التصعيد جاء بعد هذا الأمر...أحداث الجمعة تقطع رسم ملامح التحالفات المقبلة.. الإطار التنسيقي يحاول كسب الوقت
6-نوفمبر-2021

فوجئ الوسط السياسي بزيارة لم تكن متوقعة لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى العاصمة بغداد، بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان تصدر الكتلة الصدرية نتائج الانتخابات التي أجريت في 10 تشرين الأول الماضي، بحصولها على 73 مقعداً من أصل 329 مقعداً في البرلمان.
والتقى السيد الصدر في العاصمة رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، في أول لقاء له مع شخصية سياسية بعد انتهاء الانتخابات، ثم التقى رئيس تيار "الحكمة" السيد عمار الحكيم، الذي عمل في الأيام الأخيرة وسيطاً للتهدئة بين الصدريين والإطار التنسيقي".
وتزامنت زيارة السيد الصدر إلى بغداد مع تصعيد القوى المعترضة على نتائج الانتخابات لاحتجاجاتها، إذ شهد يوم الجمعة الماضي صدامات بين قوات الأمن المتظاهرين المعترضين على نتائج الانتخابات قرب بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، ما اضطر الصدر إلى قطع زيارته إلى بغداد، بحسب ما أكد صالح محمد العراقي المقرّب من الصدر، الذي قال في تدوينة على موقع "تويتر" إن الصدر قطع زيارته للعاصمة بغداد، استنكاراً لما يحدث من عنف غير مبرر، ومن إضعاف متعمد للدولة، داعياً أنصار التيار إلى الهدوء وضبط النفس.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة في بغداد، لكل الأخبار، أن لقاءات الصدريين تهدف إلى رسم ملامح التحالفات المقبلة، أن الكتلة الصدرية تريد التفاهم مع القوى الكبيرة الفائزة مثل "تقدم" و"الديمقراطي الكردستاني"، لضمان تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى عند انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، لضمان تكليفها بترشيح رئيس الحكومة.
ولفتت إلى وجود رغبة لدى "التيار الصدري" في الانفتاح على بقية القوى التي تمتلك مقاعد برلمانية من أجل الوصول إلى الأغلبية البرلمانية (النصف زائد واحد) التي يمكن أن تضمن تمرير الحكومة الجديدة.
وأضافت أن "التصعيد جاء بعد إبلاغ رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس حركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، فضلا رئيس تحالف الفتح هادي العامري بأنهم بعيدين عن التحالف مع التيار الصدري في المرحلة المقبلة لتشكيل الحكومة، ولا من ضمن جدول زيارة السيد إلى بغداد".
وتابعت أن "زيارة الصدر لبغداد واختياره شخصيات محددة للقاء بها، هي "رسالة للأطراف إلى الإطار التنسيقي، بأنه قادر على تشكيل حكومة عابرة للطوائف".
وأكدت أن "توجه التيار الصدري الحالي هو التوصل لتفاهمات واسعة مع الطرف السنّي، المتمثل بتحالف (تقدم) بزعامة محمد الحلبوسي، والكردي المتمثل بالحزب الديمقراطي بزعامة مسعود البارزاني".
من جهته، عدّ مراقبون أن "الأسابيع الماضية شهدت تشنجاً بالغاً على مستوى الحوارات بين الكيانات السياسية، ويمكن اعتبار أنها وصلت إلى بابٍ موصد، بسبب الكتل التي رفضت نتائج الانتخابات مع شعور القوى الخاسرة، تحديداً قوى تحالف (الفتح)، بأنها أمام مشاريع دولية لإقصائها، بالتالي، سعى الصدر إلى المباشرة بالحوارات بنفسه في سبيل التوصل إلى تحالف يضم تياره مع تحالف (تقدم) والحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو مشروع التحالف الطولي".
وإن الصدر زجّ بصقوره للتفاوض مع الأكراد، فيما اتجه بنفسه إلى الأطراف الشيعية والسنية، لأنه يشعر بضرورة إنهاء الأزمة التي تسببت بها قوى الإطار التنسيقي، ويبدو أن المصادقة على نتائج الانتخابات وتحديد موعد الجلسة البرلمانية الأولى لتشكيل الحكومة، كلها ملفات سيطول حسمها".