باتت تشكل أكبر كتلة سكانية بالعراق الهجرة إلى بغداد.. توجه حكومي لإنشاء مدينة إدارية جديدة خارج العاصمة
7-ديسمبر-2022

الهجرة إلى بغداد تزداد يوما بعد يوم بسبب غياب مقومات الحياة في اغلب المدن العراقية، لكن بغداد نفسها تواجه الف مشكلة ومشكلة على هذا يطالب خبراء بانشاء عاصمة ادارية جديدة.
فعلى رغم محاولات الحكومات العراقية المتعاقبة خلق مدن حقيقية منافسة لمكانة العاصمة العراقية بغداد في ملفات فرص العمل والخدمات والترفيه فإنها، وبحسب متابعين، “لم تحقق منجزاً يذكر في أغلب المدن العراقية، باستثناء ما يحصل في إقليم كردستان من تطور عمراني كبير خلال السنوات القليلة الماضية”.
غياب مقومات الحياة
وأدى تراجع المستوى الخدماتي في أغلب مدن وسط العراق وجنوبه وافتقار غالبها إلى مقومات المدن الحقيقية، سواء من ناحية فرص العمل أو الترفيه أو الحريات العامة إلى موجة هجرة جديدة تجاه العاصمة بغداد، خصوصاً بعد الاستقرار الأمني النسبي الذي تعيشه منذ انتهاء الحرب على “داعش”.
ويرى أستاذ الاقتصاد في الجامعة العراقية عبدالرحمن المشهداني أن سوء الخدمات في المحافظات وقلة فرص العمل دفعا بالهجرة إلى بغداد.
وقال المشهداني إن “بغداد تستقطب الكفاءات ورؤوس الأموال والمهاجرين، كما أن الهجرة نحو العاصمة يعود إلى جملة من الأسباب هي سوء الخدمات في المحافظات وشح المياه في المحافظات الجنوبية، مما أدى إلى هجرة الريف إلى محافظاتهم، ومن ثم إلى بغداد، لعدم توفر فرص الاستقطاب الجاذب للسكان في تلك المحافظات”.
مقومات العيش
وأضاف المشهداني أن “الدولة العراقية عجزت عن خلق مدينة تحتوي على كل مقومات العيش من سكن وخدمات، كما هو الحال في بعض الدول، مما جعل التجار يتركزون في بغداد”.
مبيناً أن “هذه الشريحة تتخذ من بغداد مركزاً لتجارتها، ومن ثم تنقلها إلى باقي المحافظات العراقية بدلاً من أن يكون الاستيراد مباشرة إلى محافظاتهم”.
وأوضح المشهداني أنه بسبب عدم توفر الأطباء والمستشفيات الجيدة في المحافظات، يضطر سكان تلك المحافظات للتوجه إلى بغداد لأغراض العلاج.
مشدداً على ضرورة بناء مدن جديدة على أسس حديثة تتضمن كامل الخدمات.
وأشار المشهداني إلى أن التضخم السكاني ولد زحمة سير في بغداد بسبب زيادة أعداد السيارات بشكل كبير من 650 ألف سيارة قبل عام 2003 إلى 6 مليون سيارة في بغداد، مما شكل ضغطاً على طرق العاصمة التي يعود إنشاء أغلبها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
فيما قال المتحدث باسم وزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي إن الحلول الحكومية تتمثل في إنشاء مجمعات سكنية متكاملة خارج مدينة بغداد، وإنشاء مدينة إدارية جديدة خارج العاصمة.
وقال الهنداوي إن “بغداد أصبحت من المدن الجاذبة للسكان لأسباب كثيرة منها وجود المراكز التجارية، بالتالي تعد مناسبة لتوفير فرص عمل للباحثين عن العمل.
مبيناً أن المحافظات شهدت خلال الفترات الماضية حالة من الانكماش والكساد، بالتالي غابت فرص العمل، وهذا دفعهم للهجرة إلى بغداد”.
9 ملايين نسمة
وبين الهنداوي أن بغداد باتت تمثل أكبر كتلة سكانية في العراق لوجود 9 ملايين نسمة تعيش فيها، وفي النهار ربما يتجاوز عدد الموجودين في بغداد 11 مليوناً بسبب القادمين إلى بغداد من المحافظات لأغراض العمل والعلاج والمراجعات، مما يستدعي خططاً بعيدة المدى