الانشغال بالصراع السياسي ... داعش يربك المشهد الأمني في العراق بتكتيك جديد
24-أغسطس-2021

أثارت الاعتداءات الإرهابية لتنظيم "داعش"، في عدد من المدن والمحافظات العراقية، ومنها ضواحي العاصمة بغداد، والتي أوقعت قتلى وجرحى من قوات الأمن والمدنيين، مخاوف من نشاط متزايد للتنظيم، بالتزامن مع ما تشهده البلاد من أزمات سياسية وخدمية مختلفة
وفي الساعات الماضية، سجلت عدة مناطق عراقية عدداً من الهجمات الإرهابية لبقايا تنظيم "داعش"، أبرزها في الأنبار وكركوك وديالى وجنوب غربي بغداد، تسببت بمقتل وإصابة عدد من أفراد الأمن والمواطنين إثر هجمات مسلّحة وأخرى بعبوات ناسفة استهدفت عربات تقلّ عناصر أمن.
وتصدرت كركوك وديالى والأنبار إضافة لحزام بغداد، قائمة مناطق العراق الأكثر تعرضاً للاعتداءات الإرهابية أخيراً، في وقت تواصل فيه قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، عمليات واسعة النطاق لاحتواء مخاطر وتهديدات جيوب التنظيم.
ويرى مراقبون، خطورة الصراعات السياسية على الملف الأمني، وعدم اتخاذ إجراءات فاعلة للحد من نشاط التنظيم الإرهابي، يدلان على أن هناك إهمالاً حكومياً بالملف الأمني مقابل الانشغال بالصراع السياسي، مما سيحقق مكاسب للتنظيم، وهو ما حدث أيضاً على صعيد بدء التنظيم مرحلة جديدة، وهي زرع العبوات الناسفة في سيارات الركاب. وهذا تطور خطير آخر"، لافتاً إلى أن "ذلك يدل على أن التنظيم بات قادراً على الوصول إلى مناطق داخل العاصمة، بعد أن حصل على إمكانيات مادية وقدرات تنظيمية، الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز البعد الاستخباري بالدرجة الأولى".
وأكد مسؤول أمني أن "التنظيم يسعى لتنفيذ هجمات في مناطق مختلفة، سعياً لإرباك المشهد الأمني، والايحاء بأنه ينتشر أو ينشط بأكثر من مكان ومنطقة".
القوات الأمنية لديها خطط للمواجهة، واستطاعت إحباط العديد من الهجمات، لكن تبقى الهجمات مؤشراً على أن التنظيم لديه مركزية في تلك الهجمات، ولم يعد عمله عشوائياً كما كان في العامين الماضيين، وقد يسعى بالأسابيع المقبلة لتنفيذ عمليات تستهدف في محصلتها التشويش على الانتخابات البرلمانية المرتقبة".
وأشار إلى أن "القيادات الأمنية مستمرة باجتماعها وبتحديث خطط المواجهة مع عناصر التنظيم، لإنهاء تحركاته".
ودعا عضو لجنة الأمن البرلمانية النائب بدر الزيادي إلى تعاون المواطنين والعشائر مع الأجهزة الأمنية لإنهاء تحركات التنظيم، " إن "خطط صدّ الهجمات لا تكفي لإنهاء تحركات التنظيم، ونحن بحاجة إلى تعزيز تعاون المواطن والعشائر لإنهاء تحركات التنظيم وأعماله التخريبية. التنظيم مستمر بأعماله بعدد من المحافظات، الأمر الذي يحتم وضع خطط جديدة للمواجهة لتحقيق الاستقرار الأمني".
وبخصوص تأثير تلك التحركات على العملية الانتخابية المرتقبة في البلاد، قال: "نحن في لجنة الأمن البرلمانية استدعينا اللجنة الأمنية المشرفة على أمن الانتخابات للوقوف على قدرتها بضبط الأمن في المحافظات العراقية في ظل ظرف كهذا"، مضيفاً: "لا أعتقد أن تنظيم "داعش" لديه القدرة اليوم على تنفيذ أعمال كبيرة تؤثر على البلد، لكن بالتأكيد التنظيم لديه جذور وخلايا نائمة تتحرك هنا وهناك".
وتأتي زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى قضاء الطارمية بعد أيام من قيام تنظيم «داعش» بمهاجمة أحد ألوية الحشد الشعبي في المنطقة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات بين قتيل وجريح بينهم معاون آمر فوج، كما تأتي قبل أيام من انعقاد قمة بغداد لدول الجوار الإقليمي، وهو ما يتطلب توفير أقصى درجات الأمن للقمة.
وفي هذا السياق، أطلق الكاظمي ومن الطارمية عملية عسكرية للقضاء على خلايا تنظيم «داعش» في منطقة الطارمية شمال العاصمة بغداد. وقال الكاظمي، خلال زيارته قيادة العمليات العسكرية في الطارمية، إن «مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية يجب أن يشارك فيها الجميع، والقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه يحتاج إلى عزيمة وقوة منكم، وأيضاً من خلال التعاون بين الدولة والمواطن»، مشدداً على أنه «علينا إعادة الخطط الأمنية الموضوعة لمواجهة الخلايا النائمة، ومنع تكرار أي خروقات، وسيتم حشد قوات إضافية».