لاتعكس المستويات العلمية الحقيقية ...نتائج السادس الإعدادي: تفوق ومعدلات غير مسبوقة
4-أكتوبر-2021

أثارت المعدلات العالية “غير المسبوقة” التي ظهرت في نتائج طلبة السادس الإعدادي، لغطاً وتساؤلات كثيرة بشأن مدى قدرة الجامعات العراقية على استيعاب الأعداد “الغفيرة” من أولئك الطلاب، وخصوصاً في المجموعة الطبية والأقسام الأخرى في الهندسة والقانون وما شابه من كليات تتناسب ومعدلاتهم العالية.
تربويون انتقدوا الأسلوب الذي عالجت فيه الوزارة العام الدراسي المنصرم حيث تسبب بارتباك تقييم الكفاءة الفردية للطالب الذي يتهيأ للانتقال إلى المرحلة الجامعية، في حين أثار بعضهم الشكوك بقدرة الجامعات العراقية على استيعاب الأعداد "الغفيرة" من أولئك الطلاب المتفوقين الذين يتوقعون القبول في الكليات المرموقة ضمن المجموعتين الطبية والهندسية، وفق معدلاتهم العالية.
فحلم المجموعة الطبية قد يبدو في متناول الكثيرين، في ضوء معدلاتهم العالية غير الحقيقية، لكن الحلم سوف يتبخر عندما يعرف الطالب المجتهد المتفوق الحقيقي أن فرصته ضاعت وسط منافسة غير عادلة، من خلال الارتفاع غير المعقول في معدلات طلبة في مدارس ومحافظات كاملة وسط شبهات تقتضي التدقيق والتحقيق الفوري!
ثمة جانب آخر في القضية، إذ يشكو كثير من الطلبة المتفوقين من تراجع فرصتهم في القبول، من خلال المنافسة مع بعض الطلبة الذين يتمتعون بامتيازات تسمح لهم بالحصول على درجات إضافية!
أحد المقترحات المطروحة هو اجراء امتحان تنافسي بين الطلبة المتقدمين للمجموعة الطبية، لكي يتبين الطالب المتفوق الحقيقي من الزائف، ولا أظن أن المقترح قابل للتطبيق في ظل الظروف الحالية!
القضية ليست عابرة، ويتوجب طرحها في مجلس الوزراء ومجلس النواب، ومناقشتها بجرأة، ومكاشفة الرأي العام بوضوح حول أسبابها ونتائجها!
واستغرب المدرس المتقاعد حميد حسين من الاستخفاف بقيمة الدرجة ومعناها أفضل دول العالم لا يحصل فيها الطاب حتى على ٨٠ كمعدل لان حصوله على ٩٩ معناه انه اتفق كل العلوم والآداب واللغات.
وقال حسين، ان ما يحدث هو منهج مدبر فكيف مدارس مغلقة ودراسة عن بعد وبدون انترنت والعراق يحقق نتائج لم يحققها في أي زمان وعصر فعندما تسمع وتقرأ الاستخفاف بالمستويات الحقيقية واعطاء اسئلة سهلة فقط حفظيه وتلقينيه دون اي تدرج في المستوى فنادي على العراق بالسلام.
ويضيف الطالب حسين علي: أنا كـ طالب سادس ضد قرارات تسهيل الامتحانات، والكثير من الطلاب لا يستحقون المعدلات التي حصلوا عليها، لان الأسئلة خالية من الابتكار والتحليل، والتمييز بين المستويات العلمية. ويقول قاسم العبار: نتائج الامتحانات النهائية للصف السادس الاعدادي سابقة خطيرة يجب الانتباه إليها بوجود 5000 طالب بمعدل أكثر من 99% و 8000 الالف طالب بمعدل أكثر من 98 % في عام دراسي لم يستوفي أدنى شروط التعليم والتعلم من خلال الانقطاع التام عن الدوام في المدارس يعد سابقة يجب الوقوف عندها.
ويقول الخبير التربوي، على العيسى، ان معدلات الدرجات العالية، تزيل الفوارق بين التلميذ الذكي والمجد، والآخر الكسول، حيث المدارس تمنحهم فرصا متساوية في الحصول على المعدل الدراسي، لان الأسئلة سهلة، ومجترة. ويلاحظ بشكل واضح ان الكثير من خريجي المدارس الثانوية، والجامعات، بمستويات متدنية في مستويات الثقافة والابداع وطرائق التفكير، بسبب المنهج الخاطئ والتعليم السطحي
ويفسّر مختصّون أسباب الحصول على معدلات عالية بأعداد كبيرة غير مسبوقة لخرّيجي الثانوية للعام الحالي، على الرغم من آثار الجائحة، بأنّها "طبيعية".
محمد الرفاعي، وهو مدرّس شارك في تدقيق امتحانات الطلاب، اعتبر حصول عدد كبير من الطلاب على معدلات مرتفعة أنه "استحقاق"، نافياً أن يكون هناك أيّ تلاعب أو غش أو تهاون من أيّ جهة بحسب ما يشاع