
#العراق في طريقه ليكون بيضة القبان ...ودوّل الخليج في طريقها للأزمات والتغيير !!.
بقلم :- سمير عبيد
#تمهيد ضروري :-
لستُ مستشاراً لدى الحكومة ولا أدّعي قربي لها .ولكني كمواطن عراقي اولا ،وكمتخصص في القراءات السياسية والأستراتيجية ثانيا. أنصح لمن يسمع ويقرأ ويتابع داخل الحكومة بأن يكون صوتاً حميداً للضغط على صاحب القرار في الحكومة لتعيد النظر بأولوياتها مع دول الخليج، والاسراع فورا بتقليل الاندفاع العراقي غير المدروس نحو الخليج. والمضي في سياسة عدم التهافت والانتظار لفترة زمنية .وهنا لا ادعي بقاء العراق مع أيران أو تطوير العلاقة مع تركيا بديلا عّن دول الخليج ( لأني اعرف المتصيدين بالماء العكر وحبهم لشيطنة الكتّاب والمحللين وتأويل ما يكتبون !!) !!
ولكني أؤكد للحكومة ولجميع تضاريسها أن دول الخليج مقبلة على متغيرات اقتصادية وسياسية كبيرة وستدخل في ازمات كثيرة .فلا ننصح أن يكون شعار السياسة العراقية الحالية " طاح العريان على المتوزر" فالمتوزر في طريقه ليكون عاريا ليدخل في فترة عري قاسية . والعريان في طريقة لينتهي فصل العري لديه ويدخل في فصل ارتداء افخر الملابس. و فقط محتاج الحكمة والبطانة الصالحة والابتعاد عّن التنازلات للخارج والغدر وعدم الثقة بالكفاءات الوطنية !.
#لا تتعحلوا خلص الكثير وبقي القليل
#فرصة العراق التاريخية على الابواب !!.
العراق يتقدم نحو مرحلة مختلفة وآلامها أقل بكثير من الآلام الماضية. فقط نحتاج الى قيادة عراقية قوية وموحدة ولها ثقة بنفسها ، وتمتلك قرارها بنسبة ٨٠٪ فما فوق . فالدعوة مفتوحة للشعب العراقي بالأبتهال والتوسل الى الله تعالى أن يُكرم العراق بنخبة عراقية موحدة و همها النجاح وقلبها على العراق في هذا التوقيت بالذات ..يارب .....!!!.
••فالعراق لم يعد البلد المتعب والرجل المريض بسبب الاقراص المخدرة التي وضعت له من الجيران والاشقاء والاعداء طيلة ال ١٦ سنة الماضية فتحول الى بلد هامشي ويتربع في قائمة الدول الفاشلة عالميا وفِي قائمة الدول الفاسدة عالميا .فبقي " حايط انصيص" طيلة هذه السنوات بحيث صار العراق مرتعا للاستخبارات الدولية ومؤمرات الدول الخليجية والعربية والاقليمية والدولية ومرتعا للمافيات المختلفة.وقُذف الشعب العراقي في مستنقع الجهل والخرافة والامية والبطالة والمخدرات والجريمة المنظمة والشذوذ والالحاد والفقر والتراجع في جميع الميادين كله بسبب سوء الحكومات المتعاقبة مابعد عام ٢٠٠٣ .!!!
#ولكن رغم ذلك ورغم اليأس بين صفوف العراقيين فهناك لفتة ربّانية كانت متوقعة لدى المؤمنين، وبهندسة ربّانية أشرف ويُشرف عليها الجانب الغيبي ليكون العراق قريبا هو بيضة القبان في المنطقة !!.
••• فالعراق في طريقه ليكون بموقع الأميرة الجميلة التي سيبدأ عليها صراع الأمراء والقياصرة والملوك.فعلى تلك الأميرة أن لا تتعجل و ترمي نفسها في ارتباطات وأحضان زائلة. بل عليها التلاعب بالزمن وباستنزاف جميع المتهافتين عليها من الدول الخليجية وايران وتركيا وغيرها من الدول لتعزز موقفها وتعزز موقف عشيرتها وهي الشعب العراقي وتعزز بيتها وهو العراق ...........!!!.
لهذا ننصح بالتريث وعدم اتخاذ خطوات عجولة وخطوات غير مدروسة فالدول جميعها في طريقها الى الهزات والخضات وخصوصا الدول الخليجية!!!
—————-
#العراق =النمسا ...قريبا!!
فالعراق بات بموقع النمسا عندما قُدَّر َ لها أن تكون دولة فاصلة بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة. فنالت النمسا الاحترام والتهافت عليها وعلى أرضائها كدولة محايدة .ولكن لم تنجح النمسا بذلك لولم يكن لديها بنك من رجالات الدولة وبنك من الكفاءات الوطنية التي أفرزت فريق سياسي منسجم كان يسمع من الساسة الحكماء الذين أخلصوا بالدفاع عّن مصالح بلدهم النمسا. وكانوا دوما فريق صلب وغير متهافت وتعامل مع المعسكرين بمسافة واحدة. فنال ثقتهما فتحولت النمسا الى مستودع اسرار الدول. ومستودع اموال وذخائر وصناديق الدول. وتحولت النمسا الى مقر للمقرات العالمية والدولية المهمة ...
والعراق في طريقه أن يصبح بموقع النمسا تماما .وعليه استغلال هذه اللحظة التاريخية. وان لا يُحسب على طرف. وان لا يرمي نفسه في حضن طرف معين .فالعراق اليوم يمثل الدولة الفاصلة بين المعسكر الشرقي الصاعد والعائد بقيادة الصين وروسيا. وبين معسكر الغرب بقيادة امريكا مؤقتا ولا ندري من سيصعد معها في المستقبل لا سيما وان بريطانيا تحاول البحث عّن موقع وفرنسا كذلك . أي أصبح العراق مفصل جيوسياسي واستراتيجي بين معسكرين. وعلى العراق البحث وبسرعة عّن قيادة منسجمة وحكيمة لتفرض العراق النمسا الجديدة أو نمسا الشرق !!!!.
——-
#لماذا عدم التهافت على الدول الخليجية الآن !؟
الدول الخليجية تمر بأزمات سياسية واقتصادية صامته حيث تحاول الأنظمة في الخليج أمتصاصها والتغطية عليها .ولكن لن تستمر وَلَن تصمد في أخفائها .وسوف تظهر للسطح خلال ال 90 يوماً القادمة صعوداً وستبدأ أعراضها بالظهور على المجتمعات السعودية وبورصات دول الخليج وميادين اخرى .
#أولا :- الأزمة الاقتصادية والسياسية الخليجية :-
فالدول الخليجية باتت تقترض سراً من العالم . وباتت تُمارس سياسات تقشفية خطيرة . ولقد نشرت المجلّة البريطانيّة الكبيرة "إيكونوميست" بانتِهاء العصر النفطيّ وحُدوث تغييرات كُبرى “مُؤلمة” في المِنطقة وإنها لم تعد قادرة على سد العجز في ميزانيتها بسبب انخفاض أسعار النفط .
١-ففي الكويت مثلا قالت النائب في البرلمان الكويتي، صفاء الهاشم، التي ترأس اللجنة المالية والاقتصادية ببرلمان الكويت (إن الحكومة طلبت السماح لها باقتراض 20 مليار دينار (65 مليار دولار) على مدى ثلاثين عاما، منها 8 مليارات لتمويل عجز الميزانية الحالية) وهذا لم يحدث من قبل في الكويت . ناهيك عّن فضائح الفساد التي باتت تعصف بالدولة ومجلس الامة الكويتي الذي بات ولاول مرة معزولا عّن الشعب
أفادت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية بأن الإمارات عطلت الأسبوع الماضي اتفاقا خليجيا بوساطة الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة الخليجية مع قطر.
٢-فالدول الخليجية جميعا باتت تعاني الازمة الاقتصادية الخانقة خصوصا عندما هربت رؤوس الاموال وتعطلت عجلة لاقتصاد بسبب جائحة كورونا المستجد .فلقد توقعت وكالة "ستاندرد آند بورز"، أن يرتفع دين حكومات دول الخليج برقم قياسي يبلغ حوالي 100 مليار دولار هذا العام، في ظل تنامي متطلبات التمويل بسبب أزمة كورونا وانخفاض أسعار النفط.وتقدر الوكالة أن الحكومات المركزية لدول مجلس التعاون ستسجل عجزا مجمعا بنحو 180 مليار دولار هذا العام.وقالت، في بيان لها : "استنادا لافتراضاتنا الخاصة بالاقتصاد الكلي، نتوقع أن تشهد ميزانيات حكومات مجلس التعاون الخليجي تدهورا حتى العام 2023".وتوقعت وكالة التصنيف العالمية "ستاندرد أند بورز" (20 يوليو/ تموز 2020) أن تراكم دول الخليج العربية الغنية بالطاقة عجزا بقيمة 490 مليار دولار في السنوات الأربع المقبلة بسبب انخفاض أسعار النفط وتأثير فيروس كورونا المستجد.ونتيجة لذلك، زادت احتياجات التمويل الحكومي في دول مجلس التعاون- السعودية والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر- بشكل كبير هذا العام. واقترضت السعودية وقطر والبحرين وأبوظبي والشارقة عشرات المليارات من الدولارات العام الجاري لدعم خزائنها.
٣-وكان صندوق النقد الدولي توقع هذا الشهر أن تخسر دول الخليج نحو 200 مليار دولار من عائدات النفط هذا العام. كما توقع أيضا انكماش النمو في دول مجلس التعاون الست عام 2020 بـ 7,1 بالمئة، في أدنى معدل له منذ أربعة عقود نتيجة تراجع أسعار النفط والجائحة.وتوقعت ستاندرد اند بورز أن تشكل السعودية، أكبر اقتصاد في المنطقة، 55 بالمئة من مجمل العجز في منطقة الخليج، تليها الكويت مع 17% ثم أبو ظبي مع 11%.ومنذ انهيار أسعار النفط في 2014-2015، اعتمدت دول الخليج بشكل كبير على الاستدانة وجمعت أكثر من 80 مليار دولار من ديون محلية وخارجية في 2016 و2017.
٤-ولم تقترض سلطنة عمان، وهي من أضعف دول الخليج العربية من الناحية المالية، أي مبالغ هذا العام لكن الوكالة تتوقع أن تفعل خلال الأشهر المقبلة. وتعتزم الكويت جمع 16 مليار دولار بنهاية السنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس/ آذار 2021، لكن إمكانية الاقتراض رهن بموافقة البرلمان على قانون جديد للدين تجري مناقشته منذ فترة طويلة.
———-
#ثانيا :- الازمة السياسية المتصاعدة نحو التغيير :-
١- عدم الانسجام الخليجي :-
في ٩ يوليو ٢٠٢٠ ذكرت "فوكس نيوز"، في تقرير أصدرته واكدت فيه ، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شددت في أوائل العام 2020 الضغوط على أطراف الأزمة الخليجية لإنهاء الخلافات بينها، ومنذ نحو شهرين اتخذت المناقشات، حسب مصادر مطلعة، طابعا إيجابيا حينما كثفت الولايات المتحدة جهود وساطتها وأعربت السعودية عن استعدادها لقبول عناصر الحل الذي عرضته الحكومة الأمريكية.
ووجه ترامب في تلك الفترة لمسؤولين رفيعي المستوى في إدارته بإعداد خطة تسوية مقبولة بالنسبة إلى كل الأطراف.ونقلت "فوكس نيوز" عن مصادرها أن الاتفاق بات على الطاولة بعد سلسلة مناقشات على مستوى زعماء السعودية وقطر والإمارات والولايات المتحدة.وقالت الشبكة الأمريكية إن الإمارات غيرت نهجها في اللحظة الأخيرة وطلبت من السعودية أن ترفض تلك الوساطة مع دولة قطر .وهذا مؤشر أن تصدع مجلس التعاون الخليجي بات ذاهبا نحو التفتيت والافول وَلَن يعود مثلما كان بل سوف يتفرق ويتفتت ونتوقع صعود الامارات والسعودية مؤقتا لقيادة الخليج ثم تعصف المشاكل بينهما وحينها يبدأ الانهيار في السعودية !!.
٢- تغيير القيادات الخليجية !.
الدول الخليجية تعيش مشاكل داخلية كبيرة وتأججت أخيرا بسبب جائحة كورنا المستجد
بحيث بدأت الانهيارات في الشركات والبورصات والبنوك وتسريح العمال وفرض الضرائب ودمج المؤسسات ..الخ .فنعتبر سلطنة عُمان الدولة الوحيدة التي عبرت المِحنة مبكرا وباتت في حالة افضل من شقيقاتها الخليجية ولكن :-
١-الكويت :-
ينتظرها حدث مؤلم وهو التغيير السياسي في المشهد القيادي في الكويت. وصعود قيادة كويتية جديدة ستكون أمام ازمات داخلية كبيرة وخطيرة واهمها ( زمة مجلس الامة المتصاعدة ، وازمة العشائر ، وازمة الاسلاميين والاخوان المسلمين ، والازمة الطائفية، وازمة البدون ، والازمة الاقتصادية ، وازمة كورونا )
٢- السعودية :-
السعودية هي الاخرى على ابواب صعود محمد بن سلمان ملكاً في السعودية سواء بوفاة أبيه الملك سلمان بن عبد العزيز أو ببقائه حيا ولكنه غير قادر على ادارة الدولة ( اي لن يرجع الملك سلمان ممارسا لعمله بعد هذه الوعكة ان ام يكن مات اصلا ) .وان عملية صعود محمد بن سلمان ملكا محفوفة بالمخاطر والازمات لا سيما وان السعودية تعصف بها مشاكل داخلية خطيرة داخل العائلة المالكة نفسها، وداخل المؤسسات العسكرية والامنية نفسها، والسعودية باتت تعاني ازمة اقتصادية خانقة بسبب جائحة كورونا المستجد وباتت تعاني من ملف حقوق الانسان السيء والمقيت ومنه ملف خطف وقتل وتقطيع وحرق الصحفي السعودي جمال خاشقجي . وبسبب أخطاء سياسات محمد بن سلمان وحرب الاسعار الذي بدأها ضد روسيا وانعكست على السعودية فدمرت اسعار النفط العالمية.فصعود محمد بن سلمان ملكا يعني انقلاب حقيقي في جميع السياسات السعودية. وبالتالي ستكون السعودية امام منعطف خطير للغاية وربما سيفجر الاوضاع الداخلية وسيضطر للقمع او فتح حرب اخرى وستكون ضد قطر !!.
٣- الامارات :-
الامارات ينتظرها تغييرات سياسية كبيرة وسيصعد محمد بن زايد ليكون الشخص الاول في الامارات لتصبح هناك موائمة بين التغيير في الكويت والتغيير في السعودية والتغيير في الامارات والى غرار ذلك سوف يتغير المشهد الاماراتي بنسبة كبيرة وربما لن يكون الطريق معبدا بالورود .وهذا يعني سوف تنغمس الامارات في مشاكلها الداخلية قريبا !!.
٤- فحتى سوريا :-
الدولة السورية مقبلة على متغيرات مهمة جدا ويجب أن تنتبه لها الحكومة العراقية لان سوريا خاصرة العراق وعمقها الاستراتيحي . لا سيما وان مصر قادمة لا محال نحو سوريا بقوة لتأسيس جبهة ضد تركيا لتخفيف الجبهة الليبية. وعلى العراق استغلال ذلك لكي يُجبر تركيا على الخروج من الاراضي العراقية !.
#الخلاصة :-
بعد تلك القراءة التي ستكون أمام الحكومة العراقية وأمام الشعب العراقي وامام الذين لديهم علاقة بصنع القرار وصنع السياسة العراقية ...نرجو قراءتها بأمعان ونرجو ابعاد القناعة العراقية المعروفة وابعاد عقدة الخواجة اي ( مغنية الحي لا تُطرب ) والنظر لها بأمعان لكي توضع الخطط الصالحة للعراق !!
فلا داعي للتسرع في اتخاذ قرار الانفتاح على دول الخليج حاليا .ولا داعي استعداء ايران او النوم في حضنها. ولا داعي استعداء تركيا ولكن يُفترض فضح تصرفتها الاخيرة أمام العالم ...ويكون العمل لصالح العراق من خلال الاستفادة من المتغيرات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ليصبح العراق بيضة القبان في جميع الترتيبات القادمة في المنطقة !!!.
حمى الله العراق وأهله !!.