
بعد لحظات من إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، كريستوفر ميللر، عن انسحاب جزء من القوات الأمريكية من العراق، عادت الصواريخ متجهة نحو المنطقة الخضراء، بهدف قصف السفارة الأمريكية الموجودة في المنطقة .
ويبدو أن عودة قصف المنطقة الخضراء يوم أمس، وسقوط الصواريخ قرب محيط السفارة الأمريكية، سيعيد الإدارة الأمريكية إلى قرارها السابق، وهو إغلاق السفارة وسحب بعثتها من العراق، وفقا لمراقبين.
ويعود الآن الحديث مجدداً عن سحب السفارة الأمريكية من بغداد، عقب حادثة يوم أمس، حين يؤكد النجيفي، أن "خيار سحب السفارة الأمريكية وبعض السفارات الأخرى، أصبح وارداً جداً، وأكثر من السابق.
الاتصال الهاتفي بين بومبيو والكاظمي
أعلن وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب 500 عنصر من قواتها في العراق، جاء بعد الاتصال الهاتفي بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية مايك بومبيو.
وقال حسين في إن "الكاظمي وبومبيو اتفقا خلال اتصال هاتفي على سحب 500 عنصر عسكري أمريكي من العراق".
وأضاف، أن "أكدنا خلال الاجتماع أن يكون هناك توقيتات زمنية لجدولة الانسحاب وبعد إعلان الاتفاق، رأينا أن هناك خطوات الحوار الستراتيجي تم تأكيدها بعد تخفيض عديد القوات الأمريكية في العراق من 5200 عنصر إلى 3 آلاف".
رسالة مدروسة بدقة عالية
رأى المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، اليوم الأربعاء، أن قصف القاعدة العسكرية في السفارة الأمريكية ليلة أمس الثلاثاء، رسالة مدروسة بدقة عالية، بالتالي على القوات الأمريكية أن تعي أن المهلة لا تستمر إلى الأبد.
وقال الفرطوسي، في تصريحات صحفية إن "ليس هناك اتفاق ما بين الفصائل والقوات الأمريكية، وإنما هناك مهلة منحتها الفصائل للإدارة الأمريكية لسحب قواتها من العراق"، مبينا أن "الفصائل التي أعطت المهلة لم تتبنَ عملية ليلة أمس الثلاثاء".
وأضاف، أن "المهلة ليست مستمرة إلى الأبد بالنتيجة على الإدارة الأمريكية أن تستجيب بسحب كامل قواتها من العراق، من أجل تجنب ضربات مماثلة".
وأوضح أنه "ليس هناك طرفاً ثالثاً أو محاولة لخلط الأوراق كما يروج لها البعض، لان الرد متوقع باعتباره حق متاح لجميع العراقيين المتمكنين عسكريا".
وأستدرك أن "ضربات البارحة كانت رسالة دقيقة يجب أن تقرأ بشكل صحيح، وتدل على أن الذي استهدف يعي ماذا يريد والقضية مدروسة بشكل دقيق".
الإغلاق يعجل الإعلان عن إفلاس البلاد
أكد الخبير الاقتصادي أحمد رسول، أن الوضع الاقتصادي في العراق لا يحتمل إلى كل هذه الأزمات.
وأكمل رسول ل(كل الأخبار) أن "الإدارة الأمريكية بكل تأكيد ستعاود النظر في قرارها بشأن إغلاق سفارتها ببغداد، لأنها تعلم بشكل جيد أن الحكومة العراقية غير قادرة على حماية بعثاتها".
وبشأن التبعات الاقتصادية، قال رسول إن "الإفلاس قريب جدا في العراق، وإن إعلانه ما هو إلا أشهر، والدخول في نفق الإغلاق السفارة وتتبعها أخرى سيعجل الأمر، وبعدها يدخل العراق بحصار لم يعيشه الشعب طوال حياته".
انتقادات
وتعليقا على هذا التطور، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبيرغ، إن ثمن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان يمكن أن يكون باهظا جدا.
وعلى الصعيد الداخلي، أثار قرار خفض القوات الأميركية في أفغانستان والعراق انتقادات حتى في الأوساط الجمهورية.
فقد أبدى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل -خلال كلمة بمجلس الشيوخ- معارضته انسحاب قوات بلاده من أفغانستان والشرق الأوسط، معتبرا أن انسحاب هذه القوات سيعرض "الإنجازات" التي حققتها هذه الإدارة للخطر
وفي وقت سابق، أعلنت خلية الإعلام الأمني، مقتل طفلة وإصابة 5 أشخاص مدنيين جراء القصف الصاروخي.
وذكرت الخلية في بيان أن "الصواريخ عددها 7، اربعة منها سقطت في المنطقة الخضراء، والصواريخ الثلاثة سقطت خارجها".
وأضافت، أن "أحد الصواريخ سقط قرب مدينة الطب، واخر عند باب حديقة الزوراء والثالث انفجر في الجو"، مبينة أن "مكان انطلاقها كان من شارع الضغط في حي الامين الثانية".
وتابعت: "أسفرت الصواريخ عن استشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص، جميعهم مِن المدنيين".