محاولات تشكيل الحكومة ترواح مكانها ... الإرهاب "ينتعش" مع استمرار الصراع السياسي في العراق
27-أكتوبر-2021

رأى مراقبون في الشأن الأمني، أن المجازر وعمليات القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء اليوم متوقعة في ظل الصراع بين القوى السياسية، وخاصة أن محاولات تشكيل الحكومة الجديدة ترواح مكانها.
ويعتقد كثير من العراقيين أن الصراع بين القوى السياسية على مواقع القوة والنفوذ يقف في الغالب وراء الهجمات التي تبدو عشوائية في أهدافها.
وشهدت محافظة ديالى هجوما إرهابيا إذ أقدم إرهابيو داعش قتل 11 شهيدا وإصابة آخرين.
وتشهد مناطق عدة في المحافظة في الأيام الأخيرة هجمات متكررة أدت إلى سقوط شهداء وجرحى من قوات الأمن والمدنيين.
وتأتي سلسلة التفجيرات والهجمات الإرهابية لتسلط الضوء مجددا على استغلال التنظيمات الإرهابية لهشاشة الوضع السياسي في العراق وضعف الخطط الأمنية.
وقالت مصادر أمنية أن "قواطع ديالى والأجهزة ألامنية هناك تشتكي من قلة التجهيز والجاهزية والمعدات والأسلحة هناك".
وأضافت أن "المحافظة تفقد بشكل التام الجهد الاستخباري فيها"، مشيرة إلى أن مجموعات مسلحة تقوم بعمليات أخرى مشابهة من أجل ما أسماه تأجيج الصراع الطائفي، وأيضا من رد فعل السكان الذين استاؤوا كثيرا بعد حادثة الاختطاف وانفلات الوضع الأمني".
وتابعت أن "السكان ينزفون يومياً، وأن مواكب الشهداء لم تتوقف أو تغب عن ديالى".
بدوره، أكد أحد الشيوخ في مدينة المقدادية، أن الهجمات المتكررة تستدعي إعادة النظر بالقوات الأمنية الموجودة في المحافظة ككل، لأن الفساد والترهل "يغلبان على كل مفاصلها".
وكشف عن وجود "مخاوف من هجرات عكسية جديدة للأهالي في حال فشل قوات الأمن في استعادة الأمن والاستقرار بعموم المحافظة بوقت سريع".
من جهته، قال الخبير الأمني أحمد الأعرجي، إن "داعش يستغل الظروف التي يمر بها العراق وينفذ نهجه الإرهابي، الذي يدفع ثمنه الشعب العراقي".
وأضاف أن مثل خروقات كهذه تعزى لوجود أكثر من قوة قد ينتحل داعش صفتها ويأتي بأشكال ومستويات مختلفة.
إلا أن مراقبين يرون أن الأمر يتعدى استغلال داعش للخواصر الأمنية الرخوة في بغداد، فالأزمة السياسية وعلى مدى السنوات الماضية غالبا ما كانت تترجم إلى وضع أمني متدهور.
وأكد الأعرجي أن وجود الخواصر الأمنية والخلايا النائمة تتسبب في وقوع الهجمات لكن العامل الأهم في وقوع الهجمات هو الأزمة السياسية والتصارع السياسي بين الأطياف السياسية.
وأضاف: "غالبا ما تعلن الأجهزة الأمنية المعنية وبعد كل سلسلة هجمات، أنها بصدد إعادة صياغة خططها الأمنية ومحاولة الاستفادة من الثغرات المتكشفة، ولكن غالبا ما تأتي الخطط الجديدة مشابهة لسابقاتها، تتفق بالتشديد على المواطن وتختلف في تحديد الأولويات الأمنية.
وتوعّد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي مرتكبي "جريمة المقدادية"، بالملاحقة قائلا: "سنطاردكم أينما فررتم داخل العراق وخارجه".
وفي سياق ذلك، طالب عدد من قادة القوى السياسية، بإجراء، تحقيق فوري في الهجوم الذي تعرضت له إحدى القرى التابعة لمدينة المقدادية في محافظة ديالى.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في بيان، إلى "عدم الانشغال بالصراعات على المقاعد البرلمانية وترك الإرهاب".