
كل الاخبار / خاص
إجتاح الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، غيظ غاضب إثر إستشهاد الزميل هشام الهاشمي، الذي أغتيل على يد مسلحين مجهولين، مساء أمس الاول.. الاثنين 6 تموز الحالي، توحدت خلاله المواقف، من الأقصى الى الأقصى.
توحدت المواقف الاعلامية بالضد من قتل العقول المفكرة، التي لن يكون آخرها إغتيال الهاشمي، إذا لم تتبلور نظرية مبدئية عابرة للطائفية والعرقية والمناطقية.
خيم حزن شعبي ورسمي على الشارع العراقي والاعلام، من دون أن يسأل أحد عن الإنتماء الفئوي للشهيد الهاشمي.
تأسيسا على الموت، نسهم في صنع المستقبل، ونجفف منابع الارهاب وطنيا، وهو ينبثق من بيننا، يلجم تطلعات العراقيين الى حياة كريمة منذ سبع عشرة عاما، لن يتوقف بعدها ناعور الدم عن النزيف إلا بظهور بطل قومي... قد يتساءل غبي متذاكٍ: - قومي.. يعني من أية قومية؟ الاجابة: قومي يعني يأخذ القوميات والطوائف بحنو في عقله ومشاعره، يحل المعضلات العالقة ويبذر جذور الرفاه، في حرث طيب، من ثرى خطط التنمية.
يطول الأسى لكن لن ننقطع عن التفاؤل بتأسيس الحياة إنطلاقا من موت مقدس، ما زال الهاشمي فيه شهيد الموقف والكلمة والرؤية السديدة للسياسة العراقية وملابساتها المعقدة.
لن يلجموا المفكرين عن إعطاء آراء تحليلية وبناء نظريات مشفوعة بأداء ميداني يقوض أصل البلاء مهما إستفحل بقوة سلاح أهوج تحمله أيدٍ لا عقول وراءها.. أيد تحاول ان تخرس التأملات وتطفئ نور الحقيقة.
ربما يبدأ منهج أمني جديد من نهاية الهاشمي، في خطوات تتخذها الحكومة التي بادرت الى إقالة المسؤول الامني عن "زيونة" مسكن عائلة الشهيد التي وقفت أمام رحيله محيدة بحرقة، وهو يقتل شهيدا عند باب بيته.
بالمقابل الاعلام وحد موقفه بالضد من الارهاب.. إعلام السلام لا يريد ولا يسمح بإعادة النظر في الهاشمي.. إن كان سنيا ام شيعيا.. مسيحيا ام كورديا ام تركمانيا.. إنه مفكر عراقي إستشهد في الولاء للموقف، وتبعه الاعلام متوحدا في الشهادة.. وكلنا مشاريع إستشهاد وطني حقيقي، وليس شعاراتي كما فعل السابقون ويفعل اللاحقون.