بيئة السياسية الحالية مناسبة لاختلال الأمن العراق.. تشكيك بانسحاب القوات القتالية وتحذيرات من اعتداءات إرهابية
11-ديسمبر-2021

بالتزامن مع إعلان الحكومة العراقية انتهاء مهمة القوات القتالية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وإكمال انسحابها من البلاد قبيل نحو ثلاثة أسابيع من الموعد المقرر في 31 /كانون الأول الحالي، حذّر سياسيون عراقيون من تصاعد الأعمال الإرهابية في البلاد، مطالبين قوات الأمن بتصعيد إجراءاتها الأمنية في عموم مدن البلاد، وخاصة في العاصمة بغداد.
وشهدت مدن شمالي البلاد، منذ أيام، هجمات وتفجيرات متزامنة، تبنّى معظمها مسلحو تنظيم "داعش"، وأسفرت عن سقوط سهداء مدنيين ومن قوات الأمن الاتحادية ووحدات البيشمركة، وقعت أغلبها في كركوك وديالى وصلاح الدين.
والخميس الماضي، أعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي عن نهاية المهام القتالية لقوات التحالف الدولي وانسحابها من العراق، معلناً انتهاء آخر اجتماعات العراق مع ممثلي التحالف في هذا الإطار، كما أشار إلى أن العلاقة مع التحالف الدولي ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
وفي هذا السياق، سياسيون ومختصون في الشأن الأمني من هجمات إرهابية قد تستهدف بغداد مع الإعلان عن انسحاب القوات القتالية الأميركية من البلاد.
من جهته قال مسؤول أمني رفيع إن "تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية على المناطق المستقرة أمنياً، مثل كركوك والبصرة، تشير إلى احتمال قوي أن الجماعات الإرهابية تنوي شن هجمات مرتقبة ضد بغداد، لتحقيق صدى إعلامي أكبر".
وأضاف أن "عصابات داعش قد تدمرت كلياً وما يحدث هنا وهناك ما هو إلا استغلالاً للوضع السياسي الراهن في العراق والذي سببته إعلان نتائج الانتخبات".
وتابع أن "على الجهات المتخصصة والمعنية في الأمن بإبعاد الملف عن التناحر السياسي والخلافات وإلا داعش قد يحقق نصرا إعلاميا جراء الخلافات السياسية وإعلان انسحاب التحالف الدولي من العراق.
وأكد أن "قوات التحالف الدولي لم تشارك في أغلب العمليات الأمنية الكبرى التي انطلقت في العراق مؤخراً وما حققته قواتنا الأمنية في عملياتها الأخيرة ما هو إلا بسواعد الأبطال"، لافتا إلى أن "القوات الأمنية قادرة على مواجهةأي عدو أو محاولات إرهابية لزعزعة الأمن".
وبشأن الخروقات الأمنية وارتباطها سياسيا أشار إلى أن "الوضع السياسي الحالي بيئة مناسبة لاختلال الأمن مجدداً على يد خلايا عصابات داعش".
ووصفت فصائل المقاومة بيان بشأن انسحاب القوات الأميركية وتحويل عناصر القوات إلى مستشارين بالـ(مغالطات)، إذ لا يمكن تحويل المقاتلين إلى مستشارين من الناحية العسكرية، مضيفاً أنه "إذا كانت هناك نيات صادقة فيجب أن يقدم الجانب الأميركي إلى الحكومة العراقية إحصائية متكاملة بالقوات المقاتلة وكذلك مثلها بالأسلحة والآليات".
وشددت على أن "الجانب الأميركي ما زال لا يسمح بدخول القيادات الأمنية لقواعده وما زالت صناديق مغلقة".