويت على حلّه، بعد تمرير الحكومة الجديدة.
وتسعى قوى الإطار الآن إلى عقد جلسة للبرلمان للتصويت على رئيسٍ جديد للجمهورية، وتكليف محمد السوداني بتشكيل الحكومة، وهو خيار قد يقابله تصعيد من الصدر.
وحسب تصريح للقيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيدي، فإن البرلمان سيستأنف جلساته منتصف الأسبوع المقبل بعد الاتفاق بين الكتل السياسية.
الباحث في الشأن العراقي، علي البيدر، أن “الصدر يسعى إلى العودة إلى المشهد السياسي عبر البرلمان مرة أخرى”، وذلك من خلال الانتخابات المبكرة، لكن بشكل أقوى مما كان، عبر “أجواء سياسية ومناورات جديدة”.