
خاص كل الاخبار
شهدت ساحة الطيران وسط بغداد، في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأحد، هجوماً غير متوقع ومصادمات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في الساحة، راح ضحيها شهيدان، بحسب بيانات ومقاطع فيديو نشرها ناشطون في التظاهرات
وافاد مصدر أمني بأن قوات الشغب تقدمت نحو ساحة التحرير من جهة ساحة الخلاني، بعد اطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
وقال المصدر في حديث لـ (كل الاخبار) إن "قوات مكافحة الشغب وعند تقدمها باتجاه ساحة الطيران، وسط بغداد، اطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والرصاص المطاطي، لتفريق المتظاهرين".
واضاف، أن "عددا كبيرا من المتظاهرين أصيبوا نتيجة هذه الصدامات، بعضهم تعرض للاختناق، والبعض الاخر تعرض للاصابات المباشرة".
وبيّن المصدر أن "الهجوم خلف شهيدين واخر بحالة خطرة جداً"، لافتا إلى أن "حرق الخيم المنصوبة في حديقة الامة المحاذية لنصب التحرير".
وقال أحد المتظاهرين لـ (كل الاخبار) بإن "ما لا يقل عن 7 متظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع".
وأشار إلى أن "الوضع متوتر بين قوات الأمن والمتظاهرين
من جهته، أصدر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول بياناً بشأن أحداث ساحة التحرير.
وقال رسول في بيان إن "القوات الامنية العراقية المكلفة بحماية المتظاهرين السلميين لديها توجيهات واضحة وصارمة بعدم التعرض لاي متظاهر، وان حاول استفزازها، وانها تمتنع عن اللجوء للوسائل العنيفة الا في حال الضرورة القصوى وتعرض المنتسبين لخطر القتل".
واضاف إن "هناك بعض الأحداث المؤسفة التي جرت اليوم في ساحات التظاهر، وقد تم التوجيه بالتحقق من ملابساتها، للتوصل الى معرفة ما جرى على ارض الواقع، ومحاسبة اي مقصر او معتد".
وقال أن "استفزاز القوات الامنية لغرض جرها الى مواجهة هو امر مدفوع من جهات لا تريد للعراق ان يستقر".
وتابع: "كلنا ندرك الصعوبات المعيشية التي يمر بها ابناء شعبنا، والتي تحاول هذه الحكومة مع عمرها القصير ان تعالجها في ظل ظروف اقتصادية وصحية استثنائية، ولا يمكن ان نلوم مواطن على التعبير عن رأيه بشكل سلمي يخلو من الاستفزاز او افتعال الصدام مع القوات الأمنية".
واشار إلى ان "المتظاهرين هم اخوتنا وابناؤنا مثلما القوات الامنية المكلفة بحمايتهم. والاعتداء على اي من الطرفين امر سنحقق به، ولا يمكن السكوت عنه".
ووجّه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق فوري بشأن احداث ساحة التحرير الأخيرة، وفقا للبيان،.
وإلى ذلك، قال الكاظمي ، في كلمته التي وجهها للشعب العراقي: "أشعر بألم شديد وأنا أرى شعبي وهو يعاني في الحر اللاهب بسبب الخراب في الكهرباء، وكنت أتمنى لو كان في اليد حلّ سحري ولكن للأسف، سنوات طويلة من التخريب، والفساد، وسوء الإدارة لا حلّ لها في يوم وليلة"، مشيرا إلى أنه "ليس من العدل والإنصاف أن نطلب من حكومة، عمرها الفعلي شهران، أن تدفع فاتورة النهب والسلب الذي ارتكبته جماعات وحكومات سابقة".
وأضاف الكاظمي، أن "تظاهرات الشباب يوم أمس حق مشروع، وليس لدى القوات الأمنية الإذن بإطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه أخوتنا المتظاهرين، وإن كل رصاصة تستهدف شبابنا وشعبنا وهو ينادي بحقوقه، هي رصاصة موجهة الى كرامتنا ومبادئنا".
وأكد رئيس الوزراء فتح تحقيق "في كل ملابسات ماحدث أمس في ساحة التحرير، وطلبت تقديم الحقائق أمامي خلال 72 ساعة "، مبينا أنه "بالعودة الى أزمة الكهرباء، أنا مع مطلب الشعب في محاسبة من تسبب في معاناته، وأنا بانتظار نتائج اللجنة التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في كل الإخفاق في ملف الكهرباء".
ودعا الكاظمي السلطة التشريعية الى "الاستعجال في تقديم تقريرها ليضاف الى تحقيقاتنا من أجل وضع هذا الملف أمام الشعب العراقي والقضاء"، مبينا أن "الحكومة وقّعت قبل أيام ملف الربط الكهربائي بالخليج، ونحن ماضون في هذه القضية بشكل جاد".
وفي سياق ذلك، اصدرت المفوضية العليا لحقوق الانسان، بيانا بشأن احداث التظاهرات في ساحة التحرير يوم أمس.
وقالت المفوضية في بيان إن "فرقها تواصل رصدها للتظاهرات في بغداد وباقي المحافظات، وتعبر المفوضية عن قلقها وإسفها البالغ لسقوط شهداء ومصابين بين المتظاهرين، اضافة الى سقوط عدد من المصابين في القوات الامنية نتيجة للمصادمات بين القوات الامنية والمتظاهرين في ساحة التحرير مساء يوم الاحد نتيجة لقيام القوات الامنية باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والصجم والغازات المسيلة للدموع مما يعد انتهاك صارخا" لحقوق الانسان ومعايير الامم المتحدة لإنفاذ القانون وتجاوزا" لحقوق التظاهر السلمي".
وطالبت المفوضية، بحسب البيان "الحكومة باجراء تحقيق عاجل حول هذه الاحداث وتقديم المقصرين للعدالة والايعاز لكافة القوات الامنية بالسماح لسيارات الاسعاف والفرق الطبية بالدخول لساحة التحرير فورا" لنقل الشهداء والمصابين".
ودعت المفوضية "القوات الامنية والمتظاهرين اتخاذ اقسى درجات ضبط النفس وإيقاف اي عنف و الى المزيد من التعاون والتركيز على دورها في حماية المتظاهرين وتعزيز دورهم في التظاهر السلمي ومنع استخدام اي عنف مفرط تجاه المتظاهرين".
واشار البيان إلى أن "المفوضية تؤكد مطالبتها للحكومة في توفير الحلول السريعة والاستجابة لمطالب المتظاهرين السلميين في عموم العراق من خلال توفير الخدمات الاساسية، الصحية منها والانسانية وخصوصا الكهرباء،كون موشرات المفوضية الرصدية تشير الى عودة التظاهرات الغاضبة في معظم محافظات العراق فيما لو استمر تردي وضع الكهرباء بشكله الحالي".
وشهدت محافظات في الفرات الأوسط والجنوب، بالاضافة الى بغداد، تظاهرات غاضبة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، بالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة تمر بها البلاد.