
خاص / كل الاخبار
برزت في الفترة الأخيرة عدة مؤشرات لعودة سيناريو تفجير السيارات المفخخة في العراق، ما يثير الكثير من القلق حول قدرة البلد على إعادة ترتيب أوراقه سواء على الصعيد السياسي أو الأمني، في حين يربط محللون عودة هذا السيناريو مجددا مع بدء استعدادات العراق لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وزادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيم عصابات داعش قي الفترة الأخيرة، لا سيما في مناطق (شمال بغداد) المحصورة بين محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى.
وأعادت العملية المزدوجة إلى أذهان العراقيين حقبة دموية أسهمت بشكل كبير في تحفيز الخطابات الطائفية وصعود التيارات المتطرفة التي تتبنى تلك الخطابات.
ساحة الطيران والانتخابات
ساحة الطيران ليست جديدة على التفجيرات، فالساحة التي شهدت واحدة من أكبر تصدٍّ لانتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) العراقية، التي نفذها مسلحون وقوات حكومية ضد المتظاهرين، كانت قد شهدت بشكل مستمر تفجيرات إرهابية يلمح البعض أن لها طابعاً سياسياً.
وقد استُعيدت في الأيام الماضية، تغريدة للخبير الأمني الراحل هشام الهاشمي، كان قد ألمح فيها إلى علاقة الانتخابات بتفجيرات ساحة الطيران تحديداً.
وكتب الهاشمي تغريدة في 15 يناير 2018، قال فيها، إن التفجيرات الإرهابية في ساحة الطيران خلال الفترات السابقة للانتخابات أو مفاوضات تشكيل الحكومة من 2011 إلى 2018، كان عددها 9 تفجيرات مشيراً إلى أن عدد القتلى أكثر من 158، والجرحى أكثر من 800، وأكد "مع هذا لا تدابير استباقية استخبارية ولا حذراً أمنياً ذكياً".
ويأتي هذا التفجير بعد ساعات من تحديد موعد للانتخابات المقبلة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. وهي قضية تثير استياء كثير من الأطراف، التي يرجح مراقبون أن يكون لها ارتباط بعودة العمليات الإرهابية، خصوصاً مع الاتهامات الشعبية بسعي عديد من الأطراف إلى استعادة الأجواء الطائفية قبيل الانتخابات.
ثغرات أمنية
في المقابل، يرى مراقبون أن انشغال القوات الأمنية بملف الفصائل المسلحة شغل الحكومة عن التهديد الإرهابي، الأمر الذي أتاح ربما لتنظيم "داعش" استغلال الفراغ الأمني لتنفيذ عملية كبيرة وسط بغداد.
وكانت العاصمة قد شهدت في الفترات الماضية عديداً من الخروقات في ما يتعلق بالملاحقات التي يتعرض لها ناشطون في الحراك الاحتجاجي، فضلاً عن سلسلة تفجيرات طاولت متاجر الكحول والنوادي الليلية.
في السياق، يرى الكاتب هشام محمد أن "تراكمات الوضع السياسي الذي انعكس على العسكر، إضافة إلى التراخي في قضية ضبط الأمن، أسهما بشكل واضح في تحفيز التنظيم الإرهابي على القيام بعملياته وسط العاصمة".
ولعل انشغال الفصائل المسلحة في ملاحقات ناشطي الحركة الاحتجاجية، بحسب محمد، ربما يكون قد أسهم إلى حد ما "في إحداث تلك الثغرات الأمنية التي يفترض بتلك الفصائل أن تكون فاعلة في الحد منها".
وفي شأن المخاوف من عودة الخطاب الطائفي في العراق، يشير محمد إلى أن هذا الخطاب "موجه بالدرجة الأولى بالضد من متبنيات انتفاضة أكتوبر"، ويهدف إلى "العودة للشرعية الفصائلية"، مبيناً أن "الفصائل استغلت هذا التفجير في محاولة لإعادة تشكيل خطوط الفصل والالتقاء اجتماعياً، الأمر الذي ربما يعيدها إلى الواجهة بقوة مرة أخرى".