الدولتان تسوقان "أسبابا واهية" هل يسهم نشر القوات العراقية على الحدود في ردع الهجمات التركية والإيرانية؟
26-نوفمبر-2022

ردود فعل متباينة أثيرت في العراق حول قرار الحكومة نشر القوات العراقية على الحدود مع تركيا وإيران، وسط تساؤلات عن مدى جدوى هذا القرار في ردع ووقف الهجمات التركية والإيرانية على أراضي البلاد، التي تبررها كل من أنقرة وطهران بملاحقة “عناصر مسلحة وإرهابية”.
ويرى خبراء أن وجود القوات المسلحة العراقية على الحدود سيزيل الذريعة التي تستخدم لقصف المناطق العراقية، لكن يقول آخرون إن نشر القوات على المعابر الحدودية في إقليم كردستان لن يردع تركيا أو إيران، اللتان تحاولان تصريف مشاكلهما الداخلية في العراق.
ويقول فريق ثالث إن تركيا وإيران تسوقان أسباب واهية حول احتضان العراق للمعارضة، وإن التدخل الأمريكي في العراق جعل الهويات القومية والطائفية تنشط على حساب الهوية الوطنية بصورة أضعفت الدولة العراقية.
المشاكل الداخلية أضعفت العراق
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي كامل الدليمي إن ما تقوم به تركيا وإيران هو تجاوز يجب أن يوضع حدا له على المستوى الدولي، وعلى العراق أن يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لوضع حد إلى هذه الانتهاكات.
وتابع الدليمي: “تم انتهاك علاقات حسن الجوار وانتهاك سيادة العراق، المشاكل الداخلية أضعفت العراق كدولة، لكنه سينهض من جديد وعلى الدول المجاورة أن تراعي علاقات حسن الجوار لتساعد الدول التي تعاني من مشاكل على النهوض وترميم بنائها من جديد”.
وأوضح أن تركيا وإيران تسوقان “أسبابا واهية” حول احتضان العراق للمعارضة، مشيرا إلى أنه من المفترض احترام سيادة الدولة العراقية، وأن تجلسا على طاولة التفاوض للحد من هذه الانتهاكات وللتفاوض مع معارضيهم الموجودين في العراق.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي إنه في السابق كانت إيران تحتضن معارضة عراقية وكان العراق يحتضن معارضة إيرانية، مضيفا: “لكن لم تتجرأ إيران على ضرب العراق ولم يتجرأ العراق على ضرب إيران، عندما كانت الدولتان متكافئتين”.
الهوية الوطنية العراقية
وتابع: “لكن التدخل الأمريكي السافر الذي يتم بصورة دائمة في الشأن العراقي، حول العراق إلى كنتونات طائفية وقومية، جعلت الهوية الوطنية العراقية في سبات، بينما نشطت الهويات الطائفية وهو ما أثر سلبيا على الوضع العام للدولة”.
واستطرد: “العراق سينهض وسيعود كما كان، وعلى دول الجوار أن تتعامل على مستوى المسؤولية فيما يخص الشأن العراقي. كما تدين تدان، وعلى الجميع أن يحسب ألف حساب قبل أن يتجرأ على انتهاك سيادة العراق”.
ولفت كامل الدليمي إلى أن المشاكل السياسية يجب أن تحل بالتفاوض لا بالتهديد والوعيد وشن الحروب والاكتساح والطائرات المسيرة والطائرات الحربية، مضيفا: “هذه الفعاليات تكشف وهن تلك الدول وضعفها داخليا ومحاولتها تصريف مشاكلها الداخلية بما تفعله في العراق”.
وقال الدليمي: “ما ينتظر العراق سيكون أفضل، ومن انتهك سيادة العراق سيندم في يوم من الأيام وعلى مجلس الأمن أن يلعب دورا كبيرا في الحد من هذه الانتهاكات”.
من جهته، وحول قرار نشر القوات العراقية على الحدود، يرى محمد حسن الساعدي، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والأمني العراقي، أن هناك ردود فعل متباينة بين حول عمليات القصف الإيراني على الحدود وعلى بعض المواقع في كردستان، وذلك بذريعة وجود معسكرات للمعارضة الإيرانية تدرب المعارضين وتدخل العناصر المسلحة للقيام بعمليات إرهابية داخل إيران.
وتابع الساعدي “سعى البرلمان العراقي إلى تحريك القوات الأمنية والجيش العراقي بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان لحماية الحدود الشرقية، وسيكون هناك تنسيق بين القوات العراقية وحكومة إقليم كردستان وقيادة البيشمركة في هذا الشأن”.
ولفت إلى أن وجود القوات المسلحة العراقية وضبط الأوضاع على الحدود الشرقية مع الجارة إيران، سيقود إلى طرد هذه العصابات وثم ضبط الحدود وإزالة الذريعة التي تستخدمها إيران لقصف المناطق العراقية.