استهداف الأبراج يؤثر على التجهيز ... وزارة الكهرباء: أكثر من 18 ألف (ميكا واط) توليد الطاقة في العراق لهذا العام
23-يونيو-2021

للأسبوع الرابع على التوالي تتواصل في مناطق شمال وشرق العراق الهجمات التي تستهدف أبراج نقل الكهرباء، مخلفة خسائر مادية كبيرة وانقطاعات استغرق بعضها عدة أيام قبل تمكن فرق فنية من إعادة نصب الأبراج ومد الأسلاك مجدداً، بينما تحولت هذه الهجمات إلى أزمة جديدة تواجه حكومة مصطفى الكاظمي، الذي تعهد ببذل جهود كبيرة لتأمين القدر المناسب من الكهرباء خلال موسم الصيف الذي بدأت درجات الحرارة تصل فيه إلى الخمسين درجة مئوية.
أعلنت وزارة الكهرباء عن تجهيز الجانب الإيراني للعراق بالغاز بنحو نصف الكمية المتعاقد عليها لافتة إلى وعود بزيادة التجهيز خلال هذه الفترة وصولا إلى الكمية المتفق عليها وهي 50 مليون متر مكعب قياسي خلال هذا الصيف.
وقال وزير الكهرباء ماجد حنتوش الإمارة إن تجهيز طهران تلك الكمية من الغاز للعراق يأتي بعد الإيفاء بجزء من المستحقات المالية للجانب الإيراني المتربتة بذمة بغداد عن تجهيز الغاز.
كما أشار الإمارة إلى بلوغ توليد الطاقة في العراق خلال هذا العام 18 ألف و 612 ميكا واط وهو ما يؤشر زيادة في الإنتاج مقارنة بالعام الماضي رغم المشاكل المتعلقة بتوفير وقود الغاز للمحطات، معرباً عن أمله بالوصول إلى الحجم المخطط له من إنتاج الطاقة والبالغ 21 ميكا واط خلال فصل الصيف.
وأضاف أن إنتاج الطاقة الكهربائية في محافظات الجنوب (البصرة وميسان وذي قار والمثنى) يبلغ في الوقت الحاضر 4 آلاف و 500 ميكا واط فيما تسعى الوزارة لأن يفوق الإنتاج الخمسة آلاف ميكا أو خمسة آلاف و 500 ميكا واط.
من جانب آخر أفاد وزير الكهرباء بأن الأبراج التي تتعرض للاستهداف بعبوات ناسفة تتعرض لتلف تام ويتم معالجتها بأبراج طوارئ تنصب خلال أيام وهو أمر غير صحيح كون تلك أبراج الطوارئ لاتتحمل الظروف الجوية القاسية للعراق وهو ما يؤثر على استقرار المنظومة الكهربائية.
ووفقا لمصادر في وزارتي الكهرباء والداخلية، لكل الأخبار، فإن الهجمات التي شهدتها منظومة الطاقة في الأسابيع الأربعة الماضية، بلغت أكثر من 30 هجوماً، استهدفت أبراج نقل الكهرباء ومحطات تحويل طاقة صغيرة تسببت بخسائر مالية وهدر كبير في الطاقة إضافة إلى قطع الكهرباء عن مدن كاملة وتتطلب إعادتها من يوم إلى ثلاثة أيام.
وقال الخبير بالشأن الأمني العراقي أحمد النعيمي إن هجمات التنظيم على قطاع الكهرباء تهدف لتأزيم موقف الحكومة وإثارة الشارع إضافة إلى إرباك المشهد الأمني في تلك المناطق، مضيفا، أن "هناك أيضا هجمات تنفذ على قطاع الكهرباء في غرب البلاد قد ترجع إلى صراع متنفذين على عقود تأهيل وحماية، وتقف خلفها عمليات تخريب ومافيا، لكن بالنسبة لهجمات ديالى وصلاح الدين وكركوك فتبدو بصمات تنظيم داعش واضحة فيها".
من جهته، قال الخبير الاقتصادي مهدي عبيد الخفاجي، "يبدو أن تنظيم داعش بات يضرب على وتر حساس بالنسبة للسلطات العراقية، وهو وتر الخدمات والحرب الاقتصادية على العراقيين، ولذلك فإن معظم الهجمات على خطوط الطاقة أدت إلى التأثير على ساعات التجهيز في بغداد وبقية المحافظات الشمالية والغربية، كما أن استهداف الأبراج سيؤثر على البنى التحتية لمنظومة الطاقة".
من جهته، وجّه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بحماية أبراج الطاقة الكهربائية، فيما بيّن أن الحكومة الحالية وصلت إلى مرحلة جيدة من إنتاج الطاقة الكهربائية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ترأس اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، جرى خلاله بحث مستجدات الاوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن مناقشة القضايا والموضوعات المدرجة في جدول الأعمال"، لافتا الى أن "الكاظمي أشار في مستهل الاجتماع الى الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الامنية بمختلف صنوفها، لبسط الامن والاستقرار ومحاربة الارهاب وملاحقة العصابات الاجرامية التي تحاول زعزعة الامن في البلاد".
وبيّن الكاظمي وفقا للبيان، أن "هناك من يحاول أن يصنع اليأس والاحباط في نفوس المواطنين لغايات معينة"، مؤكدا أن "للمواطنين متطلبات حقة وواجبنا توفيرها مع وجود تحديات كبيرة تواجه بلدنا لكننا نعمل بكل طاقتنا لتذليل هذه التحديات وتأمين احتياجات المواطنين"، مؤكدا أن "الحكومة الحالية وصلت الى مرحلة جيدة من انتاج الطاقة الكهربائية، لكن هناك استهدافات متكررة ومقصودة لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات، تؤثر في ساعات تزويد المناطق بالطاقة وتفاقم من معاناة المواطنين، ووجه القائد العام للقوات المسلحة كل قيادات العمليات والاجهزة الاستخبارية بمعالجة هذه الاستهدافات وحماية ابراج الطاقة وملاحقة الجماعات الاجرامية".