
شابات ذو ميول جنسية مختلفة على سكة الضياع
سحاقيات يعملن في المجال التربوي
الافلام الاباحية تعزز حالات السحاق بين الشابات
اعداد التقرير : ن ن ع
العراق / بغداد
السُحاق lesbianism)) واحياناً يسمى بالجنسية المثلية او الاستجناس
تواجه الفتيات من السحاقيات ومزدوجي التوجه الجنسية في العراق صعوبات متعددة، وتُعد السحاقيات منبوذات اجتماعياً ولا يتمتعن بالحماية القانونية ضد التمييز وكثيراً ما يقعون ضحايا لجرائم عدوانية وجرائم الشرف مما تضطر اغلبهن للكبت حتى لا تتعرض للعنف.
السحاق والمساحقة لغة واصطلاحاً : فعل النساء بعضهن ببعض وكذلك المجبوب بالمرأة يسمى سحاقاً.
ينقسم السحاق إلى نوعين :
الأول : فطري، بمعنى يولد الإنسان وهو يميل إلى جنسه ويعود إلى ارتفاع هرمون الذكورة أو الأنوثة اما الثاني : مكتسب، وله عدة أسباب ليس لتربية أي سبب فيها.
والمثلية الجنسية تقوم برضا الطرفين ذكرين او اثنين لا يعاقب عليها القانون ولا توجد ارقام في المحاكم عنها القانون منفتح وعصري يلائم مزاج العصر في هذه القضية.
ازمة البداية
علاقات حب وممارسات جنسية تطورت مع انفتاح الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإباحية بلا رقيب الا ان الحديث عنها كالتابوهات ، وربما المثير للدهشة والخوف لارتباطه بقضية مجتمعية مسكوت عنها، ومع زيادة الحالات في الآونة الأخيرة في الأوساط الاجتماعية المختلفة أصبحت هناك ضرورة مُلحة لتسليط الضوء عليه نتيجة لاثارها على شرائح المجتمع، مما ينذر بعواقب وخيمة تهدد تمسك المجتمع وتنذر بتفككه، وتكثر الحالات في البيئات المتشددة التي تطغى فيها العادات والتقاليد البدوية مع وجود العامل الديني الذي يستغله البعض لفرض سطوته على النساء دون أي مراعاة لحاجاتهن وتمنع النساء من ابسط متطلبات الحياة بل وحتى الخروج من المنزل وبذلك تشيع هذه الممارسات، ويتصدر العراق المراتب العليا منذ سنوات والتي تشجع على العلاقات المحرمة وجزء منها يرتبط بالتقليد والتعلم.
و لا توجد إحصاءات دقيقة عن نسب انتشار السحاق في مجتمعنا، لان هذه المواضيع تعد من الظواهر الغاطسة التي يصعب الكشف عنها او توفير إحصاءات دقيقة عنها ولكن هناك الكثير من الدلائل التي تشير الى انتشاره وخاصة في المجتمعات المكبوتة التي يصعب فيها التعبير عن الرغبات الجنسية او اشباعها، وقد انتشرت مؤخراً حوادث فردية من هذا النوع في بعض المدارس ودور الايواء الامر الذي يؤكد وجودها.
استطلاع قصدي
وفي استطلاع أجريناه على عينة قصدية من السحاقيات من مختلف المحافظات العراقية بلغ عددهن (20) فتاة، تبين لنا ان 80% يمتنعن عن الزواج بعدُه تحديا كبيرا لهن ، فيما بينت 60% انهن تعلمن ممارسة العلاقة الجنسية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام الاباحية ، واشارت 90% الى انهن يمارسن العلاقات الجنسية بشكل مستمر مع صديقاتهن واقاربهن، فيما بينت 99% انهن يشعرن بالخوف من اكتشاف موضوعهن امام عوائلهن، فيما اشارت 94% انهن يرجعن الى محافظات إسلامية ومن عوائل محافظة تُعرف بالتشددَ الديني، وعن أسباب ممارسة السحاق بينت 82% ان سببه الكبت وتقييد الحريات من قبل عوائلهن فيما بينت 18% ان سببه فطري منذ الطفولة، واظهرت ان 50% من المراهقات يمارسن السحاق ك"موضة وبينت 30% ان السحاق لا يؤثر على عملهن حرصاً منهن على عدم فقدانه.
إقامة العلاقة وبداية ظهور الميول الجنسية
تتحدث (ايمان 35 سنة) عن بداية ظهور الميول الجنسية لديها قائلة : "حبي لأشياء المفروض فقط الاولاد الذكور يحبوها بدأت في عمر الخمس سنوات عندما ذهبت للروضة، وقامت احدى المعلمات بذكر اسمي ولم ارد عليها فقد اخبرتها اسمي (ايمن) وضحكت المعلمة، وعندما اخبرت عائلتي قاموا بالضحك ظناً منهم لم يكن مقصوداً وانه كلام اطفال بدأت ألبس كالأولاد وكذلك في اللعب لم يظهر اي ميول جنسي فقط لديَ تصرفات ذكورية مثل لعب كرة قدم والتنمر على زملائي من البنات والاولاد واستمرت الحال الى عمر الثلاثة عشر سنة لتبدأ الميول الجنسية وذلك بعلاقة حب متبادلة مع زميلتي متبادل وكانت اشبه بعلاقة بين حبيبين عاديين".
انعكاس الميول على المهنة
تتحدث سناء (24 سنة) "لا علاقة ميولي بمهنتي واقوم بعملي على اتم وجه في التدريس وتربطني علاقات طيبة مع الطالبات، وقد قمت ببعض العلاقات العاطفية مع بعضهن والتي اجد لديها رغبة في ذلك ولكن خارج اطار المدرسة او عندما تنتهي الدراسة، ونبقى على تواصل عبر الانترنت وايضاً نلتقي في البيت لنمارس علاقتنا الجنسية التي تعمق علاقة الحب بيننا، ونتبادل الزيارات العائلية اسبوعياً وتظن عائلتي انني اقوم بتدريس الطالبات ولكن عندما ندخل غرفة النوم لنبدأ بأشباع رغباتنا وقفل الابواب وهكذا الحال منذ سنوات"..
علاقات سحاق ثنائية وثلاثية تتعزز بين الصديقات
(مريم 19 سنة) تشير بدأت العلاقة مع اختي كونها اقرب الناس لي وجسمها يغريني وبيننا حب قوي، واتمنى نتزوج يوماً ما حتى نمارس علاقتنا بحرية اكثر وكذلك لدي علاقات اخرى مع صديقاتي في الروضة التي اعمل فيها، واقنعت صديقاتي ان نمارس العلاقة الجنسية ثلاثية وبالفعل حدث ذلك ونستمتع به دوماً ، تربطني علاقات عميقة بهم وهكذا اعتدنا منذ سنوات على ذلك.
الكبت لدى السحاقيات...
تشير سناء الى "الطابع الديني السائد هو السبب احترم الآراء لكن دون تجريح ، اكثر ما اثار غضبي بعض الآراء التي ترى ان عذاب من الله بسببنا وانهم هم الصالحون بأعمالهم وانني ارى اكثرهم من السراق والفاسدين ولا نحلم برفع صوتنا فالخوف من كشف حقيقه الميول الجنسية غالب على اكثرنا".
التواصل الالكتروني بين السحاقيات (علاقة تأثر وتأثير)..
تتحدث مريم انشأت علاقات لكنني لم اجرئ مصارحة احد بميولي فقط من تقيم علاقة مع، وأنضميت للكثير من المجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالسحاقيات وكونت علاقات متعددة وساعدني ذلك كثيراً في تقبل ذاتي لوجود صديقات لديهم نفس ميولي واهتماماتي، لاسيما واني كنت اواجه صعوبة في اقامة علاقات فمواقع التواصل الاجتماعي اتاحت لنا الكثير وفي الغالب نستمتع بعلاقاتنا لاسيما عبر المكالمات الفديوية.
العنف العائلي والتحديات الاجتماعية الذي تواجهه السحاقيات في مجتمع محافظ...
توضح ايمان المجتمع الشرقي "يرفض ميولي الجنسية وتصرفاتي واكثر من مره سبب لي احراجاً في طريقة مشي ويوجه لي تحرش بكلمات قاسية ومازالت اتذكرها وينظر نظره القرف نظره اشمئزاز كأنني مريضة ، وان افراد المجتمع يهمشون الآخر المختلف ومجتمعنا الاسلامي يدخلوننا في موضوع (الدين)، وكأننا نحن فقط نسيء للدين متناسين جرائم المجتمع الاخرى وفساده ولا افكر ان ابلغ اهلي بميولي لانهم لا يتقبلوني واكيد سيقتلونني".
تقبل افراد المجتمع للسحاقيات
تشير مريم "اظن انه الهمجية والعادات والتقاليد الدينية وكذلك عدم فهم الآخر لمعاناتنا والاحساس بانك تعيش حياة داخل جسد وكأنك مسجون واسير فيه، وهناك تحريض مباشر على القتل ضدنا فنحن لا نؤذي احد ونحب الحياة ونستحق العيش ولكن الغالبية لا يفهمونا اسلوب حياتنا وسبق"، وتؤكد تعرضها للتحرش من الجنس الاخر "كان لدينا مدير وعندما كلمته احدى الطالبات عن ميولي الجنسية اتجاهها، قام بالتلميح لي باقامة علاقة جنسية ويضع يده على جسدي وعندما منعته، قام بأستدعاء ولي الامر ليقوم بتلفيق تهمة بناء علاقة مع الحارس الامني ووجودنا معاً في حمامات المدرسة، وقام والدي بتعنيفي مما تسبب في تركي المدرسة لعدة سنوات".
العلاقة مع الجنس الآخر (إمكانية الزواج ومدى نجاحه وفشله)...
تتحدث ايمان "اكره الزواج التقليدي واكيد ادعم الزواج عن حب بغض النظر عن الجنس، وعن رغبتي في الزواج
كلا مطلقا حتى انني حاولت ان اتقبل الواقع لكن لم استطيع ولو لحظة، وكانت اصعب ايام حياتي لم تمر ليلة الا انا املئ الوسادة بالدموع، وانا انظر لحياتي واسال نفسي لماذا انا من دون البشر ظناً مني انني الوحيدة في هذا العالم، ولكن عندما نظرت الى العالم الخارجي وجدته امرا عادياً وقتها تقبلت نفسي وتقبلت ميولي وانا اليوم فخورة بنفسي، وعلاقتي بالذكور جيدة بعضهم أصدقاء لي والآخر اعدهُ عدوا لي وارى في الزواج مشروعا فاشلاً ، ولا افكر بيوم من الايام اتزوج واكبر تحدي مع اهلي اواجهه عندما يقولون لي تزوجي"، وتضيف "تعرضت لعدة مواقف لكن اصعبها عندما فكرت بالارتباط عندما تمت خطبتي ظنا مني اني مريضة واستطيع تغيير من نفسي ولكن لم استطع واضطررت لفسخ الخطوبة".
اما سناء فتقول "تزوجت وكنت اشعر بالاشمئزاز من زوجي وكنت ابكي كثيراً نتيجة عدم ممارستي العلاقة مع اختي، واستمر هذا لسنة كاملة الى ان انفصلت عن زوجي ورجعت الى علاقتي الجنسية مع اختي وافضل من السابق.
الحلم الاكبر ولكن
تتحدث سناء عن رؤيتها للمستقبل "احلم بمجتمع مثقف متقبل لجميع الناس على هيئاتهم وعلى شكلهم والوانهم، وذلك لكوننا اشخاص لا نؤذي أحدا،ً احلم بتحقيق احلامي ودوله تكفل حقي وتامين الحماية لنا، ففي العراق الميول الجنسية تكون سببا كافيا لقتلك من عدة جهات احلم اتزوج انا واختي ونعيش حياتنا بحرية لا نخاف من احد يقتلنا او يشهر بنا لمجرد اختلافنا عنه".
موضوع السحاق لدى الباحثين النفسيين
الباحث في المجال النفسي د.كمال الخيلاني يشير الى "السحاق lesbianism)) واحيانا يسمى بالجنسية المثلية او الاستجناس وهو في كل هذه المعاني يشير الى ممارسة المرأة للجنس مع امرأة أخرى، وعادة ما ينتشر في المجتمعات المنغلقة وتشير نسب انتشاره في اميركا وبريطانيا والدول الاسكندنافية الى انه قد يصل الى (18-22) من مجموع السكان وتختلف نظرة المجتمع له بحسب طبيعة المجتمع ، فبعض الدول تعده جريمة يجب ان يحاسب عليها القانون في حين تنظر له دول أخرى كمرض نفسي يستحق العلاج في حين تنظر له دول أخرى كأسلوب في الحياة"، وعن النظرة العلمية يؤكد الخيلاني انها "مرت بمراحل من اعتباره انحراف وشذوذ الى مرض نفسي الى اسلوب حياة وحرية فردية ونحن في العراق مازلنا في المرحلة الاولى وربما مستقبلاً نعبر الى المراحل الآخرى".
اما عن أسباب السحاق يوضح ان" العامل الوراثي هو موضع خلاف بين الباحثين فان العامل النفسي الذي يعتبر الامر هو رغبة لاشعورية تسلطية تجاه الرجال والتعويض عن ذلك بعلاقات بين النساء انفسهن، وهناك رأي آخر يعد الامر اقترانات شرطية في بداية موضوع الجنس مع الجنس نفسه ، كما ان هناك دراسات ترجح الامر الى أسباب بايولوجية وأخرى جسدية تتعلق بالغدد".
اما عن طريقة علاجه فيؤكد ان الدراسات النفسية تشير" اذا كان لدى المراة السحاقية رغبة في العلاج فقد اكدت الدراسات عدم فاعلية العلاج الكيميائي او العلاج بالجلسات النفسية ولم تثبت سوى طريقة تسمى التنفير وهي من أنواع العلاجات السلوكية وفيها يتم الطلب من السحاقية تخيل مشاهد جنسية تجمعها مع امرأة مع إعطاء صدمات كهربائية اثناء التخيل مما يخلق اقترانا شرطيا سلبيا قد يسهم في تقليل الرغبة السحاقية".
اسباب ممارسة السحاق والاثار الاجتماعية
الباحث الاجتماعي د.علي طاهر الحمود يوضح : "ان المجتمع العراقي يعيش حالة رفض للحالة القيمية الإسلامية تحديداً ونحن نعرف واحدة من الضوابط الأخلاقية بالنهائية هو الضابط الديني لما يختل تصبح الأشياء الأخرى غير مهمة يعني الحرام لا يعمل يبقى فقط العيب والممنوع والعيب مصاب التفكك الاجتماعي لاسباب مختلفة اقتصادية واجتماعية والممنوع قانونياً هو ضعيف بسبب فساد مؤسسات الدولة وممكن للشباب الانجراف نحو مختلف أنواع الانحرافات الاجتماعية ومن جملتها المثلية الجنسية، اثارها مزيد من التفكك الذي ينتج مثلية والمثلية تعمق حالة التفكك الاجتماعي وهكذا تصبح عملية تعميق للازمة النفسية و الاجتماعية".
وعن أسباب انتشار المثلية الجنسية يوضح الحمود ان : "التقليد والمحاكاة ، التفكك الاجتماعي وحريات فردية موضحاً "من التسعينات لحد هذه اللحظة تراكمات من التفكك الاجتماعي واضطراب في المباني السياسية ، وفي النظام الاقتصادي كل ذلك ينتج اضطرابا في المنظومة القيمية فضلاً عن دخول العراق السريع والمفاجئ وعصر العولمة من خلال انفتاحه على الفضائيات والانترنت، وهذا كله أضاف للتفكك الاجتماعي مزيداً من التفكك وما دل على ذلك الارتفاع الشديد في حالات الطلاق في العراق وارتفاع في الجرائم المنظمة والمخدرات ومن ضمنها فكرة المثلية الجنسية، وفي الاضطرابات السياسية والاقتصادية تزيد حالات الفقر وحالات الاكتئاب وحالات ضعف اليات تنفيذ القانون مع زيادة الفراغ بسبب البطالة وتزيد حالات ضعف التعليم والتوعية وهذا كله عوامل تساعد على ان تنمو حالات الانحراف ومنها السحاق.
وعن المعالجات الاجتماعية يتحدث الحمود "لكل حالة ينبغي ان يتعامل معها على حدة، ولا توجد حالتين متشابهة لكل حالة ظروفها واسبابها ولاتكن معالجتها بقرار او برنامج اجتماعي واحد، فهناك حالات هي خيار افراد وادعو ان نقبل بتلك الخيارات بحدود احترام الآداب العامة، فلا يمكن المجاهرة وتأسيس كيان خاص وليس ممارسات علنية، وهذه الحالة اذا كان خيار لا اعتراض عليه وليس لاسباب أخرى".
اما عن السحاق كحرية فردية فيؤكد قائلاً "الى وجود فئات متعددة من أساتذة جامعيين وأطباء وصيادلة ولهم عوائل مستقرة ولكنهم مثليين ولهم خياراتهم الجنسية وليس لديهم مرض نفسي وعلينا تقبَل خياراتهم".
منظمات حقوق الانسان والتعامل مع السحاق..
الناشط المدني والمدافع عن حقوق الانسان خالد السامرائي بين ان "السحاق من الظواهر السلبية التي تعصف بالمجتمعات المتشددة نجدُ التشددَ أحد اسباب انتشار السحاق، وقد يجدُ الإنسان في البيئة المتشددة ما لن يجدَهُ في البيئات الأكثر انفتاحاً أو المعتدلة، وأظن ان تصوير الجنس بين الرجل والمرأة بعبعاً يجعل المرأة والرجل يميلان الى ابناء جنسيهما، فالمرأة التي تخاف الرجل جنسياً تحاول تعويض ذلك مع جنس ناعم، بعيداً عن العيون والشكوك ونظرات المجتمع وهذا ما يخلق لديها اكتفاء جنسياً ولا تكون راغبةً بالميل صوب الرجل، وهذا قد يدفع الرجل الى اللواط لتعويض غياب المرأة ، أقول هذا غير متجاهل الاشخاص الذين يعانون اضطراب الهرمونات الذي يدفعهم الى الشذوذ، لكن ما يحدث بالصورة عامة في المجتمعات العربية من حالات شذوذ جنسي للجنسين فهو نتاج بديهي للكبت الجنسي والتشدد الديني الذي يرمي بظلاله واحكامه الجاهزة على كل مفاصل الحياة ومنها الجنس، ومحاولته فرض احكامٍ غايتها التضييق على حريات الناس وما يمنع في العلن يمارس بالخفاء بصورة اكثر تطرقاً وبشاعةً وبين أيضا ان السحاق يواجه اليوم بعنفٍ وهذا لا يمثل حلاً للظاهرة، بل ربما يزيد من خطورة الموقف، فكل ممنوع مرغوب كما يعرف الجميع، ويمثل العنف على الفتيات السحاقيات انتهاكاً لحقوق الانسان، فبغض النظر عن الحريات المسلوبة في المجتمع العراقي، بإمكان المؤسسات الحكومية والجهات ذات العلاقة العمل على إيجاد حلول بعيداً عن العنف وفي اطار مشروع حكومي لا ديني او اجتماعي خاصة ان الفتيات اللواتي يمارسن السحاق يمكنهن العودة الحياة بصورة طبيعية مع العمل الجاد".
حلول مجتمعية
غالبية الباحثين والذين أجرينا معهم اللقاءات اشاروا الى أهمية التصدي للظاهرة السلبية عبر تحقيق الاتي :
1.اعداد حملات اعلامية توعوية موجهة للمدارس والجامعات ممكن القيم بها من خلال منظمات المجتمع المدني او مؤسسات حكومية.
2.ادخال مواد لتدريس الصحة النفسية والصحة الجنسية لكلا الجنسين في الثانويات.
3.فتح مراكز علاجية لبعض اللواتي يعانين اضطراباً نفسياً او هرمونياً من أجل اعادة ثقتهن بالجنس الاخر، واعادة دمجهن بالمجتمع .
4.منح الفضاءات العامة بالنمو مثلا وجود حدائق عامة، سينما، جامعات مختلطة وعدم الفصل بين الذكور والاناث.
5.تهيئة برامج للزواج فلا يوجد اهتمام رسمي بذلك فلابد من توفير التسهيلات للسكن والاستقرار ولكن شرط ان توفر العمل ولا يكن عبئا اجتماعياً اخر.
6. وجود قوانين بشأن اغلاق المواقع الإباحية الجنسية في العراق.
خاتمة
مشكلة السحاق قائمة ويجب عدم التهرب منها فمواجهة الشيء افضل من تجاهله والسماح له بالامتداد والتوسع والجهود فيه يمكن ان تؤسس على اتجاهين الاول عام والثاني فردي ، الاتجاه العام ان يتم التحرك على السحاقيات من خلال عقد جلسات نفسية اجتماعية لهن تقوم على المكاشفة والتصارح لاجل الوصول ال قناعة ان السلوك والقيام بالسحاق ليس امرا طبيعيا وان البديل هو أجمل عبر العلاقات الطبيعية بين الجنسين كجزء من الحياة الانسانية .
الاتجاه الفردي يكمن في خلق مؤثرات وعوامل تحفيز لكسب السحاقيات نحو التخلص مما يعانين منه باكتشاف ان الطريق لن يؤدي بهن الى نهايات صحيحة الا من خلال الاستماع الى اصوات اخرى غير صوت الغريزة يمكن ان تقودهن الى العلاقات والحب والزواج بنسق طبيعي كونه الشكل المنطقي للحياة وفيه يجد المرء نفسه سواء كان رجلا أو امرأة.