العراق يصارع المخدرات ... تحذير من تعاظم مشكلة تجارة المخدرات وتعاطيها في البلاد
16-يونيو-2021

في بلد يواجه فيه الشباب ويلات العنف والبطالة والفقر والتهميش، انتشرت عصابات تجارة المخدرات في العراق، وتزايدت أعداد المدمنين بشكل مفزع وسط عجز حكومي للتصدي لهذه الآفة.
وإن مخدر "الكريستال ميث" أو "الكريستال الأبيض" أصبح آفة حقيقية تهدد الشباب العراقي، في ظل أرقام مفزعة عن أعداد المدمنين، وعجز في معالجتهم بمراكز متخصصة للدولة.
وأجرت كل الأخبار حوارا مع أحد المدمنين، (ص) إذ لم يدرك أن المخدّرات سيطرت عليه تماما إلا بعد أن بدأ يسرق بعض الأغراض من منزل والديه للحصول على المال.
حاول (ص) (27 عاما) بيع عبوة غاز الطهي، وقد باع قبلها هاتفه المحمول وبعض الكراسي وسريرا ومرتبة لشراء بعض غرامات من مخدر الكريستال.
وتمّ القبض على (ص) عند نقطة تفتيش في أحد أحياء بغداد وأودع السجن، حيث يقضي عقوبة مدتها 4 أشهر بتهمة حيازة المخدّرات.
من جانبه، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، لكل الأخبار إن مشكلة المخدرات ستكون التحدي الرئيسي والأكبر الذي ستواجهه البلاد في السنوات المقبلة، نظراً إلى المشكلات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الخطرة التي ستنجم عن تفشّيها وانتشارها المتسارع في عموم محافظات البلاد.
وأكد البياتي أن ما يصدر من أرقام عن مؤسسات إنفاذ القانون متغيرة دائماً وتمثل نسبة بسيطة من الواقع، مضيفا: لدينا مثلاً إحصائية تتحدث عن 5602 سجين، ضمنهم 4554 موقوفاً و1048 صدرت بحقهم أحكام قضائية، هنا 3892 من بين هؤلاء يمارسون أعمال المتاجرة بالمخدرات، و1478 تعاطوها بينهم 39 امرأة و23 شاباً في أعمار صغيرة (أحداث دون السن القانونية).
واوضح بأن العراق لا يزال يتعامل مع ملف المخدرات من وجهة نظر أمنية بحتة، والجهود الأخرى تكاد تكون معدومة.
واستأنف القول، أن موضوع مكافحة المخدرات بحاجة إلى تعديل قانون مكافحة المخدرات الصادر عام 2017، لتشديد العقوبة على الاتجار بالمخدرات والتخفيف عن المتعاطين، لأنهم ضحايا الواقع والاستغلال وغياب جهود الدولة لحمايتهم، شرط ألا يتم إفلات التجار من العقوبة بحجة أنهم متعاطون فقط أو العكس.
واضاف البياتي، ان البلاد بحاجة إلى كسب الدعم الدولي في مكافحة الآفة الخطيرة المهدِّدة للأمن الوطني ولمستقبل المجتمع العراقي خصوصاً الفئات الشبابية منه عن طريق توقيع اتفاقيات دولية حول الموضوع.
واشار الى ضرورة ان يكون هناك جهاز إنفاذ قانون مدرَّب وجهاز آمني معلوماتي قوي مع إشراك المجتمع وكسب تعاونه وتعاون دولي وإقليمي في الملف.
ويرى أن من أهم الثغرات في معالجة مشكلة المخدرات، هي افتقار البلاد إلى مؤسسات التأهيل الصحية والنفسية للضحايا والتعامل معهم كمجرمين، ما يدفعهم إلى الخوف وعدم اللجوء إلى المؤسسات الصحية، إلا بعد إلقاء القبض عليهم من الجهات الأمنية، لأن المتعاطي يعد مجرماً في نظر القانون.
ويقول البياتي إن أغلب ما يتم تعاطيه في العراق الأدوية المرخَّصة، لكن يتم أخذها بشكل غير قانوني وبإفراط مثل بعض الفيتامينات ومسكنات الألم، إلى جانب مواد الكريستال والحشيش والترياك التي تصل إلى العراق عبر دول الجوار.
من جهتها، افادت مفوضية حقوق الانسان في وقت سابق، بأن عدداً من المتعاطين يتخوفون من تسليم أنفسهم نتيجة ضرورة مرورهم بالإجراءات القانونية.