
لم يكن مشهد رؤية أحدهم يتوسّد رصيف الشارع في العراق مألوفا على الإطلاق، إذ شاهدتُ فيديو بغاية في القسوة والظلم، لأطفال لا تتجاوز أعمارهم من 7 إلى ٨ سنوات يفترشون الرصيف وكأنه وسادتهم ليخلدوا إلى النوم، وسط برودة الطقس حتى شعرت أن رأسيهما قد تجمدت من شدة البرد.
وإن هؤلاء الأطفال وهم في الشوارع معرضون لكثير من المخاطر، بدءاً من حوادث المرور وانتهاءً بالتحرشات، لأنك لا تعرف نوعية البشر الذين يحومون حولهم.
هذه الفئة من الأطفال تحتاج إلى جهة تتولاهم وتتابعهم وتتقصى عمن يقف وراءهم.
وإن استمرار هذه الظاهرة بدون مراقبة من قبل ذوي الخبرة في الطرق، قد تجعل الأطفال عرضة للإجرام والتحرش نتيجة لمكوثهم في الشوارع ومخالطتهم لكل الفئات العمرية، فمنهم يعمل أي شيء من أجل المال.
وتثير الأرقام الرسمية العراقية مخاوف الكثيرين حول مستقبل الطفولة في هذا البلد، حيث ترتفع نسب الأمية والفقر بشكل لافت بين اليافعين، ويقع بعضهم ضحية لعصابات التسول والسرقة والمليشيات.
كما أن الواقع الاجتماعي في العراق لهؤلاء الأطفال منوط بالأسباب من حروب طائفية وحروب ضد الإرهاب، والذي خلف أعداد كبيرة من الشهداء والقتلى وفقدان الكثير من العوائل للمعيل أو عجز الآباء عن إعالة أسرهم بسبب العاهات المستديمة التي تعرضوا لها، وكذلك اتساع الهوة بين طبقات المجتمع واهتمام الحكومات المتعاقبة بعد 2003 فقط بمشاكلها وصراعتها السياسية وعدم اكتراثها للجانب الاجتماعي والاقتصادي.
كما أن ازدياد حالات الطلاق والأرقام الصادمة التي احتلت مركز الصدارة بين الدعاوى الشرعية أمام محاكم الأحوال الشخصية.
لذلك يجب على الحكومة العراقية والحكومات القادمة والمنظمات المعنية والأمم المتحدة التعامل مع هذا الامر تعامل حقيقي، وإلا سنشهد جيلا لا يقل عن الإرهاب بشيء.