
خاص / كل الاخبار
تزداد معاناة العراقيين، من انتشار حالات الابتزاز التي يتعرضون إليها داخل نقاط تفتيش وحواجز تابعة لقوات أمنية أو مليشيات مسلحة تنتشر على طول الطرق الخارجية، وتفرض إتاوات على الشاحنات المارة تتفاوت قيمتها بحسب حمولتها.
وتصل الإتاوات في بعض الأحيان إلى 200 دولار عن كل شاحنة، وهو ما ينعكس في النهاية على سعر السلع للمستهلكين، حيث يلجأ التجار لرفعها لتعويض ما دفعوه عند الحواجز الأمنية والمليشيات.
طريق ديالى ــ بغداد، وبغداد ــ الفلوجة، وكركوك ــ الموصل، وأربيل ــ الموصل، وبغداد ــ تكريت، تعتبر أبرز طرق الإتاوات والرشوة في العراق، بحسب مراقبين.
وقال مصدر أمني ل(كل الأخبار) إن نقاط تفتيش ومليشيات، تتورط في عمليات ابتزاز وتقاضي رشاوى وإتاوات مقابل تسهيلهم مرور الشاحنات المحملة بالبضائع، ومن لا يدفع يجبر على البقاء ساعات طويلة، وقد يكون ليوم أو يومين حتى تتلف بضاعته إن كانت لحوما أو خضروات وغيرها من المواد سريعة التلف.
وأضاف "بالعادة السائق يتصل على التاجر والأخير يبلغه بالدفع حتى تصل البضاعة، وتم اعتقال عدد غير قليل من المتورطين في عمليات ابتزاز التجار وأصحاب الشاحنات، لكن
الحالة مستفحلة".
المواطن من يتحمل في النهاية
بدوره، قال أحمد كرم، وهو تاجر من بغداد إن "المواطن من يتحمل كلفة الابتزاز في النهاية، وليس التاجر"، مشيرا إلى أن التجار يرفعون الأسعار بقدر ما يتحملونه من نفقات.
وأضاف "الجندي والشرطي وعنصر الميلشيات يسحب أوراق السيارة ولا يسلمها إلا بعد أن دفع مبلغ يطلبه، وهناك من لا يكتفي بالمبلغ، فيمد يده إلى البضاعة إذا كنت مواد غذائية ويأخذ منها، وإذا قمنا بتقديم شكوى من نقطة تفتيش، تعلن باقي النقاط الحرب علينا".
الحكومة: هذه ليست رسمية
أكد المختص في الشأن الأمني احمد الركابي أن "حالات الابتزاز في نقاط التفتيش والسيطرات الأمنية وصلت إلى مستوى لا يطاق"، مضيفا: "في الشارع حواجز تفتيش تبتز المواطنين وعندما تتكلم مع الحكومة تجيب بأن هذه ليست سيطرات (حواجز) رسمية وعندما نبحث في الحقائق نجدها بعلم الحكومة، لكن لا تستطيع التكلم، وأنا اعتقد أن التخبط الحكومي وصل إلى مرحلة لا تستطيع حتى الحكومة نفسها أن تسيطر عليه".
تصل لـ 5 ملايين دولار يوميا
كشف محافظ ديالى مثنى التميمي، عن قيمة الاتاوات التي تفرض في سيطرات المحافظة، مبينا أنها تصل إلى خمسة ملايين دولار يوميا.
وقال التميمي إن “الاتاوات التي تفرض في سيطرات المحافظة مستمرة بشكل يومي”، مبينا أنها “تصل قيمتها الى خمسة ملايين دولار يوميا تذهب لجيوب الفاسدين”.
وأضاف التميمي، أن “ستة الاف شاحنة تدخل يوميا الى محافظة ديالى”، مشيرا إلى أن “الحل الوحيد يكمن بالسيطرة على التجارة بين إقليم كردستان وديالى”.
من جانب آخر بين التميمي أنه “عندما شددت حكومة العبادي إجراءاتها على منفذ الصفرة كان يدخل يوميا 1.2 مليار دينار الى خزينة الدولة من المنفذ