
خاص / كل الاخبار لا اعرف بالضبط الرقم الدقيق لكلفة مطبعة الصباح التي كثر الحديث عنها؟ فهناك من يقول انها بلغت خمسين مليار دينار.. وهناك من يقول اقل او اكثر بقليل بقليل، المهم ان ما تم صرفه على هذا المشروع يعادل تأسيس قناة فضائية بكامل عدتها بمستوى سكاي نيوز والعربية، وكفيل بتأسيس عشرات المنصات الرقمية التي تعادل منصات الجزيرة التي جذبت ملايين المتابعين و ابهرت العرب و الاجانب، وكذلك فان كلفة هذه المطبعة تعادل تأسيس عشرين صحيفة باللغات الإنكليزية والفرنسية والفارسية والكردية مع توابعها ومنصاتها الرقمية لتكون كفيلة بإيصال الصوت العراقي الى كل انحاء العالم وتشغيل مئات المترجمين والمحريين واعداد صحفيين خبراء في مهنتهم.
لكن من قرر شراء المطبعة ومن مولها لهم راي اخر!! لا نعرف لحد الان الفلسفة منه؟ وعلينا ان نطرح تساؤلات مشروعة؟ كون المال الي انفق من اجلها خرج من خزينة العراقيين وكان الأولى ان يتم صرفه على مشاريع وطنية تدر بالنفع للأعلام العراقي.
قالوا ان المطبعة ستغير حال الطباعة للصحف العراقية والواقع انها غيرت حال جريدة الصباح من سيء الى اسوء!! وقد كانت طباعة الجريدة من حيث الألوان وجودة الطباعة ونقاء الصورة وعدد الصفحات وكم الملاحق أيام مطبعتها القديمة أفضل حال من هذه المطبعة المليارية.
وهنا هرب أصحاب القرار في المطبعة الى امام وحرفوا مسار الكلام وقالوا بانها مشروع استثماري لا اعلامي وهدفه الحصول على إيرادات مالية!! أي انها ليست مشروع اعلامي يمكن الاعلام العراقي ويخرجه من عزلته وازمته.. بل مشروع تجاري يجلب الأرباح!! وهنا ادعو خبراء الرياضيات والمحاسبة والاحصاء الى حساب الربح من صرف ما يربو على خمسين مليار دينار في مشروع لا تخرج منه الا بضع ملايين من الدنانير تضيع في دهاليز التصليح والصيانة والاعطال وتشغيل العمال والميزانيات والنثريات و نسبة التلف وغيرها.
اتحدى إدارة شبكة الاعلام العراقي ان تعلن بشفافية تامة عن فارق الأرباح والخسائر من هذا المشروع الذي لم يقدم للصحافة الورقية في العراق شيء.. بل انه لم يقدم لجريدة الصباح سوى السمعة السيئة والهفوات الفنية الطباعية التي يراها الجميع بالشكل الذي جعل باقي الصحف افضل حال منها بكثير.
امام رئيس الشبكة الحالي د نبيل جاسم مهمة صعبة بخصوص هذه المطبعة التي كثر الحديث عنها.. ولانعلم ماذا سيقرر بشانها هل يحولها الى مشروع اعلامي؟ ام يستعين بإدارة اكثر احتراف وتخصص؟ وربما يتجه الى عرضها للاستثمار وهنا يبرز السؤال الأصعب؟
هل دفعنا مليارات الدنانير لمشروع كي نقدمه لمستثمر؟ وما هو العائد من ذلك؟
سؤال ضمن أسئلة أخرى تخص هذا المشروع الإعلامي المثير للدهشة؟
كل الاخبار تضع الموضوع برمته للنقاش الموضوعي الهادف من اجل خدمة الاعلام العراقي لا اكثر..