إعلان فشل جميع المبادرات ... الصدر لا يريد بحث الأزمة السياسية قبل انتهاء مهلته ويرفض حراكاً إيرانياً
2-يونيو-2022

مع انقضاء نصف المهلة الأخيرة التي منحها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لخصومه السياسيين لتشكيل الحكومة، والبالغة شهر واحد قال إنه سيتخذ خلالها دور "المعارضة الوطنية"، لا يبدو أن هناك أي تغييرات أو بوادر حلحلة للأزمة السياسية العراقية، ويتعزّز هذا الاعتقاد بعد تسريبات جديدة أشارت إلى استباق الصدر حراك إيراني جديد، بإبلاغ مقربين منه اعتذاره عن استقبال أحد، قبل نهاية مهلة الشهر التي من المفترض أن تنتهي في 15/حزيران الحالي.
وأعلن الصدر في بيان له في 15 أيار الماضي "التحول إلى المعارضة الوطنية لمدة لا تقل عن ثلاثين يوماً". وأشار إلى أنه في حال "نجحت الأطراف والكتل البرلمانية، بما فيها من تشرفنا في التحالف معها، (القوى العربية السنية والكردية) بتشكيل الحكومة فبها ونعمت، وإلا فلنا قرار آخر نعلنه في حينها".
وأكد مصدر مقرب من التيار الصدري، أن "الصدر استبق حراك إيراني، يقف خلفه السفير الإيراني الجديد محمد آل صادق، بإبلاغ مكتبه الاعتذار عن عدم مقابلة الشخصيات التي ترغب في بحث الأزمة السياسية".
وأضاف أن "الهيئة السياسية للتيار الصدري برئاسة حسن العذاري، لم تجر أي مفاوضات أو لقاءات في الأسبوعين الماضيين، بعد إبلاغها كل الأطراف السياسية، تمسّك الصدر بخيار حكومة الأغلبية الوطنية، ورفض مصادرة حق تشكيل الحكومة من التيار الصدري".
وحول ما بعد انتهاء المهلة المتبقي عليها 15 يوماً، قال المصدر ذاته إنه "سيكون هناك تحرك جديد للتيار الصدري تجاه أطراف سياسية مختلفة لتقديم رؤيته في تشكيل الحكومة الجديدة، وسبب إصراره على عدم تكرار خلطة العطار التي شكلت 7 حكومات سابقاً ولم تزد العراقيين غير البؤس"، على حد تعبيره.
واعتبر المصدر أن "استمرار تعذر تشكيل الحكومة بشكلها الذي يُصرّ عليه التيار الصدري، يجعل من مسألة حل البرلمان والذهاب لانتخابات جديدة أو منح حكومة مصطفى الكاظمي بعض الصلاحيات لتسيير أمور البلاد خيارات مطروحة".
وتعليقاً على ذلك، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم، إن "جميع المبادرات السابقة لحل الأزمة فشلت وصارت من الماضي، وحالياً لا حل في الأفق للأزمة".
وأضاف أن "الثابت هو تماسك تحالف إنقاذ وطن، بين الصدريين والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، ورفض الطرفين الأخيرين الذهاب لتشكيل حكومة مع الإطار التنسيقي بدون وجود التيار الصدري".
وتحدث عبد الكريم عن "حراك في إقليم كردستان لحل الخلاف داخل البيت الكردي بين الحزبين الرئيسين (الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني) على منصب رئاسة الجمهورية". واعتبر أنه "في حال تم التوصل إلى حل حاسم في هذا الشأن، فإنه من المرجح أن ينعكس ذلك إيجاباً على المشهد السياسي في بغداد".
وكشف عبد الكريم أنه "خلال الفترة الماضية، عُرضت علينا الكثير من الإغراءات من أجل ترك التيار الصدري ورفضناها جميعها، كما تعرضنا لتهديدات وضغوط عديدة للتراجع عن دعم الصدر أو فسخ التحالف معه".