
كل الاخبار / خاص
تصدر وسم "انقلاب تموز الأسود"، ترند العراق في موقع تويتر، في ذكرى أحداث 14 تموز 1958.
ويختلف العراقيون فيما بينهم بتقييم هذا التحول فمنهم من يرى أن هذا اليوم هو ثورة ضد الاستبداد والظلم والخضوع للاستعمار البريطاني وهو تحول وطني كبير انطلق من رحم الوطن على يد قادة وطنيين والقسم الاخر يعده انقلابا عسكريا على الشرعية الملكية والديمقراطية السائدة حينذاك وهو نكسة ألمت بالدولة العراقية بعد أن انطلقت في خطى متصاعدة كانت أوجها في الخمسينات.
وبعض العراقيين يعدون الثورة سبب البلاء والخراب الذي حل بالعراق بسبب ما تعرضت له العائلة المالكة من قتل غير مبرر، وأنها فتحت باب من أبواب الجحيم على العراق.
فلم يجتاز العراق حواجز التخلف وبناء ذلك الوطن الموعود الذي تتحقق فيه التنمية والتطور في ظل وجود ثروات كبيرة لم تتم الاستفادة منها إلا في الخراب والتدمير والنهب والسرقة، في ذلك الصباح الساخن الأغبر خرج ثلة من البائسين من العسكر وقد ارتدوا لباس الغدر ونكثوا بالقسم وأدخلوا العراق في أنفاق الموت والدمار والتشتت تحت صهيل شعارات خادعة من العزة والكرامة والوحدة العربية!.
ويقول المواطن (سـ، عـ) أن "يوم 14 تموز هو اليوم الأسود في العراق، وأن الملكية كانت أم الفقراء".
ويقول الكاتب والصحفي علي جاسم السواد لـ (كل الاخبار) إن "النظر الثاقبة والاكثر صدقا لفهم اللغط الذي يحيط بثورة 14 تموز 1958 يكمن في استدراك معمق للمذكرات التي نشرها أغلب أعضاء اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار والتي يفترض ان تكون أصدق الشهادات المقدّمة عن الثورة وما سبقها، وتعطي أجوبة مهمة، إلا أن بعض تلك المذكرات خضعت لشروط الزمان والمكان، إذ إن بعض الضباط حين نشروا مذكراتهم والتي تضمنت معلومات عديدة وتفاصيل دقيقة عن عمل اللجنة العليا، نجدهم عندما أعادوا نشر المذكرات نفسها في مرحلة زمنية أخرى قد غيروا كثيرا من الحقائق فتضمنت المذكرات اختلافات عديدة، وهو ما يجعل الباحث أو القارئ يواصل بحثه وتنقيبه في أقبية التاريخ للوصول إلى حقيقة ما جرى يوم 14 تموز 1958، وما سبقه من مراحل تأسيس حركة الضباط الأحرار، والخيانات التي تعرضوا لها والتحديات التي واجهتهم.
وحسب قراءتي ودراستي المفصلية للثورة ومن خلال كتابي الذي اصدرته العام الماضي بعنوان (القائد المجهول لثورة 14 تموز 1958) حددت العديد من الاجوبة التاريخية المهمة التي ظلت ملازمة الثورة طيلت العقود الماضية، وابرز هذه التساؤولات هي هل ما حدث يوم 14 تموز هو ثورة عراقية استدعتها الظروف التاريخية ام انها انقلاب عسكري ومغامرة من بعض الضباط؟ وكذلك هل قتل العائلة الملكية كان ضمن ادبيات اللجنة العليا للضباط الاحرار ام انها اجراء شخصي وتصرف فردي من قبل بعض الضباط ومن دون الرجوعة الى الزعيم؟ اضافة الى تساؤولات اخرى منها هل النتائج التي مرت على العراق لاحقا هي نتيجة حتمي لحكم العسكر ام انها متغيرات طرحتها الصراعات الحزبية والعسكرية لبع الضباط؟ الى جاب اسئلة عديدة، لكن في واقع الحال وحسب ما تم توثيقه بموضوعية وقراءة مستفيضة لواقع العراق السياسية والاقتصادي والاجتماعي ابان الحكم الملكي وبالاستناد الى وثائق وشهادات من شخصيات محسوبة على النظام الملكي مثل عبد الكريم الارزي وفاضل لجمالي يتبن ان ما حدث في 14 تموز هو ثورة وطنية حقيقية عكست رغبة المواطن العراقي في العيش الكريم واللاص من العبودية، وفعلا ان متابعة مسار الثورة خلال حكم الزعيم تثبت ان العارق شهد تطور كبير على المستوى العمراني والاجتماعي ام جريمة قتل العائلة الملكي والتي حالت الاقلام المحسوبة على الانظمة التي جاءت بعد اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم بالصاقها بالثورة فان شهادة عبد السلام عارف في محكمة الشعب والموثقة في الجزء الخامس من كتاب (محكمة الشعب) الذي يعد اصدق وثيقة يمتلكها العراق حاليا، تؤكد بما لايقبل الشك اوحسب اعتراف عبد السلام بان قتل العائلة الملكية تم على يد ضباط تابعين لعبد السلام عارف واخذوا توجيهاتهم منه شخصيا وان الزعيم استاء من هذا السلوك، وكان قتل العائلة الملكية هي هو بداية الخلاف الفعلي بين الزعيم وعبد السلام.
ان ثورة 14 تموز وحسب رأي الشخصية كانت ناصعة ونزيهة ووطنية لكن بعض الاخطاء التي ارتكبت وهي طبيعية في اي حركة فتية للاس فتم استغلالها بشكل كبير لاحباط هذا المشروع الوطني وتحويله الى نظام وحشي افقد العراق كل قيمه، ولا يمكن تحميل ثورة 14 تموز الاخطاء التي ارتكبت بعد انقلاب شباط 1963 لان لكل زمان رجاله وافعاله.