
بغداد / كل الاخبار
برنامج "هموم الناس" من تلفزيون "العراقية" في شبكة الاعلام العراقي، بتحقيق إسمه فعلا، من حيث ردم الفجوة بين المواطنين والمسؤول؛ بسلاسة لا تؤلب الرأي العام وتؤشر الخلل في الوقت نفسه.
إذن برنامج "هموم الناس" يتحرك بمرونة إعلامية راقية؛ لتقديم خدمة وطنية، في إستقصاء معاناة الناس، ووضعها أمام أصحاب القرار الرسمي؛ مع مفاتيح الحل! فـ "إشينكره" منه كي يتم إقافه!؟
لم يسئ فائق العقابي لرموز الدولة أو أحد المسؤولين البارزين، ولم يثر قضية بطريقة تستفز الرأي العام.. بوجهيه الشعبي والرسمي، فلماذا تستغني "العراقية" عن خدماته؟ وهو لم يحرج شبكة الاعلام العراقي، أمام الحكومة.. لا السابقة ولا اللاحقة، إنما بالعكس.. حقق رضا من جميع الحكومات لحسن أدائه، في تغطية عناء الشارع.
من أجل صالح "العراقية" إعادة برنامج "هموم الناس" فورا من دون تردد، وبثه في وقت الذروة؛ كي تستعيد مشاهديها الذين إنفرطوا من حولها الى قنوات تشعر بهم وتتحسس همومهم وتقدمها بطرق جمالية مشوقة، فلتنوع العراقية ولن تجد تنويعا أفضل من فائق العقابي في "هموم الناس" إذا أرادت منافسة القنوات التي سبقتها الى مشاهدين لم يعودوا يبالون ببرامجها المستهلكة وطرق أدائها ومناهج التنسيق غير الجاذبة.. بل المنفرة.
فائق العقابي، في برنامج "هموم الناس" إنموذج طيب للاعلام الوطني الذي يقف على مسافة مثالية من الجميع.. لا ينحاز الا للوطن، من خلال صوت الكادحين الذين ينقل معانتهم بحوار هادئ يمتص إنفعالات المظلومين ويقدمها لمن يظنونهم ظالمين، من دون إساءة؛ درءا لما يمكن ان يصعد من قلق العراق الذي تهرأت أشرعته في رياح السياسات العاصفة.. فلتساعد "العراقية" في التهدئة من خلال برنامج منتقى بمهنية فائقة، مثل "هموم الناس".