
بقلم :- سمير عبيد
#هل فهمتم الرسالة السعودية !؟
عندما اعتذرت السعودية بتوقيت مفصلي ودقيق عّن أستقبال الوفد العراقي الذي انهى تجهيز حقائبه للسفر الى الرياض برئاسة رئيس حكومة العراق والذي كان متفائلا ليُسجل سبق "تكتيكي ودعائي وبطولي خاص" بأنه زار السعودية قبل إيران. واذا يتفاجأ بنزول وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في بغداد .من هنا أستغلتها الحكومة السعودية مباشرة وقامت بالاعتذار عّن استقبال الوفد العراقي بحجة وعكة ألّمت بالملك سلمان بن عبد العزيز.
ولكن في اليوم التالي ظهر الملك وهو يرأس اجتماعاً دورياً للمجلس الوزاري الحكومي في السعودية!!!.فالجواب :- تعمدت السعودية ذلك لكي تُعلم بغداد بأن هناك متغيرات جديدة في السياسة السعودية تجاه العراق، وتجاه رئيس حكومة العراق بالذات !!!.
فكانت رسالة سعودية كبيرة بمعناها للعراق كدولة ،والى الحكومة ورئيسها ، والى الساسة الشيعة.ولكنها كانت رسالة خاصة ومباشرة الى الساسة "السنة" في العراق وباعتبارها توجيها سعوديا لهم للشروع في مرحلة جديدة وهي دخول العراق في الحالة اللبنانية ودخول السنة العراقيين في الحالة الحريرية وحالة طرابلس في لبنان اي ان مرجعيتهم الرياض !!!.
———-
#لماذا هي رسالة سعودية الى الساسة السنة العراقيين !؟
الجواب :-
السعودية وعندما قررت أرجاء زيارة الوفد العراقي الى الرياض أرادت تسجيل مايلي :-
١-أرادت السعودية تسجيل بداية تأسيس مرحلة ( المناصفة) مع إيران في العراق على غرار مافعلته في لبنان لسنين طويلة ..وخصوصا عندما تنامى شيعة لبنان سياسيا ودخلوا على اتفاق " الطائف" بقوة. ففتحوا بوابة لبنان لإيران فشاركت ايران السعودية المهيمنة في حينها على القرار اللبناني !.
٢- أرادت السعودية الشروع بتسجيل حالة جديدة في العراق مثلما فعلت في لبنان من قبل . بحيث ارادت ارسال رسالة أن ( القرار السني ) في العراق باتت مرجعيته في الرياض ،ومعهم بعض الشيعة الذين يوالون الرياض والخليج على شاكلة ( بعض شيعة لبنان ) وهم مجموعة سماحة السيد الأمين، ومجموعة النائب باسم السبع ومن معهم !.
٣- ارادت السعودية اعلام ايران والشيعة العراقيين بأن ( الحالة السنية بقيادة ال حريري ومدينة طرابلس وغيرها في لبنان ) قد بدأت في العراق وان ( السنة ) باتوا بمثابة الحالة الحريرية في العراق، وباتت الانبار طرابلس العراق وهكذا !.
٤- ارادت السعودية تسجيل الشروع بِما ورد في النقاط اعلاه ليكون له صدى و ( أكشن) فأستغلت الزيارة المقررة لرئيس حكومة العراق للسعودية فقررت أرجائها الى أشعار آخر لكي تأخذ صدى أكبر اولا ...ولكي يستغلها السنة العراقيين بالاعلان عّن النقد والمشاكسة !!!.
#وبالفعل لم تحدث الزيارة ..ومضى رئيس الحكومة بزيارة إيران .وسجلت الاخيرة اي أيران اهدافا كبيرة ومهمة ( سياسية ودبلوماسية واقتصادية ونفسية) في ملعب رئيس حكومة العراق، وفِي ملعب العراق وفِي ملعب الرئيس ترامب حصريا . بحيث جاءت النتائج مفاجأة لجميع خصوم ايران في العراق وفِي الخليج والمنطقة.ونسفت جميع وعود التغيير في العراق!.
٥- من هنا وعلى ما يبدو أوعزت السعودية الى ( سنة السلطة في العراق ) ليباشروا في التصعيد ضد رئيس الحكومة وضد السياسة الجديدة في العراق!!!!.
وبالفعل باشر على سبيل المثال ( النائب محمد الكربولي ) بذلك وبكلمات قاسية وتهديد ووعيد لرئيس الحكومة ولرئيس مكتبه من خلال قناة العهد الفضائية ... وألمح الكربولي بأنها هي مواقف سنية جديدة وقادمة .واتهم رئيس الحكومة بعدم الايفاء بالوعود التي قطعها للسنة، وسوف لن يستمر الدعم السني له !!.
———-
#فالعراق أمام مفترق جديد !!.
نتوقع قدوم أزمة سياسية، وربما أزمات قادمة في الايام المقبلة وربما سيعود التأجيج في الشارع من جديد ( وهذا سر بقاء الخيام وبعض المجاميع في الساحات في بغداد والمحافظات وعلى الرغم من الحر الشديد) !!.
ولكن السؤال المهم ؛-،
•هل ستستمر الأمارات الى جانب السعودية في تأجيج الداخل العراقي مثلما كانت من قبل ..بعد تقارب الأمارات اخيرا مع أيران !؟
•وهل سيقبل ( شيعة السلطة ) بالمناصفة في العراق علناً.. بحيث يكون القرار السني في الرياض، ويبقى القرار الشيعي في طهران!؟
•وهل سيتمكن ( شيعة السلطة) الذين خرجوا من معسكر طهران والتحقوا بمعسكر الرياض من العمل بحرية والتأثير في القرار الشعي وفِي الانتخابات القادمة !؟
•هل سيتمكن رئيس الحكومة من الأستمرار والصمود واحتواء تلك المتغيرات ...أم ان هناك متغيرات قادمة وسوف تقلب الطاولة ...ولمصلحة من !؟
———
#الخلاصة :-
فالعراق أمام مفترق طرق ...وكلما اقترب موعد حسم موضوع (تمديد حظر بيع السلاح لايران) في شهر اكتوبر القادم ٢٠٢٠ فسوف تكون هناك متغيرات كبيرة وستشمل العراق ..!!!.
وفِي حالة رفع حظر التمديد والسماح لايران بشراء الاسلحة .فسوف تترطب الامور وتنعكس على العراق الذي ستنشغل عنه الادارة الاميركية في الحملة الانتخابية في ٣ نوفمبر ٢٠٢٠ لتعود ايران مؤثره فيه من جديد!!.