
خاص / كل الاخبار
يحيي العراقيون الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراقي، في ظل التفاف شعبي كبير حوله، بعدما نجح في تحدي القضاء على عصابات "داعش"، الذي سيطر على مساحات واسعة من البلاد بعد العام 2014.
ومرّ الجيش العراقي بأزمات كثيرة تبعاً لمشاكل البلاد عبر الحقب الزمنية وتغيير نظام الحكم في البلاد.
وإن المعايير المطلوبة لتولي القوات العراقية زمام الأمور بالكامل، قد أكتملت بعد النصر على عصابات داعش، وأن القوات العراقية شهدت تطورا خصوصا على الصعيد التكتيكي.
ولا تدل كثرة الحروب التي خاضها الجيش العراقي منذ ١٩٨٠ حتى ٢٠٠٣ إلا على تثبيت جذور الهيمنة ، هيمنة القادة الحمقى على ارادات وقوى عسكرية لها تاريخ طويل من التدريب والتنظيم العسكري .
أعرق المؤسسات
يقول العميد الركن المتقاعد أحمد النعيمي الراوي، إن "المؤسسة العسكرية العراقية تعد واحدة من أعرق المؤسسات في المنطقة، كما أن كلية الأركان العراقية هي الأصعب والأكفأ والأكثر مهنية في تخريج القيادات العسكرية"، موضحاً أنّ "الحرب العراقية-الإيرانية التي خاضها الجيش، هي من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، والتي كانت بإرادة النظام السابق شخصا والمتمثلة بصدام حسين، وأدت إلى مقتل ما يقارب المليون شخص، وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.19 تريليون دولار أميركي، وكانت القوات المسلحة العراقية تتألف من 190 ألف جندي عام 1980".
الجيش والثورات
لم تكن المؤسسة العسكرية بمنأى عن الصراع القائم مع الوجود البريطاني ودعم الثورات والانقلابات التي قادها ضباط الجيش دون وجل، رغم سطوة المستعمر وتسلطه.
ففي عام 1936 شارك الجيش في أول انقلاب عسكري بقيادة قائد الفرقة الثانية الفريق بكر صدقي لتشكيل حكومة جديدة برئاسة حكمت سليمان.
وفي عام 1941 تمكن رشيد عالي الكيلاني بمساندة العقداء الأربعة في الجيش صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد وكامل شبيب ومحمود سلمان، من إسقاط حكومة الوصي عبد الإله وتشكيل حكومة برئاسته فيما تسمى "ثورة مايو" .
وأعاد الجيش الكرَة يوم 14 يوليو/تموز 1958 بالإطاحة بالملك فيصل الثاني بتخطيط الضابطين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، اللذين تمكنا من إزاحة الحكم الملكي القائم حينذاك.
وبعد نحو خمس سنوات كانت المحطة الأخيرة للانقلابات التي قادها الجيش في فبراير/شباط 1963 باغتيال عبد الكريم قاسم وسيطرة حزب البعث على مفاصل الدولة.
الحروب
لعب الجيش العراقي دورا محوريا في الصراع العربي الإسرائيلي بمشاركته في أول حرب عقب انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1948، فسقط العشرات من الشهداء بين صفوفه وسميت بحرب النكبة.
كما وقف الجيش العراقي إلى جانب الجيشين السوري والمصري في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، فكانت له ملاحم وبطولات فيها.
وبعد صعود صدام حسين إلى هرم السلطة في العراق عام 1979 كان بمثابة الشرارة الأولى لاحتدام الصراع الإيراني- العراقي، الجارين الأزليين ونشوب الحرب بينهما في سبتمبر/أيلول 1980.
كانت أطول حرب شهدتها المنطقة، سقط فيها عشرات الآلاف من الضحايا خلال ثماني سنوات من القتال الشرس في الجو والبحر والبر، استنزفت الحرب الضالعين فيها عسكريا واقتصاديا ومعنويا.
وإن التجاذبات الحاصلة بشأن أسعار النفط والحقول المشتركة, كانت القشة التي قصمت العلاقة بين البلدين الشقيقين وأدت إلى اجتياح العراق للكويت عام 1990.
وبعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة العراق عام 2014 بسقوط محافظات الموصل والأنبار وأجزاء من صلاح الدين وديالى , لم يثن ذلك من إصرار الجيش العراقي والحشد الشعبي من مقاتلة التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها، حيث أعلن رئيس الحكومة آنذاك حيدر العبادي في التاسع من يناير/كانون الثاني 2017 من الموصل استعادة كامل المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.