لإقامة عمارات سكنية فيها...محاولات لسرقة متنزه الزوراء وسط العاصمة بغداد: جهات سياسية متنفذة
18-مايو-2021

حذر نواب في البرلمان من مساع جهات سياسية متنفذة للاستيلاء على أكبر وأهم حدائق العاصمة العراقية بغداد، بهدف إقامة عمارات سكنية فيها، في خطوة عدت خطراً كبيراً يتهدد وسط العاصمة، وتنذر بأضرار بيئية جمّة أيضاً
وتقع حديقة الزوراء البالغة مساحتها أكثر من 700 دونم وسط بغداد، في حي المنصور وتتوسط عدداً كبيراً من أحياء العاصمة، وتمثل أكبر غطاء نباتي في العاصمة.
وقالت عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي النائب منار عبد المطلب الشديدي، بأنّ "قوى سياسية متنفذة (لم تسمّها) تتحرك منذ مدة للاستيلاء على متنزه الزوراء وتحويله إلى عقارات سكنية وتجارية"، كاشفة عن أنّ هذه الجهات قدمت مقترحاً "لإنشاء متنزه مشابه للزوراء في منطقة التاجي شمالي العاصمة بغداد كنوع من التعويض للمكان".
وأضافت الشديدي أنّ "لجنة الخدمات البرلمانية ترفض أي مساع أو خطط، وتحاول الاستحواذ على الزوراء الذي يعد متنفساً لسكان العاصمة والمحافظات الأخرى، وما يمثله من مكانة سياحية وترفيهية وتاريخية في العراق"
وختمت عضو لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي قولها إنّ "الاستيلاء على رئة العاصمة العراقية بغداد أمرٌ مرفوضٌ ولا يمكن قبوله وسيكون له تبعات سلبية على جمالية العاصمة، والبرلمان سيكون له موقف تجاه أي محاولة لأي جهة سياسية مهما كانت للسيطرة على متنزه الزوراء مقابل إنشاء مجمعات سكنية وتجارية عائدة لهذه الجهات".
في السياق ذاته أكد عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، وجود محاولات وصفها بـ"الكبيرة والمتكررة" من قبل جهات سياسية من أجل الاستيلاء على متنزه الزوراء، مؤكدًا أن "هذه المحاولات فشلت بعد تدخل رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي)".
وبين المطلبي أن "متنزه الزوراء باقي في موقعه الحالي، وسيتم إضافة متنزه آخر جديد في منطقة التاجي شمالي العاصمة بغداد، وتم تحويل ملكية أرض كبيرة بهذه المنطقة لأمانة العاصمة بغداد، حتى يتم إنشاء هذا المتنزه، لكن سعي هذه الجهات ما زال جارياً، وهي تعمل وتضغط من أجل تحقيق هدفها الرامي للاستيلاء على الزوراء".
وحذر من أن "تحويل متنزه الزوراء الى مجمعات سكنية وتجارية، سوف يولد كارثة بيئة خطيرة، كون المنطقة ملطفة لأجواء العاصمة، ومصدر مهم في تخفيض الاحتباس والانبعاثات. كما أن القضاء على الزوراء يقلل نسبة الأوكسجين في بغداد بشكل كبير، بعد تدمير هذه المساحة الخضراء المهمة وسط العاصمة".
وفي وقت سابق، نفت أمانة بغداد اليوم الثلاثاء، تقسيم متنزه الزوراء ومنحه لجهات سياسية.
ووفقا لبيان صادر عن الامانة ، أنه "في الوقت الذي تنفي فيه امانة بغداد هذه المعلومات الملفقة تؤكد ان رئيس الوزراء وأمين بغداد يسعيان بشكل حثيث للحفاظ على ماتبقى من مناطق (متنزهات وحدائق وتشجير) والتي تم استباحتها في السنوات السابقة بداعي مشاريع استثمارية شوهت المشهد الحضري لبغداد واخلّت بالنسب المعتمدة عالميا للمساحات الخضراء داخل المدينة".
وحسب البيان أنه بسبب استباحة المناطق الخضراء، دعا أمين بغداد "وبتوجيه من مصطفى الكاظمي مجلس الوزراء بمنع تخصيص (الحدائق-المتنزهات- التشجير) الى اية فعالية اخرى مغايرة حتى لو كانت سكنية ".