
أجواء مشحونة ومشهد مشوب بالاحتقان لم يألفه الشارع العراقي من قبل، الترقب والحذر سيد الموقف، وبالخصوص في ساحة الحبوبي بمحافظة ذي، فبين من يصفها بثورة الجياع ضد الفساد، ومن يشيطنها وينعتها بالتآمر لحسابات خارجية.
ووفقا لناشطين ومراقبين، للشارع العراقي، فأن من المرتقب أن تخرج تظاهرات حاشدة، في بغداد والمحافظات الجنوبية.
بعد ليلة دامية في ذي قار
عاد مئات المتظاهرين صباح اليوم ، إلى ساحة الحبوبي في ذي قار، ونصبوا الخيام من جديد بعد أن تم حرق خيامهم أمس في أحداث عنف شهدت سقوط قتلى وجرحى نتيجة الصدامات بين المتظاهرين وانصار التيار الصدري، وتدخل القوات الأمنية لتفريق الطرفين.
من جهته، أكد محافظ ذي قار ناظم الوائلي أن الوضع الأمني في المحافظة مستتب وحظر التجول جاء تحسبا لأي طارئ.
وقال الوائلي إن الأمور في المحافظة تسير باتجاه التهدئة وحظر التجول في مربع المدينة فقط والحركة طبيعية في باقي مناطق المحافظة.
وأعتبر أن ما حصل في ساحة الحبوبي "هو احتكاك بين المتظاهرين نتيجة سوء فهم، وتدخلت القوات الأمنية لمعالجة الموقف"، مؤكداً أن إدارة المحافظة حيادية في تقييمها للوضع والواقع ولا توجد أفضلية لطرف على طرف آخر.
إقالة قائد الشرطة وتشكيل لجنة
وأصدر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم أمس الجمعة قرارات عدة بشأن أحداث محافظة ذي قار.
وقال اللواء يحيى رسول الناطق باسم الكاظمي إن الأخير أقال قائد الشرطة في محافظة ذي قار حازم الوائلي وشكل لجنة للتحقيق في الأحداث، كما ألغى تصاريح حمل السلاح لمنع أي تداعيات تضر بالسلم الأهلي في العراق.
وأضاف رسول أن الكاظمي أكد أن توتير الأوضاع في العراق ليس في مصلحة البلد، وأن لا بديل عن القانون والنظام والعدل ومن ضمن ذلك العدل تجاه الدماء التي أريقت في الأحداث."
وأفادت مصادر أمنية بمقتل سبعة متظاهرين وإصابة 80 آخرين جراء الاشتباكات لساحة الحبوبي بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار والتي يتمركز فيها ناشطو حركة تشرين الاحتجاجية.
"وعد ترجع الثورة"
"وعد ترجع الثورة"... شعار أطلقه الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حديثا، لتنظيم التظاهرات الشعبية مجددا، بعد توقفها المؤقت حفاظا على سلامة المتظاهرين والمواطنين، من تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد، والتزاما ً بإجراءات حظر التجوال الوقائي المفروض في عموم العراق.
وقال الناشط حسين أحمد لـ (كل الأخبار) إن "بعد أحداث ليلة أمس في ساحة الحبوبي، فنحن على موعد قريب جداً، من عودة التظاهرات في بغداد وبقية المحافظات، وهذا ما أكدت عليه تنسيقيات المحافظات، وقوفا وتضامنا مع أخواننا من المتظاهرين في الناصرية".
صمت الكاظمي
من جهته أكد المحلل السياسي، أحمد الأمين لـ (كل الاخبار) أن صمت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إزاء أحداث الحبوبي يوم أمس أثارت غضب الشعب العراقي برمته، وليس فئة متظاهري تشرين فقط، لأنه الكثير من الداماء أريقت ولا أي تعليق رسمي من الحكومة".
وأشار إلى أن "الكاظمي حتى لم يكّلف نفسه بالرد على الأخبار المتداولة بشأن إعطائه الضوء الأخضر لإزالة خيام المعتصمين في ساحة الحبوبي، وإن إزالة خيام متظاهرين الكوت أكدت هذه الأخبار لطالما جاءت بذات التوقيت"، لافتا إلى أن "الكاظمي خذل المتظاهرين إلى أبعد حد، والعودة للتظاهرات قريبة بلا شك".
وأوضح أن "تشكيل لجنة من قبل الكاظمي لمعرفة ما يدور في ساحة الحبوبي أثارت سخطا شعبيا بسبب ان الحكومات العراقية لم تكشف عن أي نتائج للجان منذ عام 2003".