بغداد تهدد بتدويل ملف المياه...قريباً.. اجتماع (مهم) مع دول الجوار لإنقاذ العراق من العطش
10-أغسطس-2021

يعتزم العراق عقد اجتماع وشيك مع تركيا سوريا للاتفاق على الحصص المائية ضمن الأنهر المشتركة.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية علي راضي إن "اجتماعا ثلاثيا سيعقد قريبا بين الدول الثلاث، من أجل وضع اتفاقيات وتفاهمات تضمن الاطلاقات المائية العادلة للعراق ضمن الأنهر المشتركة".
وأضاف راضي أن "الوفد الفني للوزارة، كان قد زار تركيا وناقش ملفات ومحاور عدة في ملف المياه، وكان ضمن أولويات النقاشات الإطلاقات المائية بنهري دجلة والفرات وضمان حقوق البلاد المائية، إضافة إلى البروتوكول المشترك بين العراق وتركيا للإطلاقات المائية لنهر دجلة وضمان حصة شهرية من تلك الاطلاقات".
وأوضح، أن "المحور الأهم في زيارة الوفد كان تقاسم الضرر في فترات شح المياه، والاطلاع على بعض المنشآت التركية وأهمها سد أليسو"، لافتا إلى أن "الوزارة كانت قد عقدت اجتماعات سابقة مع الجانب السوري عبر دائرة إلكترونية".
من جانبه، شدد وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، على ضرورة التحرك الدبلوماسي باتجاه المجتمع الدولي لاستحصال حقوق العراق المائية من دول المنبع، وعقد لقاءات مع إيران لغرض تحديد الإطلاقات المائية وتقاسم الضرر الناتج عن الشح المائي التي تمر بها عموم المنطقة، مشيرا إلى أن قطع إيران لنهري الكارون وسيروان تسبب بشحة مائية في محافظة ديالى فضلاً عن تأثيره على نوعية المياه في شط العرب.
وأضاف، أن "هناك نوعان من التحديات التي نواجهها داخلية وخارجية المتمثلة بالحصص المائية وعلاقة البلاد مع دول عالية المنبع".
وتابع وان "هذا التحدي بدأ يلمسه الجانب التركي والايراني من خلال جدية تعامل العراق في هذا الملف، وبدأوا بالتعامل بايجابية وخاصة الجانب التركي".
وأشار إلى، ان "الجانب الايراني لم يتعاون معنا، وبدأنا بالخطوات العملية لتدويل ملف المياه، وفي حال اصر الجانب الايراني على عدم الاهتمام بهذا الموضوع فعلى الدولة العراقية ان تأخذ مواقف أكثر صرامة مع إيران".
وبشأن موضوع شط العرب، أوضح المتحدث باسم الوزارة أنه يحتاج إلى حسم بحيث لا تتكرر الحالة كل سنة، لذلك هناك نية لطرح إنشاء سد مشترك في منطقة شط العرب"، لافتا إلى أن هذا هو "الحل الأسلم".
من جهته، حذر عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار بالبرلمان علي البديري، من كارثة مائية في المحافظات الجنوبية بعد إيقاف تركيا الجزء الأكبر من حصة العراق المائية.
وقال البديري، إن "مستوى المياه اليوم خاصة في نهر الفرات هو دون النصف من مستواه الحقيقي، كما أن الاعتماد الآن بالدرجة الأساس على مخزون حوض الثرثار وبنسبة تصل إلى 50% من الاستهلاك اليومي للمياه، ما يعنى أن هذا الخزين لن يكفينا لفترة طويلة بحال بقاء الوضع على ما هو عليه"، وتابع قائلا "إننا مقبلون على كارثة صحية وبيئية نتيجة انحسار مياه نهري دجلة والفرات وخاصة نهر الفرات الذي بدء ينقل المواد الملوثة من الأراضي السورية ما تسبب بارتفاع نسبة التلوث والسمية في المياه الواصلة إلى المحافظات الجنوبية".
ودعا البديري، الحكومة العراقية ووزارة الموارد المائية، إلى "التحرك الفوري والعاجل على الجانب التركي بغية إعادة إطلاق حصة العراق المائية التي تم قطع الأغلب منها"، مشددا على "أهمية استخدام كل أوراق الضغط الممكنة لضمان خروج العراق من دائرة الخطر في هذا المقبل خروج الوضع عن السيطرة".
وخلال هذا العام، انخفضت معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بنحو 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.
ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنوياً بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.